الطفلة هديل.. قصة مأساوية تكشف كيف يتم المتاجرة بقضايا الأطفال:

قذيفة أفقدتها أطرافها وهناك من يتاجر بأوجاعها!!

2019-05-23 07:22:15 أخبار اليوم/ خاص


غابت الإنسانية وحلت مكانها النرجسية.. سيطرت الأنانية وطغت على الوفاء والإحساس بأوجاع الغير.
في قصة الطفلة/ هديل محمود عبد الواسع.. اجتمعت كل صفات القبح وسلوكيات الطمع وتعامل الأنانية في التعامل مع آلامها ومأساتها القاسية والمريرة، وذلك من قبل من يفترض فيهم الإنسانية والسلوك النبيل في هذه القضايا المرتبطة أساساً بالطفولة وحقوق الإنسان والدفاع عن حقوقهم والانتصار لهم وقضاياهم.
ثمة اختلاط عجيب ومريب بين هؤلاء المشتغلين في المنظمات الانسانية والرافعين للشعارات البيضاء التي تدغدغ المشاعر والأحاسيس في الأقوال.. بينما في الأفعال نرى شيئاً يفوق الخيال وبعيداً تماما عن الأقوال ومتناقضاً تماماً مع الشعارات.
تعرضت الطفلة الصغيرة/ هديل لممارسات قاسية وتصرفات بعيدة تماماً عن الإنسانية البيضاء وأفعال المنتمين لهذا القطاع الإنساني.. ذلك أن ما تعرضت له هديل من مواقف غير متوقعة، جعل مصيرها في مهب الريح ومستقبلها وأحلامها الطفولية على كف عفريت..
قصتها مأساوية.. مريرة.. مؤلمة حد الوجع.. تعالوا لنعرف ماذا حدث لها لنشاركها جزءا من مأساتها وألمها عل وعسى يتحرك ضمير مسئولينا لإنصافها وإنقاذها مما تعاني منه وتعانيه.
هذا ما يتجسد فعلاً وقولاً مع قصة الطفلة/ هديل محمود عبد الواسع- البالغة من العمر 14 عاما- والتي تعرضت لأبشع صورة من الاستغلال المقيت لقضيتها وبعد ذلك للطفلة وأساءت معاملتها بطريقة مقرفة تثير الألم والوجع!
قصة الوجع!
هديل محمود عبد الواسع، تعرضت لقذيفة أصابتها وأدت إلى بتر أطرافها الاثنتين في يوم حزين ولحظة مفجعة حطمت فيها حياتها ومستقبلها، لكن هديل، الطفلة الذكية والمقاومة استطاعت برباطة جأش، التحامل على أوجاعها وآلامها واستعادت حياتها وبدأت التعامل مع حياتها الجديدة وهي بدون أطراف في أيديها..
تجاوزت هديل الظروف القاهرة والأوضاع الصعبة لتعيش حياتها وتتعايش بوضعها الحالي.. خاصة وأنها لم تجد اليد الحانية أو القلب الرحيم الذي يتكفل بعلاجها ويتحمل كل التكاليف المالية لتركيب أطراف صناعية لها.
عاشت هديل أيامها ولياليها بلا أطراف حتى تحصلت الطفلة هديل على منحة ‏علاجية إلى جنيف عن طريق ‏منظمة 100حكاية ‏التي تديرها امرأة ( تحتفظ الصحيفة باسمها وزوجها المقيم في القاهرة.
‏ ‏استلمت هديل تذاكر السفر إلى القاهرة وسافرت مع خالها طه محمود، وبعد الوصول إلى العاصمة المصرية تم استقبالهم من قبل المنظمة وتم تسكين هديل مع خالها في شقة ضيقة وصغيرة وكأنها سجن، أضف إلى ذلك أن مسئولي المنظمة كانوا يعطونهم مبلغ 50 جنيه مصروف يومي وهذا المبلغ لا يكفي لأخذ وجبة إفطار في بلد مثل مصر.
وهكذا ظلت هديل وخالها على هذا الوضع وسط ظروف صعبة وقاسية في بلد كمصر يعانون من التعامل الجاف وأسلوب تعالي وعدم تنفيذ الوعود، وطالت المدة لتصل إلى أربعة أشهر بدون أي نتيجة، فيما يخص تحقيق الوعد بتركيب أطراف صناعية للطفلة هديل، لأنه تم السفر على أمل هذا الوعد، لكن المنظمة تجاهلت كل ذلك وتناست وعدها بتركيب الأطراف الصناعية لهديل وتغيرت معاملتها للطفلة وخالها، لدرجة وصلت إلى طردهما من الشقة التي يسكنانها وإخراجهما منها أى الشارع، هكذا بين يوم وليلة وبطريقة مهينة ومعيبة لا يقدم عليها إلا من لا يعرف معاني الانسانية والوفاء لمن جاء من اليمن وتحمل مشاق التعب والسفر ويتعرص الآن لهذا العذاب والهوان بدون سبب.
تضاعف المأساة!
حسب أحد المطلعين على وضع الطفلة هديل وما يحدث لها.. قال إن خال الطفلة هديل ذهب- بعد مرور أيام من شهر رمضان المبارك- لمقابلة فؤاد زوج زعفران- مسؤولة المنظمة -بعد توقف المصروف اليومي الخمسين جنيه لمدة أسبوع كامل، ليعرف سبب توقف المصروف وإلى أين وصل موضوع الطفلة هديل والمؤلم رده الذي كان قاسياً جدا وغير متوقع وبكلمات جارحة، حيث قال لخال الطفلة: عليكم أن تخرجوا من الشقة التي أنتم فيها اليوم وليس لكم أي شيء من عندنا.
‏‏قال له خال الطفلة: طيب هاتوا لنا جوازاتنا نرجع بلادنا، لا نريد علاجكم.. لكنه رفض إعطاؤهم جوازاتهم وأخرجهم من الشقة التي هم فيها إلى الشارع والآن الطفلة هديل في شقة بعض جرحى تعز في مصر. لا يمتلكون جوازات سفرهم ولامسكن ولا حتى يجدون قوت يومهم
ألم!
من يتخيل أن تصل البجاحة والوقاحة بشخص ما في بلد خارجي أن يقوم بهذا الفعل الوضيع، فما بالكم وهو يقود منظمة إنسانية حسب ما يدعي ويقول..
قمه الألم والهوان تعيشه الآن الطفلة المسكينة/ هديل وخالها، بعد ما تعرضوا له من موقف سيئ وغير أخلاقي من قبل المنظمة التي جاءت بهم من اليمن إلى القاهرة وهاهم الآن يتخلون عنها ويرمونها في الشارع، بلا مأوى وبلا سكن ولا مصاريف.. والكارثة وبلا علاج..
بعد أكثر من أربعة أشهر على التواجد في مصر ما زالت الطفلة هديل بلا أطراف.. والوعود التي سافرت لأجل تحقيقها وتركيب أطراف صناعية، تحولت إلى سراب وكلام في الهواء..
هديل الآن في الشارع.. ولولا البعض من أبناء تعز الطيبين الذين تعاطفوا معها، فتم استضافتها عندهم حتى يعملوا لها حل وإعادتها إلى اليمن..
هديل.. الطفلة وما تعرضت له من عملية نصب واستغلال مقيت تكشف بوضوح كيف تستغل بعض المنظمات براءة الطفولة وقضايا الأطفال ومشاكلهم وإصاباتهم لتحقيق مآرب وأهداف خاصة، وبات من المهم الالتفات إلى هذا الجزء الهام من عبث المنظمات واستغلالها للأطفال والتكسب من ورائهم وقضاياهم.
الآن هديل في مأساة مضاعفة وشديدة التعقيد.. فهي في القاهرة بلا مصاريف وبلا سكن ولا جوازات بعد احتجازها من قبل مسئولي المنظمة.. لا تريد شئياً سوى العودة لبلادها ونسيان هذه المأساة التي تعيشها.. لقد نست هديل تركيب أطراف صناعية وأصبح همها الأكبر الآن كيف تعود إلى بلادها ونسيان هذا الوجع والألم الذي أصابها وتعرضها لهذا الموقف المحزن والقاسي.!

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد