وعادت جزيرة سقطرى إلى واجهة المشهد اليمني من جديد ولكن هذه المرة بشكل مختلف ومغاير تماما إذ كان يوم أمس الأحد يوما مشهوداً ومختلفاً عن بقية الأيام في هذه الجزيرة اليمنية الرائعة ذات الجذور الضاربة في أعماق التاريخ. ذلك أن أبناء سقطرى أثبتوا للعالم أجمع عمق ارتباطهم المتين وصلتهم بهذا البلاد وانتمائهم له فخرجوا عن بكرة أبيهم في حشود جماهيرية كبيرة وغير مسبوقة في مظاهرة حاشدة وغير متوقعة، حاملين فيها شعارات وفائهم لليمن وقياداته وحكومته.. بكل وضوح وشفافية بعيدا عن أية مزايدات أو محاولات جوفاء من بعض ضعاف النفوس لجعل جزيرة سقطرى محطة لتصفية حسابات سياسية وأهداف مشبوهة أو جعلها تابعة لجهات ودول خارجية. 
قالت سقطرى كلمتها.. وصرخ أبناؤها وهتفوا بصوت صداح.. سقطرى يمنية.. هذه الجزيرة مع الحكومة الشرعية.. أبناء سقطرى مع الرئيس هادي.. يبادلونه الوفاء بالوفاء.. يؤيدون السلطة المحلية ومحافظها المخلص رمزي محروس.. كل السقطريين مع النظام والقانون وسلطات الدولة.. ورفضا لأية مليشيات مسلحة وخارجة عن سلطات الدولة الشرعية ورئيسها والحكومة ومؤسسات الدولة القائمة. 
مظاهرة حاشدة

وشهدت محافظة سقطرى، مظاهرة ومسيرة جماهيرية حاشدة، دعماً للحكومة الشرعية والسلطة المحلية. 
ورفضت المظاهرة التي جابت شوارع مدينة حديبو التشكيلات المسلحة والخارجة عن الدولة المدعومة من دولة الإمارات. 
وقال محافظ سقطرى/ رمزي محروس- في كلمته أمام الجماهير المحتشدة- إن محافظة أرخبيل سقطرى تجدد تمسكها الدائم والمستمر بالشرعية بقيادة الرئيس هادي الذي يولي الأرخبيل عناية خاصة. 
وأضاف إن سكان أرخبيل سقطرى يؤكدون- من خلال خروجهم في المظاهرة- تمسكهم بالدولة وانحيازهم للسلطة الشرعية، ورفضهم لأي تشكيلات خارجة عن القانون والإطار الشرعي. 
ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لشرعية الرئيس هادي والسلطة المحلية وكذا أعلام اليمن وصور الرئيس/ عبدربه منصور هادي. 
واستنكر المتظاهرون جميع الدعوات والشعارات التي تدعو إلى تمزيق المجتمع السقطري وبث الفرقة والشقاق بين أبنائه. 
وأكدوا أنها دعوات دخيلة على عادات وتقاليد المحافظة، مطالبين شيوخ وأعيان المجتمع إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على تماسك المجتمع وتثبيت مبدأ التعاون بين مختلف الشرائح والمكونات والوقوف صفاً واحداً أمام محاولات شق الصف ونشر الفرقة. 
البيان الرسمي للمظاهرة 
من جهة أخرى صدر بيان رسمي عن المظاهرة الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها سقطرى إذ جدد أبناء سقطرى رفضهم لأي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة الشرعية. 
وحيّا المتظاهرون- في بيانهم- "المجتمع السقطري بكافة شرائحه لاستجابتهم وانحيازهم إلى النظام والقانون، ومساندتهم ودعمهم للشرعية، بقيادة المشير المناضل/ عبدربه منصور هادي والسلطة المحلية بقيادة المحافظ رمزي محروس". 
وجدد المتظاهرون، تأكيدهم على هذ الخيار، الذي لا محيد ولا تراجع عنه، وهو خيار التمسك بالدولة ممثلة بالحكومة الشرعية والسلطة المحلية ودعمها". 
ورفع المتظاهرون، برقية شكر للرئيس/ عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، على دعمه واهتمامه المستمر والمميز بمحافظة أرخبيل سقطرى، مجددين العهد والالتزام بالوقوف مع الشرعية بقيادته، وفي مسيرة النضال تحت راية فخامته، حتى تحرير كل شبر من الوطن، من مليشيات الحوثي، واستعادة كرامة الوطن وسيادته". 
وعبر المتظاهرون، عن شكرهم للقوات المسلحة والأمن، وقوات الواجب التابعة للتحالف، على الجهود المبذولة لحفظ النظام والقانون، وحماية مؤسسات الدولة، وفرض الأمن والسلام في المحافظة.. 
ودعا أبناء سقطرى، "الى مزيد من الجهود في هذا الاتجاه.. مؤكدين رفض تشكيل أحزمة أمنية وأي تشكيلات عسكرية خارج نطاق الدولة، إذ لا حاجة لمثل هذه التشكيلات في أرخبيل سقطرى، وبوجود القوات المسلحة والأمن التي تقوم بدورها على اكمل وجه". 
واستنكر المتظاهرون الدعوات والشعارات الداعية إلى تمزيق المجتمع السقطري، وبث الفرقة والشقاق بين أبنائه.. مؤكدين أنها دعوات مغرضة، وسلوك دخيل على عادات وتقاليد المجتمع السقطري. 
ودعا البيان، "شيوخ وأعيان المجتمع السقطري، إلى تحمل المسئولية المناطة بهم في الحفاظ على تماسك المجتمع السقطري، وإرساء مبدأ التعايش والتعاون بين شرائحه ومكوناته، والوقوف أمام محاولات بث الفتنة والانقسام ونشر الفوضى والتخريب". 
وأكد المتظاهرون وقوفهم إلى جانب السلطة المحلية في المحافظة، ممثلة بمحافظ المحافظة/ رمزي محروس، وكل القيادات المدنية والعسكرية والأمنية، ودعم مسيرة التنمية والإعمار الجارية في المحافظة، داعيين- في الوقت نفسه- إلى مزيد من الجهود في هذا الاتجاه". 
شيخ مشائخ سقطرى والموقف الشجاع 
على ذات الصعيد أصدر الشيخ/ عيسى بن ياقوت- شيخ مشايخ سقطرى- بياناً بعد المظاهرة الجماهيرية قال فيه: 
تابعنا وبكل فخر، المظاهرة الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها محافظة سقطرى تأييداً لشرعية الرئيس/ عبدربه منصور هادي، ودعماً للسلطة المحلية ممثلة بالأستاذ/ رمزي أحمد سعيد محروس. 
وأضاف الشيخ/ عيسى بن ياقوت- في بيانه اطلعت عليه "أخبار اليوم"- إن خروج هذه الجموع الغفيرة والكبيرة من أبناء سقطري يعتبر ردا على كل المشاريع الصغيرة التى تحاول النيل من سقطرى وأمنها واستقراها.. وهذه الجموع -التى خرجت- تقول للجميع إن سقطرى ليست للبيع ولن تكون إلا مع الدولة الاتحادية، ولن تقبل أن تكون لعبة بيد الإمارات التى دعمت ثلة من أبناء سقطرى لبث الفرقة ونشر الفوضى من خلال تشكيل مليشيات مسلحة خارجة عن إطار الدولة وهذا ما نرفضه ونقف ضده. 
إننا إذ نؤكد استهجاننا وبشدة لمحاولات تمزيق النسيج الاجتماعي السقطري من خلال شراء ولاءات بعض المشائخ والأعيان وبعض القيادات العسكرية لنشر الفوضى ونقل النموذج العدني إلى سقطرى. 
ويواصل الشيخ بن ياقوت: نعلنها وبكل صراحة وشفافية وقوفنا ودعمنا للشرعية ممثلة بفخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي والمحافظ الأستاذ/ رمزي محروس. 
كما ننصح الأخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن عليهم أن يحترموا سيادة اليمن وأن لا يتدخلوا في القرارات السيادية، ويكفوا أذاهم عن سقطرى، وعلى مندوبهم في سقطرى أن يعي ويفهم رسالة أبناء سقطرى من خلال هذه الحشود العظيمة التى خرجت لدعم الشرعية والوقوف مع مشروع اليمن الكبير وضد مشاريع التقزيم. 
ونود أن نذكر الأخوة في الإمارات والسعودية أن الهدف من دخولهم اليمن هو دعم الشرعية والدولة وليس للقضاء عليها والتآمر عليها والنيل من قياداتها. 
احتلال إماراتي!! 
وعلى مدى السنوات والأشهر الماضية، ظلت جزيرة سقطرى في واجهة المشهد اليمني والتفاعل والقلق وردود الفعل الخائفة عليها من قبل المجتمع اليمني على امتداد البلاد.. 
ذلك أن الجزيرة تعرضت لمحاولات حثيثة من دولة الإمارات العربية المتحدة لبسط نفوذها التام على الجزيرة وفرض قرارها وميلشياتها المسلحة على المجتمع السقطري للهيمنة التامة فيها.. وكل ذلك بمنأى وبعيداً عن الحكومة الشرعية اليمنية وسلطاتها الموجودة في الجزيرة.. وذلك أدى إلى مواجهات وصدامات بين القيادات اليمنية الرسمية المحترمة في سقطرى وعلى رأسها المحافظ رمزي محروس ومشائخ ووجهاء الجزيرة وأبنائها الأوفياء الذين وقفوا بشموخ وشجاعة في وجه الأطماع الإماراتية المستمرة والمتزايدة لالتهام الجزيرة اليمنية.. 
وبسط نفوذهم فيها وإحكام قبضتهم على كل شيء فيها وتولي مقاليد الأمور عبر شخصيات إماراتية أو هبر الموالين لهر والمدعومين منها لتنفيذ أجنداتهم المشبوهة وأهدافهم الشيطانية المكشوفة لاحتلال جزيرة سقطرى وجعلها مستعمرة إماراتية مستغلين حاله الترهل وارتخاء قيادات الشرعية وصمتهم.. لكن كان لهم رجال سقطرى الأوفياء بالمرصاد مسجلين مواقف الشرف للدفاع عن أرضهم وجزيرتهم ويرفضون بكرامة وعزة أن تتحول سقطرى إلى مستعمرة إماراتية تابعة لهم.. 
قالها أبناء سقطرى بوضوح وبدون مواربة.. من سابع المستحيلات أن تأخذوا جزيرتنا أو تنهبوا بلدنا وتعبثوا بمستقبل أبنائنا وتهينوا كرامتنا بعبثكم واستغلالكم لهذه الحرب بتحقيق أهدافكم المشبوهة بالسيطرة على جزيرة سقطرى. 
بمواقف الرجال الشجعان اثبتوها على ارض الواقع بالوفاء للوطن وللجزيرة ولأرضهم بوقوفهم امام المشروع الإماراتي وأدواته وعملائه. 
رفضوا بشجاعة الانحناء، وكل الإغراءات الإماراتية ولم يخافوا التهديدات الإماراتية.. أو التواري خلف ستارة الصمت.. 
قالوا كلمتهم برجولة في وجوه المحتلين الجدد: لن نسمح للإمارات بتمزيق واحتلال جزيرتنا أو تقسيم مجتمعنا أو نهب ثرواتنا وتغيير هويتنا.. وسقطرى يمنية، وستظل يمنية.. وعلى الإماراتيين الرحيل والخروج من جزيرتنا واحترام مجتمعنا ورغبتنا وطي هذه الصفحة المأساوية.