انطلقت أمس الفعاليات الشعبية الفلسطينية الواسعة المنددة بـ «ورشة البحرين»، ومسيرات جماهيرية حاشدة، كما نظمت وقفات احتجاجية بمشاركة قيادات من الفصائل والمنظمات الأهلية والشعبية والمؤسسات، فيما توشحت شوارع مدينة غزة بلافتات سوداء، رفضا للمخطط الأميركي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وانطلقت كذلك حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالورشة.
وانطلقت المسيرة الجماهيرية الأساسية من وسط مدينة رام الله، بدعوة من قيادة الفصائل الفلسطينية.
ورفع المشاركون أعلاما فلسطينية، وعلت في المكان أصوات مكبرات الصوت التي صدحت بأغان وطنية، تؤكد تمسك الفلسطينيين بأراضيهم.
وقال الدكتور/ واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومنسق قيادة القوى خلال المسيرة «شعبنا يخرج اليوم بموقف موحد، سواء من قيادة، أو فصائل، أو مؤسسات مجتمع مدني، ومنظمات ونقابات، ليؤكد رفضه لما تسمى صفقة القرن، التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وورشة المنامة».
وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن المسيرات تخرج لتؤكد للرئيس الأميركي دونالد ترامب «إن صفقة القرن لن تمر، وإن ورشة البحرين هي ورشة عار وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية، ومن أجل تطبيع العلاقات بين أمتنا العربية ودولة الاحتلال». كما نظمت وقفات احتجاجية ضد الورشة في مدن القدس ونابلس والخليل وطوباس وقلقيلية، رفعت خلالها لافتات تنديد بالورشة.
مواجهات
واندلعت مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الزاوية في الخليل وعلى جسر حلحول في محافظة الخليل. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت وابلا من الرصاص الحي وقنابل الغاز صوب المواطنين، ما تسبب بإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق، وقدم لهم العلاج ميدانيا. وأعلنت القوى الوطنية في مدينة القدس، حالة «النفير العام» من خلال فعاليات شعبية واسعة ضد «ورشة البحرين» ورفضاً لـ»صفقة القرن».
جاء ذلك في ختام اجتماع لها، وأعلنت تلك القوى أيضا عن تنظيم مؤتمر شعبي حاشد الساعة الخامسة والنصف غدا الأربعاء في بلدة الرام، شمال المدينة المقدسة.
لفتات وأضراب
وفي غزة علقت لافتات سوداء كبيرة في شوارع المدينة، التي تستعد غدا الأربعاء لاحتضان مسيرة جماهيرية حاشدة تنطلق من مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، في رسالة فلسطينية تؤكد على بقاء ملف اللاجئين رغم محاولات الإدارة الأميركية لشطبه، والتمسك بالقرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وكتب على اللافتات الكبيرة «رفضا لصفقة القرن ومؤتمر البحرين». ومن المقرر أن يعم يومنا هذا الثلاثاء إضراب شامل في قطاع غزة، يتخلله مؤتمر وطني تشارك فيه الفصائل الفلسطينية وممثلو المؤسسات والهيئات الشعبية، رفضا لـ «الورشة الاقتصادية» وذلك بالتزامن مع عقدها.
وانطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي «الحملة الوطنية لمواجهة ورشة البحرين الخيانية»، واختار القائمون عليها شعارا وضعت فيه أعلام أميركا وإسرائيل وقد أحيطت بعلامة المنع الحمراء.
وحملت تدوينات وتعليقات المشاركين في الحملة انتقادات حادة للورشة ومخططاتها وللمنظمين، باعتبارها فصلا من فصول المخطط الأميركي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية مالية.
وانتهت الاستعدادات في قطاع غزة لعقد المؤتمر الوطني عند الساعة السادسة من مساء يومنا هذا الثلاثاء، وهو الموعد المحدد لانعقاد «ورشة البحرين» بمشاركة قيادات فلسطينية، للإعلان خلاله عن رفض ورشة البحرين ومخرجاتها، على أن يعقد «مؤتمر شعبي» في اليوم الثاني للورشة، يحضره الوجهاء والمخاتير.
وأكدت حركة حماس أن الشعب الفلسطيني «لن يسمح بتمرير صفقة القرن الأميركية ولا مخرجات ما تسمى بورشة البحرين». وقال المتحدث باسم الحركة حازم قائم في تصريح صحافي «شعبنا لن يبيع حقوقه بكل أموال الدنيا بل يبيع روحه من أجل حريته وعودته ومقدساته». وأكد ان الإدارة الأميركية بمشاريعها ومخططاتها التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومكونات قضيته على مستوى الإنسان والأرض والمقدسات «شريكة مع الاحتلال في العدوان على شعبنا وحقوقه»، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يخرج في كل أماكن تواجده في احتجاج واسع على عقد «ورشة البحرين» في مسيرات ومؤتمرات وطنية وشعبية.
وشدد على أن الرفض الممتد في كل ساحات تواجد الشعب الفلسطيني يؤكد تمسكه بحقوقه واستعداده لاستمرار النضال من أجل استرداد أرضه ودعمه لـ «خيار المقاومة الشاملة».
من جهته شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ نافذ عزام، على ضرورة الإسراع في تحقيق الوحدة الفلسطينية لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن «مؤتمر المنامة» تدشين لما يسمى بـ «صفقة القرن» بأيدٍ عربية.
تونس ومصر
وعلى الصعيد العربي انتقد “الاتحاد العام التونسي للشغل”، أمس الإثنين، مضي بعض الدول العربية في قبول ما يسمى بـ “صفقة القرن”، معتبرًا أن الأخيرة “عار وخيانة ومؤامرة” لإزاحة دولة فلسطين من الخارطة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد (أكبر نقابة عمالية بالبلاد)، خلال ندوة عقدتها “التنسيقية الإعلامية الفلسطينية التونسية” (غير حكومية)، بمقر النقابة العمالية بالعاصمة، حول “ورشة المنامة”.
وحضر الندوة المنعقدة تحت عنوان: “فلسطين ليست للبيع”، السفير الفلسطيني بتونس هائل الفهوم.
وفي مصر تعقد قوى سياسية مصرية، يومنا هذا الثلاثاء، مؤتمرا صحافيا، بالتزامن مع انعقاد ورشة البحرين، حول الاقتصاد الفلسطيني برعاية أميركية، والتي دعت السلطة الفلسطينية لمقاطعتها.
ويشارك في المؤتمر، الذي يستضيفه حزب «تيار الكرامة»، أحزاب «الدستور» و«المصري الديمقراطي الاجتماعي»، و«التحالف الشعبي الاشتراكي»، إضافة إلى عدد من نواب تكتل 25- 30 المعارض، ولجنة «مقاومة الصهيونية»، وعدد من الشخصيات العامة، بينهم حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق.
وأصدر حزب تيار الكرامة، بيانا، أعلن فيه رفضه لورشة البحرين، وطالب السلطة الحاكمة في مصر بمقاطعتها.