في الساحل الغربي..

إرادة الحياة تنتصر على آلة الموت الحوثية..!!

2019-06-27 03:59:47 تقرير/ خاص


من يزور مناطق الساحل الغربي ومديرياته وقد أصبحت محررة من مليشيات الحوثي سيلاحظ الفرق الكبير الشاسع بين ما كانت عليه وما أصبحت فيه.. كانت مديريات ومناطق الساحل الغربي وساكنوها يموتون في اليوم ألف مرة وهم يخضعون لمسلحي الحوثي الذين حولوا حياة الناس إلى جحيم وأيام سوداء وحولت بيوتهم ومساكنهم ومزارعهم إلى متارس وحروب ليتحول الساحل الغربي إلى قطعة من نار مشتعلة باستمرار..!! ويتذكر أبناء المناطق المحررة في الساحل الغربي تلكم الأيام المريرة بألم كبير وفصول من المأساة ودروس من المعاناة الشديدة التي عاشوها بصمت واحتساب حتى خلصهم ربنا من تلكم المليشيات ووصلت المقاومة والجيش الوطني إلى مناطقهم ويتم طرد مليشيا الحوثي شر طردة وليشعر المواطنون بالراحة والاطمئنان بعد خروج أولئك البرابرة من وسط أبناء تهامة البسطاء والطيبين..!!
عودة الحياة..!!
وحين أخرجت رصاصات المقاومة والجيش الوطني ورجال اليمن الأوفياء مسلحي الحوثي من مناطق الساحل الغربي ابتداءً من باب المندب والمخا والخوخة وصولاً إلى التحيتا وحتى كيلو 16 ومداخل مدينة الحديدة، وسيطر أبناء الوطن الأوفياء على الطريق الساحلي الممتد من عدن حتى الحديدة.. تنفس أبناء تهامة ومواطنو هذه المناطق، التي تحررت، الصعداء وهم يشاهدون مسيرة الدمار وشياطينها يغادرون مرغمين وأنوفهم ممرغة في تراب تهامة.. تخرج من مناطقهم.. غادرت رائحة الدم والبارود ومسيرة الخراب والدمار هذه المناطق ليبدأ السكان باستعادة حياتهم الطبيعية ومحاولة التعايش مع الوضع الجديد رغم أن الأوضاع والظروف باتت صعبة وقاسية بفعل ما أحدثته مسيرة الدمار والخراب من تدمير هائل وخراب في كل شيء.. المباني والبيوت والمزارع وقوارب الصيد وكل ما له علاقة بحياة الناس بيد أن إرادة الحياة تنتصر دائماً على إرادة الموت وهذا أصبح حال أبناء الساحل الغربي بعد تحرير مناطقهم من مليشيات الحوثي التدميرية..
ظروف ومقاومة
وكما هي عادة اليمنين جميعاً.. لا يظل حبيس التفكير أو الشكوى.. فما بالك وما حل بالساحل الغربي لم يكن هيناً أو بسيطاً، فالدمار والخراب الذي أحدثته المليشيات بالمخا والخوخة والتحيتا كان كبيراً ويفوق الوصف كما وأن تعريض حياة الناس للخطر لم يتوقف.. ومع كل ذلك كان أبناء تهامة أكثر تحدياً وقفزاً فوق الواقع الشائك وهم يحملون على عاتقهم مهمة إعادة تطبيع الحياة واستعادة حياتهم التي خطفها إرهابيو الحوثي، فبدأوا بالعودة إلى بيوتهم ومناطقهم المنكوبة والمدمرة وإصلاح ما يقدرون عليه وهكذا منذ شهور وأبناء الساحل الغربي يخوضون صراعاً مع الظروف القاسية والأوضاع الصعبة بتحدٍ وعزيمة لا تلين ورغم غياب سلطات الدولة ومؤسساتها إلا أن أبناء الساحل الغربي عملوا بالقدر الكبير لتعويض هذا الغياب بتكاتفهم وتلاحمهم والاكتفاء بأبسط الأشياء..
أبناء تهامة.. الطيبة والجمهورية
يعرف عن أبناء تهامة الطيبة الكبيرة والحب والتفاني ومحبة الآخرين والإخلاص في العمل ولا زالوا على هذه الصفات الجميلة والأخلاق الرفيعة، رغم معاناتهم مع مليشيات الحوثي ومحاولتهم إخراجهم من ثوبهم المعروفين بت، لكن هيهات لهم ذلك، فقد فشلت فشلاً ذريعاً في تهجينهم، فما زال أبناء تهامة يحملون مشعل الجمهورية الساطع، فالتحقوا بالمقاومة التهامية والجيش الوطني وشكلوا حائط صد منيع للدفاع عن مدينتهم ومناطقهم من مليشيات الحوثي وقدموا العديد من الشهداء الأبرار في ساحات المعارك النبيلة وهم يضحون بأنفسهم دفاعاً عن مدينتهم وأرضهم وعرضهم.. سيظل أبناء تهامة جمهورين.. يدافعون ويشاركون في الدفاع عن جمهوريتنا وبلادنا ضد هذه المليشيات الحوثية الإرهابية التي تعتبر جمرة خبيثة أصابت اليمن وبلا شك إلى زوال طال الزمن أم قصر..
نجاح وتحدٍ
وطوال الفترة الماضية تمكن التهاميون من استعادة جزء كبير من دورة الحياة ونجحوا في تطبيع الحياة وإعادة الحياة إلى مناطقهم المدمرة بجهود ذاتية وإمكانيات محدودة، رغم حالة غياب السلطات المحلية وكذلك أن التدمير الحوثي طال كل شيء وحجم الخراب تسبب في إيقاف وتعطيل أعمال الناس وأشغالهم.. الحياة تعود رويداً رويداً والناس يشعرون بحال أحسن وأفضل مما كان ويطمحون إلى الأفضل ويتمنون ويحلمون بعودة المؤسسات الحكومية والمكاتب في المديريات المحررة لممارسة أعمالهم وحل مشاكل الناس وتوفير الخدمات ومساعدة المواطنين في مهامهم اليومية وحتى يتعاون الجميع في تطبيع الحياة بمدينتهم وتوجيه صفعة قوية وقاسية للحوثي الذين أرادوا الموت والخراب والدمار لمناطق الساحل الغربي، لكن ها هي تنهض من وسط الخراب لتستعيد الحياة وليبنوا ويعمروا بيوتهم ومزارعهم من جديد..
المخا
استعادت مدينة المخا نشاطها وحيويتها وحضورها الكبير وتحركت كثيراً بفعل التوافد إليها كمركز حيوي فعاد إليها أهلها واحتضنت الكثير من النازحين وفتحت ذراعيها لأغلب الزائرين وتعيش المدينة حالة من النشاط والحضور المثير وازدحمت شوارعها وفنادقها وبيوتها وتحولت إلى مدينة تنبض بالحياة والضوء والنور بعد حالة السواد والظلام الذي عاشته المخا أثناء سيطرة مليشيا الحوثي عليها.. عادت الحياة للمخا.. ويتوافد اليمنيون إليها كحب أزلي ويبذل أبناؤها كثير جهود لأجل استمرار هذا الانتعاش وعودة المخأ لسابق عهدها.. هذا الحضور وتطبيع الحياة بات ملفتا للكثيرين، فيعمل الجميع على الترميم والمساهمة في إصلاح ما تم تدميره، بكل حب وإخلاص، فكل أبناء المخا وتهامة بشكل عام يعيشون ويتعايشون مع إخوانهم من كل المحافظات بكل حب وتواضع وهكذا أصبحت مدينة المخا ملتقى لكل اليمنين.. الغام حوثية
ووسط هذه الحالة الإيجابية لازالت مسيرة الدمار الحوثية تطل بين فينة وأخرى لتذكر أبناء الساحل الغربي بهم وذلك من خلال ألغامهم المزروعة بكثرة في مناطق الساحل الغربي وتنفجر هذه الأيام خلال الأيام الفائتة ويذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين.. وما تشكله من خطر كبير وقلق بالغ لدى السكان.
ويطالب أبناء المناطق المحررة في الساحل الغربي الحكومة الشرعية بضرورة الالتفات إلى ما تشكله ألغام الحوثي من تهديد على حياتهم ويجب على السلطات الحكومية إيلاء هذا الأمر اهتماماً أكبر، كون حياة أبناء سكان الساحل الغربي تظل في خطر بفعل هذه الألغام المزروعة بكثرة على طول وامتداد الساحل الغربي.
التحيتا
مدينة التحيتا صغيرة، لكنها أثرية ومتنوعة ولها طابعها الخاص والمختلف، ورغم كونها ترتبط بخط تماس مع مليشيات الحوثي التي تفرض على المدينة حصاراً مطبقاً وتقصفها بشكل يومي وهستيري بالقذائف المختلفة إلا أن سكانها مازالوا أقوياء وصامدين في وجه آلة الموت الحوثية.. رفضوا ترك مدينتهم وبيوتهم ومزارعهم..
ويعيشون وسط كل هذا الرعب وهم واثقين بأنهم سينتصرون على هؤلاء الغزاة البرابرة.
صحيح أن أبناء التحيتا يعانون من صعوبة الحياة والظروف المحيطة وسط غياب المؤسسات والسلطات المحلية، لكنهم يقاومون وبقوة ويعملون على استمرار حياتهم في صورة تحدٍ قوي لمليشيات الحوثي التدميرية.
ويعمل أبناء التحيتا على استعادة حياتهم وبناء ما تم تدميره وتطبيع كل الأوضاع الحالية، لكنهم يشكون من الظروف الصعبة وغياب السلطات المحلية وتوقف كل النشاط الحكومي المرتبط بحياة الناس والسكان.
وتنتشر القمامة في مدينة التحيتا بصورة كبيرة..
ويقول سكان التحيتا إنهم معرضون للإصابة بالأوبئة والأمراض بسبب انتشار القمامة في المدينة وعدم قيام المكاتب الحكومية بعملها ومهامها في حماية السكان..
ويطالب السكان من قيادة محافظة الحديدة التحرك العاجل لانقاذهم من الكارثة البيئية القادمة بسبب القمامة.
الصيادون
يعتمد أبناء تهامة على الصيد كمصدر وحيد للرزق والشغل والعمل، لكن بفعل آلة الموت الحوثية واستغلالها للقوارب والبحر في الحرب تدمرت قوارب الصيادين من أبناء المخا والتحيتا والخوخة والجاح وعديد مناطق في الساحل الغربي ما قطع رزق آلاف السكان.
وطوال الفترة الماضية عانى الصيادون كثيراً بسبب هذا الوضع وإهمال الحكومة لهذه الفئة وأيضاً تغافل قيادة المحافظة بعدم الالتفات إليهم ومعاناتهم ومساعدتهم...فكان للهلال الأحمر الإماراتي حضوره وذلك بتوزيع ما يقارب 100 قارب صيد مؤخرا على بعض الصيادين في محاولة لمساعدة الصيادين وإعادة الحياة لهم وأسرهم وهو ما كان له كبير الأثر على حياة الصيادين.
لكن ومع ذلك لازال هناك الكثير من الصيادين بدون أعمال أو قوارب ليعملوا عليها لكسب رزقهم الحلال.. ما يتطلب من الحكومة الشرعية الالتفات إلى صيادي الساحل الغربي ومساعدتهم وتوفير قوارب الصيد لهم حتى يستعيدوا حياتهم وأعمالهم التي لا يجيدون غيرها.
الرواتب
كان لمساعي قيادة محافظة الحديدة ونجاحها في صرف رواتب موظفي الحديدة أثره الكبير في تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشوها منذ سنوات وزادت المعاناة بفعل الحرب الحوثية و تمترسها في المدينة الساحلية.. وساهم صرف رواتب أبناء الحديدة على تجاوز الأوضاع والظروف الصعبة التي يمرون بها بفعل الحرب العبثية ومواجهة أعباء الحياة...
هكذا يظل أبناء الحديدة ينتظرون بلهفة وشوق كبير لبزوغ شمس الحرية والنصر في مدينة الحديدة وبشكل كامل..!

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد