الحكومة اليمنية تقلب المعادلة وتغير خارطة النفوذ بمحافظة البيضاء..

البيضاء.. بوابة الانتصار الحكومية ضد الإمارات والحوثيين.

2019-06-29 03:51:41 أخبار اليوم/ تقرير خاص


ما تؤول إليه الأحداث في المنطقة، من توترات بين واشنطن وطهران، تنعكس سلباً على مجريات الحرب بالساحة اليمنية، خاصة في تلك الجبهات المصنفة في خانة المواقع الإستراتيجية لدى اللاعبين المؤثرين في الحرب اليمنية, فالكل يبحث عن تغيير خارطة النفوذ لصالحه، بما يعزز أوراقه في أي اتفاقات مستقبلية مع تزايد التكهنات بفشل اتفاق السويد، في ظل مجريات الصراع البارد بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في المنطقة الشرق أوسطية.
يظهر ذلك جلياً مع التصعيد العسكري في أهم الجبهات والمحاور التي استطاعت فيها المليشيات الحوثية انتزاعها من القوات الحكومية في محافظتي البيضاء والضالع- وسط وجنوب اليمن- مستغلة اتفاق السويد وبنود إعادة الانتشار بالحديدة الذي ترعاه الأمم المتحدة، والتي كانت الورقة الرابحة للمتمردين الحوثيين والستار الذي يؤمن اجتياحها في هذه المدن المهمة، في وقت كانت فيه القوات الحكومية قد أوقفت معاركها مع المتمردين.
المبادر هذه المرة كانت قوات الجيش الوطني والتحالف العربي، التي ركزت في عملياتها العسكرية على المناطق الوسطى بإطلاق عمليتين عسكريتين في محافظة الضالع والبيضاء، استطاعت في المحافظة الأولى من انتزاع مديرية "قعطبة" وفك الحصار عنى معقل المقاومة في "مريس"، لكن الحسابات الإماراتية- عبر أذرعها في المجلس الانتقالي- حالت دون التقدم نحو مديرية دمت.
حسابات تراها حكومة أبوظبي أنها ستقلب المعادلة العسكرية في الضالع لصالح الحكومة الشرعية، فسعت إلى تقويض الدور الحكومي بافتعال المشاكل والتي وصلت حد الاشتباكات مع قوات الحماية الرئاسية لطردها من المحافظة وهو ما تحقق بالفعل جراء التدخل السعودي.
البيضاء المحاذية لمحافظة الضالع من الشمال الغربي كانت ضمن أهداف بنك الأهداف العسكرية للقوات الحكومية، والتحالف العربي، عقب سقوط لأهم معاقل المقاومة والجيش الوطني في مديرية ذي ناعم المحاذية لمديريات يافع في قبضة المتمردين الحوثيين.
* قلب المعادلة
استطاعت الجماعة الانقلابية من قلب المعادلة العسكرية في محافظة البيضاء في 20 إبريل-نيسان 2019، عقب إسقاط جبل "حلموس" الاستراتيجي، الذي يطل على كافة مناطق بمديرية ذي ناعم بآل عمر وأجزاء كبيرة من مديرية "الزاهر" "بآل حميقان" و نقطة التقاء جبهة "ذي ناعم" بجبهة الزاهر.
سيطرة عسكرية مكنت المتمردين الحوثيين من تهديد الحد الشمالي لمديريات يافع لحج جنوب اليمن، وسهلت السيطرة النارية على الخط الأسفلتي الرابط بين “ذي ناعم- الناصفة- الحد يافع”، وكشفت ظهر المقاومة وساهمت في استهداف مواقعهم العسكرية.
في مقابل هذا السقوط استنفرت قبائل يافع التابعة لمحافظة لحج حسب التصنيف الإداري لعام 2006- والذي تعد أقرب إلى محافظة البيضاء من لحج- الاستنفار القبلي في يافع جاء عقب استشعارهم بالخطر الحوثي الذي يحدق بمناطقهم الجنوبية، بدعم المقاومة الشعبية بالمال والسلاح وبمئات المقاتلين الشباب لتعزيز جبهة ذي ناعم.
مصادر في المقاومة الشعبية كشفت لصحيفة "أخبار اليوم"، أن هذه التعزيزات القادمة من قبائل يافع ليس إلا محاولة لتأمين حدهم الشمالي من كتائب المتمردين الحوثيين وليس ضمن المبادئ القائمة على تحرير محافظة البيضاء ودحر الانقلابين منها.
المصادر قالت إن معظم الشخصيات البارزة في قبائل الحد يافع لها صلة قرابة مع نافذين في ما يعرف بالمجلس الانتقالي الموالي لدولة الإمارات وإن دعمهم العسكري في تلك الفترة ناتج عن رغبة سياسية وعسكرية في كبح التقدم الحوثي نحو ما كان يعرف بدول الجنوب.
تعددت الأسباب في تلقّي هذه الهزيمة الموجعة، والتي كان من ضمنها خذلان قيادات كبيرة في الجيش الوطني والقيادة في التحالف العربي للمقاومة الشعبية والجيش الوطني في البيضاء. *تأمين ثلاث محافظات
في خضم هذا التطورات التي تصب في مصلحة المتمردين الحوثيين أطلقت الحكومة اليمنية في 19 من شهر يونيو- حزيران الحالي- عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة "البيضاء" وسط البلاد من مسلحي جماعة الحوثي الانقلابية.
وبحسب مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في محافظة البيضاء/ عارف العمري، فإن وحدات عسكرية من مختلف الألوية تشارك في العملية، بمساندة ودعم من طيران التحالف العربي، انطلاقاً من محافظة مأرب شرقي البلاد، لتأمين ثلاث محافظات.
وأسفرت هذه العملية بانتزاع عدد من المواقع والمرتفعات الفاصلة بين منطقتي حوران وقانية شمال البيضاء، بحسب تصريحات مسؤولة في الجيش الوطني.
وقالت المصادر إن العملية تهدف إلى استهداف أي تحرك حوثي بمحيط مديريات؛ السوادية، الملاجم، ردمان.
وتمكنت القوات الحكومية- خلال هذه العملية العسكرية- من الزحف إلى اليسبل في الوهبية بمديرية السوداية، والوصول إلى وادي عبل.
وبحسب خبراء عسكريين فإن صدقت نوايا الجيش الوطني ومن ورائه المنظومة في التحالف العربي فإن هذه العملية السكرية لتحرير محافظة البيضاء من شأنها قطع خطوط إمدادات عناصر الميليشيا الحوثية في المديريات الثلاث عشرة للبيضاء وإجبارها على الاستسلام، والتقدم نحو المخزون البشري للحوثيين في محافظة ذمار الواقعة على بعد 100 كيلو متر جنوب صنعاء, وستمكن قوات الجيش الوطني من تأمين ثلاث محافظات هي "شبوة" عن طريق تأمين مديرية "ناطع" وتأمين محافظة "أبين" من جهة "مكيراس" وتأمين محافظة "لحج" من خلال مديرية "الزاهر".
في المقابل شكك خبراء في الشأن في إنجاح هذه العملية العسكرية التي تهدف إلى دحر الانقلابيين الحوثيين منها، نتيجة صراع الحلفاء في التحالف، فللجميع حساباته السياسية والعسكرية، والتي ستحول دون نجاح استكمال هذه العملية العسكرية.
*أهمية إستراتيجية
تكمن الأهمية الإستراتيجية والحساسة لمحافظة البيضاء، في المركز الجغرافي الحساس، الذي يتوسط اليمن، ويربط المحافظات الجنوبية والشمالية، ويتداخل مع حدود عدد من محافظات.
* أهمية إستراتيجية


تكمن الأهمية الإستراتيجية والحساسة لمحافظة البيضاء، في المركز الجغرافي الحساس، الذي يتوسط اليمن، ويربط المحافظات الجنوبية والشمالية، ويتداخل مع حدود عدد من المحافظات.
وتطل البيضاء على أهم المنافذ المؤدية إلى منابع النفط والغاز في الشمال والجنوب، وتحيط بها ثمان محافظات هي" صنعاء، وذمار، ومأرب، وإب، ولحج، وأبين، وشبوة، والضالع.. وتنبع أهمية السيطرة على البيضاء من الناحية العسكرية في أنها آخر منطقة فاصلة بين الشمال والجنوب.
إلى ذلك تكمن الأهمية في موقع البيضاء للجيش الوطني، في عملية تحرير محافظة ذمار و بوابة صنعاء الجنوبية والتي لن تتم إلى بتحرير البيضاء.
الموقع الاستراتيجي والحساس لمحافظة البيضاء فتح أبواب صراع خلفية بين الحكومة اليمنية والتحالف العربي من جهة والمتمردين الحوثيين من جهة أخرى، وبين الحكومة اليمنية ومن خلفها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات الشريك الثاني في التحالف والانقلابيين الحوثيين الذين يسعون بشتى الطرق وإن تشابهت في كثير من الأحيان إلى فرض معادلة سياسية وعسكرية تسعى إلى عرقلة جهود تحرير البيضاء، بخلط الأوراق الحكومية، وتقليص التحركات السعودية.
* تشابه الأدوات:
تتصدر محافظة البيضاء قائمة المطالب الإماراتية في الفترة الحالية، لذلك ترى في العملية العسكرية الذي أطلقها الجيش الوطني بمساندة المملكة العربية السعودية، تهديد حقيقي للحسابات التوسعية جنوب اليمن، الذي يهدف إلى تأمين وجودها في عدن بالضغط العسكري على محافظة "ابين" المتمردة على نفوذها، من قبل قوات الحزام الأمني في عدن وقوات "النخبة البيضانية" في حال تم الإنشاء.
الحسابات التوسعية لأمراء أبوظبي، تهدف إلى استكمال فرض نفوذها على الحوض النفطي في مأرب وشبوة والذي لن يتم إلى بالسيطرة على محافظة البيضاء التي تمتلك حدود مع جميع هذه المحافظات المهمة بالنسبة لأمراء أبوظبي، وإنشاء جناح عسكري موالي لها بما يعرف بقوات "النخبة البيضانية"..
إلى ذلك يرى صناعة السياسة الخارجية للإمارات في موقع محافظة البيضاء الحساس الحلقة المكملة التي تربط حزامها العسكري جنوب اليمن., فموقع المحافظة يتوسط قوات الحزام الأمني في عدن والضالع وقوات النخبة في شبوة الممتدة إلى حضرموت، وبإنشاء قوات "النخبة البيضانية" تكون الإمارات قد استكملت تكوين السلسة العسكرية لقواتها وربطها مع بعضها البعض في الجنوب اليمني الممتد من عدن مرورا بالضالع ثم البيضاء ويافع لحج وصولاً إلى شبوة وحضرموت.
وبحسب المراقبين فإن التواجد الإماراتي في البيضاء المحاذية لمحافظة مأرب سيفرض معادلة جديدة هدفها خلط الأوراق الحكومية التي تسعى إلى تقليص تحركاتها وإقحام هذه المحافظة في حساباتها التوسعية لما تتمتع به من مصادر نفطية.
التكتيكات السياسية والعسكرية من قبل أبناء زايد في البيضاء تهدف إلى حشر النفوذ الحكومي وقوات الحكومية بين مطرقة قوات النخبة الشبوانية والحضرمية من الجنوب الشرقي وسندان قوات النخبة البيضانية من الشمال في حال تم تشكيلها، وهو ما يتعارض مع أهداف العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية المسنودة بالجهود السعودية لتحرير محافظة البيضاء.
ينوه المراقبون أن التواجد الإماراتي في البيضاء يهدف إلى تغيير خارطة النفوذ العسكرية الحكومية من خلال منع قوات الجيش الوطني بالزحف نحو ثكنات المتمردين الحوثيين من اتجاهين من جنوب البيضاء وبالتحديد مديريات يافع نحو مديرية ذي ناعم، عبر الطريق الأسفلتي بـ "الناصفة"، ودعم العملية العسكرية التي انطلقت من محافظة مأرب شرقي البلاد..
مصادر عسكرية عززت هذه النظرية بالقول إن القيادة الإماراتية منعت أيضاً انطلاق العملية العسكرية من جبل "العر" في "لبعوس" يافع نحو مناطق "آل حميقان" و "الزاهر"، والتي كان من المتوقع أن ترتبط مع الجبهة المنطلقة من محافظة مأرب باتجاه مديرية "قانية" و"السوادية".
ورقة أخيرة تمتلكها الإمارات وتتناغم مع الرؤية الحوثية للحيلولة دون استكمال تحرير محافظة البيضاء من قبل الحكومة الشرعية والمملكة هي إشهار ورقة التنظيمات المتشددة المتواجدة في المحافظة والتي تحظى بدعم الطرفين، والتي كانت- في مناسبات كثيرة- مجدية وساهمت في رفض إقناع المجتمع الدولي بتحرير المحافظة، وعملت على تشويه صورة القيادة في التحالف بحسب المراقبين.
* مرونة سياسية
المرونة السياسية والعسكرية للحكومة اليمنية ومن خلفها الجهود السعودية أفشلت الأدوار التحريضية المتبادلة الساعية لإيقاف عملية تحرير البيضاء، بإجراءات استباقه أفشلت التهديدات المتزايدة من قبل الحليف الإماراتي والعدو الحوثي في آن واحد، لإيقاف العملية العسكرية في البيضاء.
واستطاعت الحكومة اليمنية وحكومة الرياض تحسين صورتهما الخارجية وتخفيف الضغوط الدولية إزاء العملية العسكرية في البيضاء، وإجهاضا المخططات الإماراتية والحوثية في نفس الوقت، بشن عملية نوعية للقوات الخاصة اليمنية ونظيرتها السعودية تكللت بالقبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي في اليمن، الملقب بـ"أبو أسامة المهاجر".
وبحسب المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي فإن العملية جرت في الثالث من حزيران/يونيو، واستمرت مدة 10 دقائق منذ بداية الهجوم وإلقاء القبض على المطلوبين وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم، ونتج عن العملية إلقاء القبض على أمير التنظيم، وكذلك أعضاء من التنظيم ولم يصب أي من النساء والأطفال داخل المنزل، ولم يكن هناك أي أضرار جانبية بالمدنيين.
وأضاف المالكي: خلال العملية النوعية تم القبض- أيضاً- على المسؤول المالي للتنظيم الإرهابي وعدد من أعضاء تنظيم داعش المرافقين له، وذلك في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة- صباح يوم 3 يونيو الجاري.
يقول خبراء في الشأن اليمني إن فارق توقيت شن العملية من قبل الحكومة اليمنية والقيادة في التحالف وتزامنه مع انطلاق العملية العسكرية في محافظة البيضاء، يدل على الضغوط الدولية الكبيرة التي تمارس على الحكومة اليمنية والمملكة السعودية الناتج عن تحريض ممنهج من بعض الحلفاء في الخليج العربي وأذرع النظام الإيراني المقربين من دوائر السياسة الأوربية لمنع تحرير هذه المحافظة الإستراتيجية.
* الخلاصة:
تتقاطع المصالح السعودية مع شريكها الثاني في التحالف، في مقابل التقاء هذه المصالح مع الحكومة اليمنية في محافظة البيضاء، من خلال التواجد العسكري الذي يرسّخ الحضور الحكومي، بمقدرة بتر الطموح التوسعي الإماراتي في المناطق الشرقية وخاصة محافظة شبوة التي تشهد اضطرابات أمنية مفتعلة من قبل أذرع الإمارات للانقلاب على السلطات الشرعية، في محاولة للسيطرة على منابع النفط، من جانب، وإزاحة التهديدات الإماراتية على قوات الجيش الوطني في محافظة مأرب، التي ترى فيه خطراً حقيقياً على مصالحها الجوسياسية في جنوب شرق اليمن، بالإضافة إلى إبعاد محافظة "أبين"- مسقط رأس الرئيس هادي- عن دائرة النفوذ الإماراتي، من جانب آخر.
في السياق تحاول المملكة أن تظفر بمحافظة البيضاء لمنع الحليف الخليجي من استكمال حزامها العسكري والذي سيهدد نفوذها السياسي والعسكري في محافظة مأرب وحتى في محافظة حضرموت الحدودية مع المملكة.
بمقدور الحكومة الشرعية قلب المعادلة العسكرية وتغيير خارطة النفوذ من خلال السيطرة على محافظة البيضاء التي جعلت جماعة الحوثي الانقلابية تضحي حتى آخر رمق لها، رغم التكلفة الباهظة والخسائر الفادحة التي تعرضت لها نتيجة أهميتها الإستراتيجية.
تحرير محافظة البيضاء سيهدد مخزون الحوثيين ومناطق سيطرتهم في ذمار وسينقل المعركة إلى مرحلة جديدة قرب مناطق أوسع وذات تأثير على الحوثيين تجبرهم على الرضوخ لأي قرارات للحكومة الشرعية وللمجتمع الدولي.
في الأخير يدرك الجميع في الداخل اليمني والخارج أن أي تقدم عسكري نحو المناطق الوسطى ومحافظة ذمار وصنعاء لن تمر إلا من بوابة تحرير محافظة البيضاء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد