(الصحافة الدولية).. خيانتان للإمارات في اليمن وانقلاب عدن يقوّض مشروعية عاصفة الحزم

2019-08-20 07:50:17 أخبار اليوم/ متابعات


ركزت الصحافة الدولية منذ مطلع الأسبوع الجاري على المرحلة الجديدة في الحرب اليمنية، مع انسحاب الإمارات من مواجهة الحوثيين ودعمت وأدارت “انقلاب عدن” ضد الحكومة الشرعية التي يفترض أنها تدخلت دعماً لها.
وتشير الصحافة الفرنسية والبريطانية والأميركية إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية فشل في اليمن، ولم يحقق هدفه المُعلن الذي برر به تدخله في اليمن بل زاد من تأزم الوضع وتوسع أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وركزت الصحافة الفرنسية على اختلاف الأهداف الإماراتية والسعودية في البلاد، في حين تمثل اليمن منطقة جغرافية استراتيجية مؤثرة في الأمن القومي السعودي لذلك تخوض الحرب. تسعى الإمارات إلى توسيع نفوذها الإقليمي لخدمة مصالحها الاقتصادية ونفوذها العسكري.
صحيفة “لونوفيل أكونوميست” الفرنسية، نشرت تحليلاً عن الوضع في اليمن وتأثير الانسحاب الإماراتي من البلاد، ودعم الانقلاب في عدن ضد الحكومة الشرعية.
وقالت الصحيفة: على أرض الواقع، يبدو أن الانسحاب الإماراتي قد أضعف بالفعل دفاع عدن، لأن سحب صواريخ باتريوت (صواريخ أرض جو متوسطة المدى) جعلت المدينة بدون دفاع جوي، وهي نقطة ضعف استغلها الحوثيون على الفور، حيث هاجموا المدينة وقتلوا عشرات الجنود بينهم أبو اليمامة “منير اليافعي” القائد البارز القريب من الإمارات، والذي اُستخدم لاحقاً كمبرر للسيطرة على عدن.
وتساءل كاتب التقرير: هل يجب أن نتفاجأ بهذا التحول من جانب دولة الإمارات؟ منوها بأنه في مواجهة الفشل الواضح لما يسمى بعملية “عاصفة الحسم” التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في عام 2015، يقول المسؤولون الإماراتيون الآن أنهم يريدون تجربة “إستراتيجية التركيز على السلام”.
موقع” أوراسيا ريفيو” الأميركي أشار إلى تأثير انقلاب عدن على جهود الأمم المتحدة بشأن السلام في اليمن، وقال أن ما حدث في عدن أدى إلى تعقيد تنفيذ اتفاق ستوكهولم، فعلى سبيل المثال؛ فيما يخص تعز والحديدة والموانئ الصغيرة الأخرى في الصليف ورأس عيسى، أظهرت عدم قدرة الحكومة الشرعية على التحكم بالقوات المتواجدة جنوب الحديدة وباتت تعمل خارج إطار رفض أو قبول الحكومة بشكل أكثر استقلالية ما سيعرقل تنفيذ الاتفاقية.
من جهتها قالت صحيفة “اندبندت” البريطانية في نسختها الإنجليزية إلى أن تحرك الانفصاليين في الجنوب قد يؤدي إلى تحطيم التحالف الذي يحافظ على بقاء الحكومة المعترف بها دولياً، مهدداً شرعية الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين.
وأضافت: ما يزال الأمر غير واضح، لكن المجلس الانتقالي الجنوبي سيبقى في عدن في المستقبل المنظور. فليس هناك ما يشير إلى أن الانفصاليين يعتزمون التخلي عن السلطة في أي وقت قريب.
من جانبه قال مايكل هورتون الباحث في معهد أميركان كونزيرفاتيف فعلق على انسحاب الإمارات من اليمن واعتبر ذلك تغيراً كبيراً في السياسة الخارجية الإماراتية.
يضيف هورتون: مع ذلك، فإن انسحاب الإمارات -حتى وإن كان جزئيا فقط- سيجبر السعودية على إعادة تقييم استراتيجيتها الفاشلة. هذا ما لم يكن حاكم السعودية الفعلي، ولي العهد “محمد بن سلمان”، قادرا على إقناع إدارة “ترامب” بزيادة دور واشنطن في الحرب لتعويض غياب الإمارات. وبالنظر إلى اعتناق أميركا المستمر لسياسة خارجية قائمة على الحروب طويلة الأمد، فلا يزال هذا يمثل احتمالا خطياً.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد