الإمارات في مواجهة شرعية الرئيس..

الإمارات تسعى لإنهاء شرعية الرئيس هادي وإحلال مليشيا مسلحة جنوبا وإبقاء الشمال خاضعاً للحوثي..

2019-08-05 06:40:41 أخبار اليوم/ تقرير خاص

 

هدفهم إسقاط الشرعية وإحلال سلطات الميليشيات، هذا ماتعمل على إنجازه دولة الإمارات منذ عام ٢٠١٥ م اليوم الأول لتدخلها ضمن التحالف العربي بهدف إنهاء الانقلابالحوثي وإعادة السلطة الشرعية إلى صنعاء وبسط سلطتهاعلى كل اليمن.

اليوم- وفقاً لإجماع كل المراقبين والدبلوماسيين وتقاريرالمنظمات الدولية وخاصة التابعة للأمم المتحدة- تؤكد محذرةً من سياسة الإمارات- التي تعمل على إضعاف الشرعيةوتآكلها وحتى إنهاء بقائها على الأرض كسلطة فعلية.

واليوم- ووفقاً لتقديرات سياسيين- فإن الإمارات تجد نفسها أقرب من أي وقت مضى لتحقيق هدفها بإنهاء شرعية الرئيس هادي وإحلال ميلشيات مسلحة جنوباً كبديل للسلطة التشريعية وإبقاء الشمال كأمر واقع تحت سلطة الانقلاب الحوثي.

وبعيداً عن الذهاب إلى مسارات الفعل الإماراتي الذي استهدف الشرعية منذ ما قبل تدخل التحالف العربي وحتى اليوم، فإن الأهم هو البحث في ممكنات المقاومة من قبلالسلطة الشرعية للرئيس هادي وجميع مؤسسات الدولة في إفشال ما باتت تراه الإمارات قريب التحقق وهو إنهاءشرعية الرئيس والمؤسسات الشرعية، لفتح نافذة الاعترافبواقع تقسيم اليمن الذي باتت تفرضه ميلشيات الإمارات في الجنوب.

واليوم يرى ويراقب ويترقب الشعب اليمني وقواه السياسية والمحيط الإقليمي والعالم بأعينهم إلى مقر إقامة الرئيس هادي في الرياض؟ جميعهم يقولون: الإمارات على وشك إنهاء شرعيتك وإزاحتك من على كرسي الرئاسة وتقسيم الجمهورية اليمنية..

ضاحي خلفان بإعلانه اليوم- وهو شخصية تعبّر عن إرادةً القيادة الحاكمة للإمارات- فقد قال اليوم في تغريدة، بأنالطريق الحقيقي إلى استقلال الجنوب يكمن في إنهاء شرعية الرئيس/ عبدربه منصور هادي..

وتأتي تصريحات خلفان بعد أيّام من تصريحات أخرىلمستشار محمد بن زايد قال فيها: بأن اليمن لا يمكن أنيعود واحداً موحداً.

مصادر حكومية تحدثت لـ"أخبار اليوم" أن رئيس الوزراء الدكتور/ معين عبدالملك- أثناء زيارته الأخيرة لدولة الإمارات، فوجئ بإبلاغ الحكومة الإماراتية قرار انسحابهامن اليمن، وترك إدارتها للقوى المسلحة المسيطرة على الأرض، وأن هذا القرار اتخذ ولا تراجع عنه.

ووفقاً للمصادر الحكومية فإن الدكتور عبدالملك قال لهم، إن قراركم مغادرة اليمن دون تنسيق ودون أن التسليم للحكومة اليمنية يمثل تهديداً لاستقرار اليمن..

وقالت المصادر- وفقا لمقربين من رئيس الوزراء- إنه صدم من ردهم، لكنه رفض الحديث أو الكشف عن طبيعة الرد الإماراتي واكتفى بأن الأمر اليوم أصبح أكثر تعقيداً،وسارع بالعودة إلى الرياض للقاء الرئيس..

وزراء في الحكومة تحدثت اليهم "أخباراليوم" حول قراءتهم للموقف الإماراتي بشكل خاص والتحالف بشكل عام، ذهب بعضهم إلى إبداء مخاوفه من استمرار مسار السياسة الإمارتية تجاه الحكومة الشرعية والرئيس خصوصا، مبدينا لريبة من الموقف السعودي.. فيما ذهب وزراء إلى إبداء رفضهم للسياسة الإماراتية، مؤكدين بأنها عملت- بكل إمكانياتها- على إفشال الحكومة الشرعية، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك باتهام الإمارات بأنها تعمل على استمرار الانقلاب الحوثي في صنعاء وإبقاء سيطرته على العديد من المحافظات، لكنهم- في ذات الوقت- أي الوزراء يحمّلون الرئيس مسؤولية الصمت على عبث الإمارات منذ وقت مبكّر،وبأن صمت الرئاسة وعجز الحكومة أوصل الوضع إلى مرحلة باتت تهدد بإنهاء شرعية الرئيس بشكل مباشر،وتساءلوا ماذا ينتظر الرئيس لكي يتحرك، أم أنه سيبقى فيدائرة الصمت حتى تبلغة الإمارات أنه لم يعد رئيساً ولَم يعد هناك حكومة شرعية في اليمن..

مسؤول آخر يعمل في مكتب الرئاسة- طلب بشدة عدمالكشف عن هويته حتى لا يتعرض لضرر- قال لـ"أخباراليوم" بأن العديد من الدبلوماسيين الأجانب كانوا يحذرون الرئيس ونائب الرئيس من أن ما يجري على الأرض في المحافظات الجنوبية يهدد شرعية الحكومة ويقوّض سيطرتها، غير أن عدم اكتراث الرئاسة جعلت الدبلوماسييني بدون امتعاضا أدى إلى توجيه تحذير بأن الاستمرار فيهذا المسار سيفرض على المجتمع الدولي تبني مواقف أخرى تبقى على طرف الحوثي طرفاً سياسياً لحل الأزمةاليمنية.

وحول المخاوف الدولية من حسم المعركة قال المسئول فيمكتب الرئاسة بأن العديد من السفراء لم يكونوا يبدون أيمخاوف من حسم المعركة، وأنهم كانوا يقدمون نصائح حول الحرص من عدم السماح بعودة القاعدة أو داعش إلى مناطق سيطرة الحوثي بعد تحريرها.

وقال: للأسف هناك مسئولون في الحكومة كانوا يطلبون منالسفراء أن يرفضوا تحرير محافظات معينة مثل تعز بذريعةسيطرة الإسلاميين المتشددين، وأن ذلك كان يتوافق مع المخاوف التي تسوقها دولة الإمارات للمجتمع الدولي، وأنه كذا أطروحات ساهمت في تقليل اهتمام بعض الدولالفاعلة في المجتمع الدولي في دعم الحسم العسكري.

ودهب في الأخير المسئول، بالقول: الإمارات وغيرها اليوم تهدد بسحب شرعية الرئيس بعد أن وجدت نفسها أحكمتالسيطرة على الجنوب والعاصمة عدن خاصة.

وبالذهاب إلى البحث حول ممكنات المواجهة من أجل إنقاذاليمن والشرعية وإخراجها من هذه المرحلة الأكثر خطورة والتي باتت تهدد إنهاء شرعية الرئيس، سألنا أحد مستشاري الرئيس، بالسؤال التالي: الشرعية اليوم تهدد بإنهائها من شركاء مفترضين في التحالف؟ ماهو الموقف؟

قال المستشار الرئاسي: أخاف إن صبرنا أكثر على تهديدات الحليف المفترض أن يفرض علينا في القريب أن نناقش مرحلة ما بعد الشرعية اَي مرحلة ما بعد الرئيس هادي..

وكشف المستشار أن هذا السؤال تطرحه أطرافا إقليمية فيالغرف المغلقة لمناقشته وأن البداية تأتي من ترتيب إزاحة الرئيس هادي ونائبه من حزب المؤتمر الشعبي العام فيما الإمارات تتكفل بإزاحة الرئيس من السيطرة على الجنوب ليبقى رئيساً شرعياُ بلا غطاء سياسي..

وأضاف المستشار السياسي: الأمر الآن والقرار الآن بيدالرئيس، والكل ينتظر، فإذا بقي على صمته فهو بذلك يفرضعلى القوى الوطنية البحث في خيارات أخرى تحافظ على مؤسسات الشرعية وتبقي هدف إنهاء الانقلاب حياً يجب تحقيقه، وتعيق مشاريع التمزق..

وختم حديثة بالقول: أثق أن الرئيس لن يصمت أكثر ويجبأن يتحدث ويتخذ قرارات حاسمة أهمها العودة للوطنليحميه من مخطط التمزق، فبقاء الوطن متماسكاموحدا يستحق التضحية بأرواحنا جميعاً ولا يمكن القبول بترك الوطن يتمزق من مخاوف أمنية على حياة قادة الوطن،ووفقاً لذلك كله والمخاوف والمحاذير التي طرحت، والتأكيد بأن ما يجري في الجنوب اليوم هو ترحيل لإنهاء شرعيةالرئيس من خلال الإذعان في محو كل ما له صلة بالحكومة الشرعية، سواء في وعي المجتمع في الداخل أو في وعيالمجتمع الدولي بأن هذه الشرعية لم تعد ذات جدوى للبقاء،ومن هنا نقول بصوت عالٍ، ماذا أنت فاعل يا فخامة الرئيس؟

انه الشوط الأخير والمواجهه الأخير ،، يمكننا كسبها بالضربة القاضية

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد