حقائق وكواليس المتغير السياسي للإمارات

2019-08-03 08:09:00 القدس/ الأناضول


حصلت الأناضول، على معلومات من مصادر مقربة من جهات إماراتية مطلعة، عن الأسباب الكامنة وراء المؤشرات الحالية على تغيّر السياسات الخارجية للإمارات ورغبة الأخيرة في تحسين علاقاتها مع إيران.
وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن أمراء دولة الإمارات العربية المتحدة، عقدوا اجتماعاً سرياً عقب إعلان إيران إسقاطها طائرة مسيرة تابعة للولايات المتحدة الأميركية يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي.
وذكر المصدر أن الاجتماع حضره ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، وأمير دبي، رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ/ محمد بن راشد آل مكتوم.
وأضاف المصدر إن آل مكتوم انتقد- خلال الاجتماع- سياسة بلاده الخارجية، وشدد على ضرورة إعادة النظر فيها.
وأوضح المصدر أن آل مكتوم قال في الاجتماع: "علينا إعادة النظر بشكل كلّي في سياساتنا الخارجية، ننفق يومياً مئات الملايين من الدولارات، فماذا نجني مقابل ذلك؟، علينا أن نتخلى مباشرة عن سياسة التدخل في شؤون الدول، فهذه السياسة تكلفنا كثيراً ودون أي مقابل".
ولفت آل مكتوم إلى ضرورة الامتناع عن إنفاق أموال ضخمة لصالح مناطق لا مصلحة للإمارات فيها، مبيناً أن تغيّر النظام في ليبيا أو السودان، لن يضر أو ينفع الإمارات في شيء.
وتابع آل مكتوم قائلا: "نأمل أن تشن واشنطن حملة عسكرية ضد طهران، لكن ترامب يدعو للحوار مع إيران حتى بعد إسقاط الأخيرة طائرة مسيرة للولايات المتحدة، ولو افترضنا أن واشنطن قصفت طهران، فإن الرد الإيراني سيكون عبر استهداف الإمارات أو السعودية بشكل مباشر أو عبر الحوثيين".
وقال المصدر إن آل مكتوم أبلغ الحضور بأن الإمارات ستخلو من المستثمرين الأجانب في حال سقط صاروخ واحد من إيران على أراضيها، ولن تتمكن من الاحتفاظ بالعمال الآسيويين.
وأشار آل مكتوم إلى أن قوات خليفة حفتر في ليبيا، التي تدعمها الإمارات، لم تحقق أي تقدم في محاولاتها السيطرة على طرابلس، مضيفاً: "منذ أعوام، ونحن ندعم حفتر دون جدوى، علينا البحث عن بدائل سياسية وليست عسكرية".
وشدد آل مكتوم على ضرورة إجراء تغيير جذري في السياسة الخارجية للإمارات، ووقف هدر الأموال، والأخذ بعين الاعتبار احتمال مهاجمة إيران للبلاد.
وبحسب المصدر المقرب من الإمارات، فإن محمد بن زايد آل نهيان، تمعّن بانتقادات آل مكتوم وأمر بإجراء بعض التغييرات في السياسة الخارجية للبلاد.
ومن بين الأسباب التي تدفع الإمارات العربية المتحدة إلى تغيير سياساتها الخارجية، موجة الانتقادات التي تطالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يجدر بالذكر أن آل مكتوم يعارض- منذ البداية- سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى، علاوة على ذلك فإن إمارة دبي تحتضن العديد من رجال الأعمال الإيرانيين الذين يواصلون أعمالهم هناك هرباً من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
- مؤشرات تغير السياسات الخارجية للإمارات
وتتناقل وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أنباءً حول تراجع الإمارات العربية المتحدة عن مبادراتها ومواقفها المناهضة لإيران.
ومن أبرز مظاهر هذا التراجع، تعليق وزير الخارجية الإماراتي/ عبدالله بن زايد آل نهيان، على حادثة استهداف ناقلات النفط في مايو الماضي بخليج عمان، حيث قال حينها: "يجب أن نحصل على أدلة قطعية لاتهام إيران بالتورط في الهجوم على ناقلات النفط".
وعقب ذلك أعلنت الإمارات عزمها سحب جنودها من اليمن، وتقليص دعمها للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين.
ومؤخراً- وبعد 6 أعوام- اجتمع مسؤولون أمنيون من الإمارات وإيران في العاصمة طهران.
والإشارة الأخيرة على التقارب الحاصل بين الإمارات وإيران، هي زيارة وزيرين إماراتيين لطهران رغم العقوبات الأميركية التي تطال القطاع المصرفي الإيراني.
///////////////

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد