لا زالت فضائح المنظمات الدولية والإنسانية تتوالى فيما يخص الاستغلال البشع والنهب الكبير لأموال المانحين وملايين الدولارات المقدمة كمساعدات للشعب اليمني في عدة أوجه وبرامج.. ذلك أن استمرار الحرب للسنة الخامسة كان سبباً مباشراً في تحوّل المنظمات الدولية وبشراكة منظمات محلية إلى التحايل المريع على برامج وأنشطة المساعدات الإنسانية للشعب اليمني والقيام بصرف الأموال بعبث كبير ومهول في موازنات تشغيلية ومرتبات.. وفي هذا الاطار ومع ذلك لا يصل سوى أقل القليل للفقراء والمحتاجين والأمراض من أبناء اليمن..!!
ثمة صور وقصص يندى لها الجبين وكشفت العديد من حالات الاستغلال والنهب المنظم لملايين الدولارات ومساعدات المانحين طيلة السنوات الماضية ولم يتم الكشف سوى عن القليل من فساد المنظمات وما قامت به من حالات سرقة وإفساد ونهب حقوق فقراء اليمن والجوعى، وحتى الأطفال لم يسلموا من متاجرة هذه المنظمات سوى الدولية أو المحلية..!!
وين الفلوس
وكانت حملة "وين الفلوس" التي أطلقها ناشطون ومدونون الأولى والأكبر التي فتحت وناقشت هذا الملف الخطير والكبير، وعمل الكثير من الناشطين على فتح المنظمات وما تسلمته من أموال في الأعوام السابقة.. وكشفت حملة "وين الفلوس" خلال الفترة الماضية، عن أن المنظمات الدولية والمحلية استلمت في العام الماضي فقط ما يقارب أكثر من خمسة مليارات دولار فقط في عام واحد.. وكل هذا المبلغ باسم فقراء وجوعى وأمراض الشعب اليمني الذين باتوا مصدراً كبيراً للمتاجرة باسمهم وأوجاعهم من قبل هذه المنظمات التي يجوز أن توصف بأنها منظمات للسرقة والنهب وأكل حقوق اليمنيين والمتاجرة بهم امام العالم..!!
وحظيت الحملة الشعبية والمجتمعية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج "وين الفلوس" باهتمام كبير من اليمنيين ومشاركة كبيرة وفاعلة من مختلف الأطياف.. اجمعوا على ضرورة قيام المنظمات الدولية والمحلية بالكشف عن تقاريرها المالية وأين صرفت مئات المليارات من المساعدات لليمنين، ولا زالت الحملة مستمرة على مواقع التواصل لمطالبة المنظمات بالاستجابة لهذه المطالب المشروعة لليمنيين، خاصة وأن الشباب في الحملة عملوا على جمع ما يقارب عشرة آلاف توقيع وإرسالها إلى المنظمات الدولية للاستجابة والكشف عن تقاريرها المالية الخاصة بالمبالغ التي تسلمتها وأين صرفت، حتى يعرف الجميع المساعدات المخصصة لأبناء الشعب اليمني هل ذهبت في طريقها الصحيح..
وحسب المتابعات الأخيرة لمستجدات الحملة فإن أغلب المنظمات المحلية والدولية، رفضت رفضاً قاطعاً الاستجابة لمطالب الحملة والكشف عن تقاريرها المالية ونشرها بشفافية تامة وكاملة حسب ما تقتضيه المصلحة العامة وأهداف العمل الإنساني.. بيد أن المثير هو رفض المنظمات لهذه المطالب، وهذا يؤكد- بما لا يدع مجالاً للشك- أن وراء هذا الرفض حالات فساد وإفساد كبيرة وأن المليارات ذهبت إلى جيوب الشطار وان هناك عبث مالي بهذه المساعدات المالية واستغلال قبيح ومريع ومتاجرة بآلام أبناء الشعب اليمني..!!
616 مليون أنترنت

ولأن الحملة الشعبية" وين الفلوس" لامست الوجع وطرحت يدها على الجرح، فإن المنظمات الدولية والمحلية حرصت على عدم تسرب أية وثائق عن حجم فسادها خلال السنوات الأربع الماضية وأيضاً اي أرقام عن مبالغ مالية صرفت..
ومع ذلك هناك من الشرفاء من يرفض هذا الفساد المريع للمنظمات ويعمل على تسجيل موقف بنشر وثيقة عن حالة فساد أو رقم مالي تم صرفه، وهذا يتم تسجيله عبر شباب الحملة في وقته.. وآخر فضائح المنظمات ما تم نشره خلال الأيام الماضية أن برنامج الغذاء العالمي صرف مبلغ 616 مليون ريال يمني مقابل أنترنت تم استخدامه خلال عام واحد فقط..!!
تخيلوا هذا المبلغ المهووووول ما يفوق نصف مليار ريال، صرفه برنامج الغذاء العالمي لأنترنت على طاقمه وفريقه..616 مليون ريال.. أنترنت لمنظمة دولية صرفته تحت هذا الاسم والمسمى دون حمرة خجل أو حياء من ملايين اليمنيين الجوعى والمرضى والأيتام بدون كلام.. هذا فساد وسرقة عيني عينك ومن يسكت على هذا الفجور والنهب شريك مع هؤلاء..
فساد
وحالات الفساد في الإغاثة الإنسانية وعمل المنظمات ليس له حدود.. إذ كشف الناشط/ نبيل البكيري، عن حالة فساد مريعة في أحد مشروعات برنامج الغذاء العالمي wfp كنموذج بسيط لحجم الفساد..
وبحسب الوثيقة فإن برنامج الغذاء العالمي اعتمد مشروعاً إغاثياً في اليمن بمبلغ 20 مليون دولار.. الكارثة والمصيبة أنه تم توزيع المبلغ كالتالي: مليون دولار _ تنسيق و2 مليون دولار_ دعم لوجستي و4 مليون دولار _ نقل بحري و6,9 مليون دولار _ نقل جوي و4 آلاف دولار _ وقود.. وهكذا يتم صرف الملايين دون حسيب أو رقيب.. واستغلال بشع للمساعدات الإنسانية لليمنيين..!!
سرقة النازحين

ويكشف الناشط/ نبيل البكيري، عن وثيقة أخرى خاصة بمكتب تنسيق المساعدات الإنسانية (الاوتشا) التابع للأمم المتحدة- وهو برنامج خاص بإيواء النازحين- وبحسب الوثيقة فإنه تم وضع مبلغ 5750 خمسة آلاف دولار وسبعمائة وخمسين دولار مساعدة لكل أسرة نازحة في اليمن..
وحسب المعايير المعتمدة..هذا المبلغ الكبير تم اعتماده ليصرف من الأوتشا لكل أسرة نازحة من النازحين اليمنيين، لكن المؤسف والمؤلم أن هذا المبلغ لم يصل منه شيء إلى النازحين أو القابعين في مدنهم.. وهكذا يتم نهب وسرقة الأموال المعتمدة والمخصصة لليمنين وحتى النازحين يتم سرقتهم والمتاجرة بهم والمبالغ المعتمدة لهم تذهب وتصرف لأماكن أخرى يعلم الله ما هي والنازحون لهم الله..!!
انتهاء صلاحية
بمرور الأيام تتوالى الحقائق وتنشر الفضائح وآخر المهازل أن منظمة "اوكسفام" اكتشفت أن المخزون لديها من مادة الكلور والموجودة في مخازنها في منطقه الحوبان الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي بمدينه تعز قد انتهت تاريخ صلاحيته إذ ظل في المخازن لأشهر طويلة.
مادة الكلور- حسب ناشطي حملة "وين الفلوس" وصلت إلى مخازن منظمة أوكسفام في الحوبان في ديسمبر 2017 ومن ذاك الحين لم يتم توزيع مادة الكلور على أبناء اليمن كنوع من مواجهه وباء الكوليرا وضمن مشروع مكافحته.. وظلت المادة في المخازن كل هذه الشهور حتى مرت السنوات وانتهت صلاحيته مع الأسف الشديد.
وبالتأكيد فإن الأموال المخصصة لتوزيع الكلور والتوعية بمخاطر الكوليرا قد صرفت أو نهبت كما ورفعت تقارير للمانحين عن ذلك ولا من شاف ولا من دري!
والمؤسف بجد أن منظمة اوكسفام تصرخ من انتشار وباء الكوليرا وتطلب أموالاً لمواجهته.. ومع ذلك فمادة الكلور في مخازنها انتهت ولم يستفد منه أحد وستصرف أموال الآن لإتلافها.. في صورة عبثية ومشهد مولم تبرهن حجم الفساد والعبث والنهب وعدم الاستشعار بالمسئولية الذي يشوب عمل هذه المنظمات وضرورة أن يكون. هناك رقابة حكومية على هذه المنظمات لإيقاف هذا الفساد الذي تجاوز الحدود والقارات!