الصحف الأميركية: الانسحاب الإماراتي لن يثني ايران عن الانتقام من الخليج بحلفائها الحوثيين

2019-07-17 06:35:47 أخبار اليوم/ متابعات


قالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية إن التسوية الدائمة في اليمن تتطلب تهدئة التوترات في جميع أنحاء المنطقة - والتي بدورها لا يمكن أن تحدث الا إذا توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى نوع من الانفراج.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي ترامب يبدو مصمما على مواصلة حملته للممارسة "الضغوط القصوى" ضد إيران بينما يزود المملكة العربية السعودية بقنابل جديدة لليمن.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الصراع في اليمن سيء بما فيه الكفاية دون الانخراط في صراع أكبر على السلطة في الخليج.
وتعتبر الحل الوحيد بوجود اتفاق سلام تفاوضي بين اليمنيين بشأن تقاسم السلطة والموارد، وتابعت: الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) لمنع معركة مدمرة حول الحديدة يترك الكثير مما هو مرغوب فيه، لكنه يخلق منبراً ليس فقط لحماية الحديدة ولكن أيضاً لبدء التفاوض على اتفاق كامل لوقف إطلاق النار والسلام. يجب أن يكون الانسحاب الإماراتي من الميناء خطوة كبيرة نحو تشجيع اليمنيين على البدء في التركيز على كيفية إنهاء الحرب التي تدمر أراضيهم.
وعلقت صحيفة واشنطن بوست على الانسحاب الإماراتي من اليمن معتبرة قرار دولة الإمارات كان مدفوعًا جزئياً بالرد الفعل المتزايد ضد الحرب في الكونجرس، والتي صوتت في مناسبات متعددة لتعليق الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية أو منع مبيعات الأسلحة إلى البلدين الخليجيين؛ اذ استخدم الرئيس ترامب حق النقض ضد قرار واحد ومن المتوقع أن يستخدم حق النقض ضد القرارات الأخرى التي قد تصدر لاحقاً.
وتابعت: لكن في الأسبوع الماضي، أضاف المجلس تعديلاً على مشروع قانون التفويض السنوي للدفاع بتعليق مبيعات أسلحة الجو إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمدة عام؛ إذا ظهر هذا الإجراء على حاله من لجنة مؤتمر مجلس الشيوخ، فقد يضطر البيت الأبيض إلى قبوله.
لكن نيويورك تايمز الصحيفة الأميركية أكدت أن "الاشمئزاز الأميركي المتضخم من الحرب وفر حافزًا إضافيًا لدولة الإمارات العربية المتحدة لتنأى بنفسها عن التدخل بقيادة السعودية. في الوقت نفسه، دفعت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران الإماراتيين إلى إعادة قواتهم إلى الوطن التي ستكون هناك حاجة إليها في حالة تصاعد قتال الخليج".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات لم تشرح "انسحابها علنًا خوفًا من غضب حلفائها السعوديين. لكن الدبلوماسيين يقولون أن الإماراتيين، الذين أرسلوا ما لا يقل عن 5000 جندي إلى اليمن لتدريب وقيادة مجموعة من القوات والميليشيات الموالية للحكومة، أرادوا الخروج لبعض الوقت الآن.
وأضاف: ويقولون أن الإمارات خفضت بشكل حاد انتشار قواتها، وطائرات الهليكوبتر الهجومية والمدافع الثقيلة حول ميناء الحديدة على البحر الأحمر التي كانت ساحة القتال الرئيسية العام الماضي. وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في الحديدة والذي دخل حيز التنفيذ في كانون الأول (ديسمبر) الماضي قدمته أبوظبي كسبب للانسحاب.
وتابعت: "تقدم تلك المحادثات، التي استؤنفت إطارًا محتملاً لمفاوضات سلام حقيقية إذا اتبع المقاتلون الآخرون - وأهمهم المملكة العربية السعودية، زعيم التحالف الذي تملك الإمارات دورًا قياديًا فيه - قيادة الإمارات.
وتشير واشنطن بوست إلى السبب الثاني لانسحاب دولة الإمارات المتمثل ب"التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، والناجمة عن قرار السيد ترامب بإعادة تطبيق العقوبات المعطلة. يبدو أن القلق من احتمال أن تكون دول الخليج هدفاً للانتقام الإيراني في حالة نشوب نزاع عسكري، قد أدى إلى قرار بإعادة بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ وأنظمة دفاعية أخرى إلى الإمارات من اليمن. في إحاطة للصحفيين الأسبوع الماضي، بدا أن مسؤولاً في الإمارات يؤكد هذه الحسابات، قائلاً أن الإمارات ليست غافلة عن "الصورة الجيواستراتيجية الشاملة".
وتذهب واشنطن بوست إلى القول إنه و"لسوء الحظ، قد تعرقل هذه التوترات نفسها التسوية التي يحتاجها اليمن بشدة. بعد أن بدأت أزمة أكبر مع إيران دون داع، لا يمكن لإدارة ترامب أن تتوقع من طهران أن تضغط على حلفائها المتمثلين بمليشيا الحوثيين، لصنع السلام مع الحكومة المدعومة من السعودية. على العكس من ذلك، أطلق الحوثيون صواريخ على المطارات السعودية في الأسابيع الأخيرة. وبالمثل، لا يظهر الأمير محمد بن سلمان أي علامة على التراجع عن الحرب، على الرغم من أن انسحاب الإمارات قد جعل النصر أمراً بعيد المنال".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد