تعود ملكيتها إلى مسؤولين وتجار انخرط غالبيتهم مع الميليشيات..

مزارع الجر.. من منتج للمانجو في عبس إلى مخازن أسلحة ووكر الحوثيين..

2019-07-11 08:20:16 أخبار اليوم/ تقرير خاص


شكل سيطرة قوات الشرعية المدعومة والتحالف العربي على مديريتي ميدي وحيران وأجزاء واسعة من حرض شمال محافظة حجة، شكّل حصاراً خانقا لميليشيات الحوثي التي وجدت نفسها وسط مزارع الجر الواقعة غرب مديرية عبس، والتي حولتها الميليشيات إلى وكر لعناصرها ومخازن أسلحة ومؤخراً منصات للصواريخ بعد أن كانت أكبر منتج للمانجو على المستوى الإقليمي.
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على مزارع الجر وأهميتها، وما تشكله من أهمية لدى الميليشيات، وتأثير سيطرة قوات الشرعية والتحالف عليها وباقي مديرية عبس على تحرير المحافظة ومن ثم إنهاء الانقلاب بشكل عام... إلى التفاصيل:
الموقع والأهمية
تقع منطقة الجر غرب مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة، وتوجد فيها أكبر مزارع المانجو في اليمن والشرق الأوسط، على مساحة تقدر بحوالى ١٥ ألف هكتار، إلا أن معظمها تعرّض للتلف نتيجة شحة المياه خلال السنوات الأخيرة، وما تبقى فيها من مزارع حية تستخدمها الميليشيات لأغراضها الحربية المختلفة.
وتشكّل مزارع الجر وموقعها الاستراتيجي أهمية بالغة لدى الحوثيين لعدة عوامل، أبرزها تتمثل في كونها بعيدة عن الكثافة السكانية للمديرية، إلى جانب امتدادها غرباَ إلى سواحل البحر الاحمر، التي تستخدمها الميليشيات للتهريب، ومؤخراً نفذت منها عدة عمليات إرهابية في المياه الإقليمية من خلال زراعة كمية من الألغام البحرية والتي تم الكشف عنها قبل أشهر من قبل الفرق الخاصة التابعة للجيش الوطني.
كما تتخذ الميليشيات من المزارع مخازن للأسلحة ومواقع تدريب لعناصرها، وغيرها من الأمراض المهمة بعد أن تم دحرها من مديريات ميدي وحيران وأجزاء واسعة من حرض خلال السنوات الماضية.
معسكرات تدريب
مصادر مطلعة أكدت للصحيفة استحداث ميليشيات الحوثي عدة مواقع تدريب لمقاتليها وسط مزارع الجر، منذ وقت مبكر وحتى اليوم، مستغلة كثافة الأشجار، وبعدها عن أنظار للمواطنين.
كما كشفت المصادر عن وجود مواقع مموهة تستخدمها الميليشيات لعقد اجتماعات قياداتها الميدانية والعليا، إلى جانب أن الدخول إلى مواقع التدريب أو مراكز الاجتماعات تتم بشكل سري للغاية ولا يعرف المشاركين فيها بالطرق التي مروا بها، نظراً للأغطية التي يتم وضعها على عيونهم.
ومخازن أسلحة 
وتضم مزارع الجر عدداً من مخازن الأسلحة المختلفة، وبحسب مصادر ميدانية فإن الأسلحة التي كانت في مخازن معسكر عبس تم نقلها مع بداية الحرب إلى مخازن متفرقة بين المزارع، والتي كانت بكميات كبيرة جداً، إلى جانب ما يتم رفدهم به من صواريخ متنوعة ومؤن من مناطق أخرى.
وتتخذ الميليشيات من المزارع مركزاً مهماً لتعزيز مقاتليها بالسلاح والمقاتلين، كونها أفضل منطقة يمكن استخدامها لهذه الأغراض من بين المناطق المحيطة بعبس.
ومنصات صواريخ
ونظراً لإطالة أمد الحرب مع ميليشيات الحوثي وتراجعها إلى عبس بعد دحرها من ميدي ومزارع النسيم في حرض، استغلت الميليشيات مزارع الجر لترتيب منصات إطلاق صواريخ باليستية والتي لم يكن لهم أن يحصلوا عليها لولا إطالة فترة الحرب معهم وتمكين بعض أطراف التحالف لهم بتهريبها من خلال الهدن المعلنة بين الحين والآخر، والتي تستغلها الميليشيات في ترتيب عناصرها وجمع السلاح من الداخل والخارج.
وخلال منتصف الأسبوع الجاري استهدف طيران تحالف دعم الشرعية، تجمعات ومواقع لمليشيات الحوثي الانقلابية في المنطقة، فيما دمّرت بغارات أخرى منصتي إطلاق صواريخ جنوب منطقة بحيص الساحلية، ومنصة أخرى في مزرعة القحوم شمال مزارع الجر، وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر المليشيات -بحسب مصدر عسكري.
أمن المملكة
لم يكن وضع منصات إطلاق والصواريخ الباليستية من قبل الحوثيين في مزارع الجر عبثا، وإنما لعدة أسباب من أهمها أنها أقرب لهم إلى المملكة العربية السعودية، والتي زادت خلال الشهرين الأخيرين من حجم إطلاقها وأحدثت أضراراً مادية ومعنوية على نظام الرياض وهلعا غير معلن بين سكانها.
ولذا فإن تحقيق هدف تأمين المملكة العربية السعودية من هجمات وضربات الحوثيين بات من الضروري، والذي لن يتحقق إلا بحسم معركة تحرير محافظة حجة بالكامل وفي أقرب وقت قبل أن يستفحل الأمر، وبحسب مراقبين محليين وإقليميين فإن الحوثيين باتوا يتلقون أسلحة نوعية من داعمهم الرئيسي إيران خلال الآونة الأخيرة، والتي تشكل تهديداً على أمن المملكة في المقام الأول.
فرصة لاستكمال التحرير
وبحسب مصادر مقربة من ميليشيات الحوثي في حجة، فإنها تعاني من ضعف شديد في المقاتلين والعتاد لا يمكنهم من الصمود امام ما تمتلكه قوات الشرعية والتحالف من عتاد ومقاتلين، وهو ما اعتبروه فرصة سانحة لاستكمال تحرير المحافظة "حجة" قبل أن يستعيدوا قواهم.
وسبق لـ"أخبار اليوم" أن تناولت في تقارير سابقة أهمية تحرير حجة في الإسراع بإنهاء الانقلاب، حيث يشكل سيطرة الشرعية عليها سقوطاً مباشراً لمدينة وميناء الحديدة ومن ثم انهيار الانقلابيين في صنعاء، ما لم فالعواقب ستكون وخيمة ليس على اليمنيين فحسب وإنما على دول المنطقة برمتها.
آمال منتظرة
وينتظر أبناء حجة بشكل عام وعبس على وجه الخصوص، وصول قوات الشرعية إليهم وتخليصهم من صلف وتعسفات الميليشيات التي أذاقتهم الويلات ورمت بهم في مستنقعات التشرد والفقر والأمراض فضلا عن أعمال الخطف والقتل والخوف.
كما باتت الأوضاع الاجتماعية لأبناء المحافظة، مهيأة اليوم لقدوم قوات الشرعية أكثر من ذي قبل، نتيجة سياسات الحوثيين القمعية، فهل آن الأوان لاستكامل تحرير حجة؟! والتي لم يعد لتحقيقه سوى دخول عبس والسيطرة عليها..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد