العاصمة عدن.. الانفجار الوشيك.. والانقلاب القادم!

العاصمة عدن.. الانفجار الوشيك.. والانقلاب القادم! الانتقالي الجنوبي يحشد عسكرياً ويصعّد ميدانياً باحتلال مؤسسات الدولة ورفع أعلام التشطير..

2019-07-07 07:19:08 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 
هل أصبح الانفجار الوشيك قريباً من العاصمة عدن..؟ سؤال بات يطرح بقوة على مستوى الشارع السياسي والشعبي في اليمن بعد حالة التصعيد الميداني الكبير والحشد العسكري والقتالي الذي يقوم به ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة..!! ثمة مشاهد وصور عديدة تتلاحق في المشهد اليمني يصيب المتابع بالدهشة والذهول ذلك أن هناك عديد تحركات ومواقف أضحت غير مفهومة في أكثر من مكان تعطي الانطباع أن كثيراً من المواقف المهزوزة قديماً أصبحت الآن واقعاً، خاصة فيما يتعلق باستمرار التحالفات ضد مليشيات الحوثي، إذ بات هذا الأمر مجرد كلام وماضٍ جميل.. ذلك أن الحرب الآن أصبحت بصورة أوضح وأدق ضد الحكومة الشرعية ومؤسسات الدولة اليمنية.. كيانها اسمها.. تهديد وجودها في المعنى والمبنى عبر الاستخدام السيء للأدوات والقفازات في المحافظات الجنوبية للأسف الشديد..!! بعد فترة من الزمن مارست قيادة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي عادة الصمت والهدوء المريب بأوامر داعميه ومشغليه الحاملين اسم وشعار دولة الإمارات المتحدة وهو الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يقال..
عاد الانتقالي لممارسة هوايته في الحرب والإساءة للحكومة الشرعية والجمهورية والوطن اليمني بشكل عام، بتصرفات وممارسات قميئة وتحركات مريبة وانسحاق عجيب خلف الأوهام وسير على سلم سراب لن يوصلهم لشيء سوى إرضاء ساداتهم الإماراتيين وإشباع رغباتهم المريضة وأهوائهم الخيالية ومطامعهم في إهانة كل ما يرتبط باليمن أرضاً وإنسانا عبر هذه الأدوات التي أرخصت نفسها وأصبحت جنوداً بأياد إماراتية للضرب في الجنوب اليمني واليمن بشكل عام..!!
تصعيد وسيطرة


ما يحدثه المجلس الانتقالي في العاصمة المؤقتة عدن لن يكون عواقبه هيناً إذا ما تم مراقبة تحركاته وما يسعى إليه ومموليه وداعميه الإماراتيين، إذ أن الجنوب ومحافظاته لن تكون بمنأى عن العاصفة أو الانفجار الذي بات قريباً من عدن والجنوب وباتت قيادات الانتقالي الجنوبي تمسك بولاعة التفجير وإشعال الحرائق في كل مكان..!!
تحريض كبير ومتواصل للانتقالي.. حشود عسكرية وتحشيد لمجندين.. رفع حالة التأهب القصوى للحظة الانفجار وتنفيذ المخطط وأسلحة ومعدات عسكرية تصل لمعسكرات الانتقالي الجنوبي في عدن من الإمارات ترقباً وانتظاراً لتفجير الموقف..
وهناك أيضاً تصعيد ميداني وذلك عبر تحركات لأتباع الانتقالي الجنوبي، باقتحام مؤسسات الدولة بالعاصمة عدن واحتلالها وطرد موظفيها ورفع علم الجنوب العربي فوقها بعد إنزال علم الجمهورية اليمنية، دخلت مليشيات الانتقالي لمقر وكالة الأنباء اليمنية وهددتهم بالاعتداء والحبس إن عادوا للعمل وقاموا بطريقة مجنونة بإنزال شعار الوكالة ورفع العلم الجنوبي وخرجوا مبتهجين سعيدين وكأنهم، بهذا الفعل، حققوا الانتصار وأعادوا دولتهم الجنوبية إلى الوجود في حالة غريبة واستهبال كبير..
وبنفس الغوغاء والفعل القبيح كرروا ذات الأمر في مبنى وزارة التخطيط والتعاون الدولي دخلوا مسرعين.. همجية واضحة.. تهور ورغبة في الاعتداء والقتل لمن سيقف أمامهم.. أنزلوا اللوحة والعلم وهددوا الموظفين وغادروا عائدين أدراجهم ومن حيث أتوا وكرروا الأمر للمرة الثالثة في المركز الوطني للإحصاء..!
هذا الفعل الممنهج والتحرك الميداني لمليشيات الانتقالي باقتحام بعض المؤسسات الحكومية، ذات الرمزية للحكومة الشرعية، يكشف أنه ليس اعتباطيا أو فعلاً فردياً من قبل مجموعة شبه غوغائية بل أفعال مدروسة وفق خطة مدروسة محكمة بدأ تنفيذها ميدانياً، بعد أن رسم خطواتها قيادات الانتقالي مع داعميهم الإماراتيين وربما قد تكون هذه التصرفات عبارة عن رسالة للحكومة والشرعية بأن هذه البداية وأن هناك خطوات أكثر وأقوى.. ما يعني أن الانتقالي والإماراتي أعلنوا الحرب رسمياً على الحكومة الشرعية وبدأوا في تنفيذ الانقلاب العسكري والسياسي على الحكومة واحتلال المؤسسات الحكومية وتحقيق الهدف الأكبر باحتلال عدن وتفجير الموقف، بشكل كامل دون وضع الاعتبار لما سيؤول إليه الوضع بعد ذلك من مواجهات عسكرية أو تحرك أمني للوقوف أمام هذه التحركات لبسط السيطرة على عدن وطرد الحكومة الشرعية من العاصمة المؤقتة للبلاد..!!
الإمارات خصم الشرعية


تحولت دولة الإمارات من حليف للشرعية إلى خصم لها بكل وضوح وصراحة لتكشف عن وجهها القبيح وعبثها الذي أحدثته في اليمن طيلة سنوات مضت ليكون الناتج الآن هذا الوضع المأزوم الذي أصبحت فيه الشرعية حكومة محاصرة.. ضعيفة.. دولة غائبة.. مؤسسات محتلة.. هشة، غياب للقيادات ومنع من عودتهم وعديد أشياء كانت خلفها الإمارات خصماً، بصورة صديق وحليف تعمل ضد الشرعية بكل خطواتها ودعمها وقراراتها.. وليس أدل على ذلك دعمها لمليشيات ما يسمّى الانتقالي الجنوبي في عدن والمحافظات الجنوبية، بشكل كامل والذي يمهد الآن للانقلاب التام على الشرعية وإحكام السيطرة على الجنوب وطرد الحكومة من العاصمة.. ولعل ما حدث خلال الأيام الماضية صورة أوضح وناصعة البياض للأفعال الإماراتية القبيحة في المشهد اليمني ليتحول إلى أشبه بالكابوس في حياة اليمنيين..!!
تحرك إماراتي ضد البرلمان
منذ تداول أخبار عن عقد البرلمان لجلساته بعدن وحالة جنون أصابت الإماراتيين ودواتهم بعدن، فأصابهم المس الشيطاني ليبدأوا معه بتجهيز خطة التصعيد لمنع مجلس النواب من الانعقاد بعدن، وهي خطوة مريبة وحرب ضد مؤسسة دستورية يمنية تمنع من الحليف الإماراتي من العودة لعاصمتها وعقد جلساته.. وتحركت الأدوات الجنوبية وبدأ المشهد يزداد توترا وسوداوية..
والمهم أن تحركات الانتقالي تثبت- بما لا يدع مجالاً للشك- أن الإماراتيين يقفون وبقوة خلف هذا التصعيد وتعقيد المشهد في الجنوب واللعب على أوتار الانفصال لدغدغة مشاعر الجنوبيين وجعلهم أدوات طيعة في أيديهم لاستخدامهم في تنفيذ مخططاتهم الشيطانية وتفجير الموقف عسكرياً في عدن وتحقيق الانقلاب الشامل على الحكومة الشرعية عبر الانقلاب متكامل الأركان!
ماذا تريد!
وما يثير الاستغراب والعجب أن الإماراتيين ينشرون أخباراً في كل مكان أنهم يسحبون قواتهم من اليمن بيد أنه في نفس الوقت تحرك مليشياتها وأدواتها في الجنوب في حركة تصعيدية متوقعة كعادتها في السنوات السابقة لكن هذه المرة تريد الإمارات عمل انقلاب عسكري واضح الأهداف ومعروف المعالم ضد الشرعية قيادة وحكومة.. وستجعل من ارض الجنوب العزيز والغالي ساحة للمعركة وتصفيه الحسابات وللانفجار الوشيك الذي ستحدثه في عدن والجنوب عبر أدواتها وميلشياتها!
نزاع مسلح مستقبلي!
يقول معهد واشنطن للدراسات- في تقرير له نشر مؤخراً- إن متخصصين عسكريين أمريكيين من ذوي الخبرة البرية في اليمن " ليسوا متفائلين بقدرات القوات المحلية الجنوبية.. ويشعر الكثيرون أيضا بالقلق من أن المدربين العسكريين الإماراتيين قد أنشأوا أساسا قوة عسكرية مؤيدة لاستقلال الجنوب ولا تخضع لسيطرة الحكومة اليمنية وهو وضع قد يؤدي إلى نزاع مسلح مستقبلي في الجنوب اليمني!
دعم إماراتي للانفصال!
قال مصدر عسكري في الحكومة اليمنية، إن الإمارات سحبت جزءا من معداتها، في مناطق لا تمثل لها حضوراً محورياً، مثل سحب منظومة الدفاع الجوية "باتريوت" من منطقة صرواح غرب مأرب.
وأشار- في حديثه للأناضول- إلى أن عدداً من الدبابات والمدرعات التي كانت تتمركز في ميناء عدن، جرى سحبها، فيما لا يزال الميناء بالكامل تحت سيطرة الإماراتيين، من خلال قوات الحزام الأمني الموالية لهم.
وأضاف "من المؤكد أن استراتيجية الإمارات في الوقت الحالي، اعتمادها بشكل كبير على القوات الموالية لها التي تتحكم عبرها بالأوضاع في اليمن، ولذا لم تعد بحاجة إلى نشر قوات بعدد كبير لها في اليمن، والحرب ضد الحوثيين لم تعد أولوية لها".
وأكد المصدر أن الإمارات تسعى إلى السيطرة على كل المحافظات التي كانت تابعة لدولة الجنوب، قبل توحيد البلاد عام 1990، ما قد يرجح أنها تتجه إلى دعم انفصال البلاد.
وزير النقل يحذّر من تفجير الجنوب!
حذر وزير النقل/ صالح الجبواني، من تصعيد ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- في المحافظات الجنوبية، بينها العاصمة المؤقتة عدن.
وقال الجبواني -في تغريدة على تويتر- إن "تأكيدات أعضاء في ما يسمى بالانتقالي أنهم ليسوا ذاهبين لمواجهة عسكرية في عدن يُكذبها دفع غوغائيهم للسيطرة على مؤسسات الدولة في عدن".
كما وصف الوزير اليمني، تحركات عناصر الانتقالي وسيطرتها على مؤسسات الدولة." هذه التصرفات الخرقاء ستكون الصاعق الذي سيفجر الأوضاع في لحظة ما وسيتحملون كامل المسئولية عن أي مواجهة تحدث. عدن لا تحتمل ففكروا جيداً فيما تفعلون.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد