واشنطن تتهم طهران وبغداد تنفي.. أصداء الهجوم الحوثي على أرامكو السعودية

2019-09-16 06:18:12 أخبار اليوم/ متابعات


استنكرت عدة دول عربية وعالمية، الهجمات الحوثية على التي استهدفت معامل شركة "أرامكو" النفطية شرق السعودية السبت، وأسفرت عن عرقلة إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يومياً، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة.
فعلى المستوى العربي أدانت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما نددت جمهورية مصر العربية بالهجوم الحوثي على معامل "أرامكو"، مشيرة- في بيان للخارجية- إلى تضامنها مع السعودية ودعم الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها واستقرارها.
من جانبها أعربت الخارجية الفلسطينية- في بيان لها- "تأييدها الكامل للخطوات التي تأخذها المملكة في حماية مواطنيها ومنشآتها وسيادتها".
بيان الخارجية الأردنية، حذّر من أن "هذا العمل الإرهابي المدان يعد تصعيداً خطيراً يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية ويزيد من التوتر في المنطقة".
وفي السياق أدانت الخارجية الكويتية، "بأشد العبارات" الهجوم التخريبي، مطالبة في بيان المجتمع الدولي بـ"بذل جهود مضاعفة لمنع هذه الاعتداءات".
فيما شددت الخارجية البحرينية على "موقفها الثابت في صف السعودية ضد الإرهاب" مؤكدة في بيان "دعمها فيما تتخذه الرياض من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها".
واستنكرت الخارجية الإماراتية- في بيان- الحادث، قائلة إن "أمن دولة الإمارات وأمن السعودية كل لا يتجزأ".
في حين أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن/ مارتن جرفيث، أن استهداف الحوثيين لمنشأتين نفطيتين في السعودية يشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي.
لعراق تنفي
في تصعيد خطير، أفادت شبكة "سي أن إن" الأميركية الإخبارية بأن الاعتداء الذي استهدف أمس معملين كبيرين تابعين لشركة "أرامكو" في السعودية، وتبنته جماعة الحوثيين اليمنية نفذ من العراق.
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في وقت سابق، عن مسؤولين في الخليج قولهم إن الخبراء يدرسون احتمال استخدام مهاجمي منشآت النفط السعودية صواريخ كروز أطلقت من العراق أو إيران، من دون استبعاد فرضية الطائرات المسيرة.
من جانبها نفت العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة، داعيًا جميع الأطراف إلى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب بوقوع خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت.
وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي: "ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة، ويؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على دول الجوار".
وأضاف البيان إن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور، مشيراً إلى أن الحكومة شكّلت لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات.
وأكدت الحكومة العراقية أنها تتابع باهتمام بالغ التطوُّرات، مشيرة إلى أن التصعيد والحلول العسكرية يعقدان الأوضاع الإنسانيّة والسياسية، ويهدّدان الأمن الإقليميّ والدوليّ.
وجدد البيان دعوة العراق إلى التوجّه لحلٍّ سلمي في اليمن، وحماية أرواح المدنيّين، داعياً دول المنطقة والعالم إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، وإنهاء الحرب.
* تنديد دولي
وعلى الصعيد الدولي أكد الرئيس الأميركي/ دونالد ترامب، دعم بلاده للمملكة، مؤكداً أن تلك الهجمات تؤثر على الاقتصادين الأميركي والعالمي.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وفرة المعروض بأسواق النفط وذلك في أعقاب هجوم لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على معملي تكرير بالسعودية.
بينما ندد السفير الأميركي لدى السعودية/ جون أبي زيد، بالهجوم على "أرامكو" وقال بأنه تصرف غير مقبول.
من جانبه حمّل وزير الخارجية الأميركي/ مايك بومبيو، السبت، مسؤولية الهجوم على محطات نفطية بالسعودية لإيران.
وقال بومبيو إن طهران شنت هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية، مضيفاً إنه لا يوجد دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن.
وأضاف "طهران وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية في حين يتظاهر روحاني وظريف بانخراطهما في الدبلوماسية" مشيرا إلى رئيس إيران ووزير خارجيتها".
وتابع: "وسط كل تلك الدعوات لوقف التصعيد تشن إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية"، داعياً "جميع الدول إلى الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران"، محذراً من أن إدارة ترامب ستعمل مع حلفائها للتأكد من "محاسبة" إيران على "عدوانها".
ردود الفعل الدولية الغاضبة شملت الاتحاد الأوروبي، الذي حذر من "تهديد حقيقي للأمن الإقليمي" في الشرق الأوسط بعد هجمات على منشأتين نفطيتين بالسعودية هددت بتعطيل إمدادات الطاقة العالمية وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عنها.
هذا ونددت المملكة المتحدة البريطانية كذلك الهجوم الحوثي، وقالت إن على جماعة الحوثي اليمنية وقف استهداف البنية التحتية المدنية والتجارية في المملكة، بحسب "رويترز".
وقال أندرو موريسون- وزير الشؤون الخارجية البريطاني، المسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تغريدة على تويتر-: "هجوم غير مقبول بالمرة على منشآت نفط في السعودية هذا الصباح".
وأضاف: "على الحوثيين وقف تقويض أمن السعودية بتهديد المناطق المدنية والبنية التحتية التجارية".
*طهران ترد
إلى ذلك علقت وزارة الخارجية الإيرانية- الأحد- على الاتهامات الأميركية لطهران بالمسؤولية عن الهجمات التي تعرضت لها معامل شركة "أرامكو" النفطية شرق السعودية السبت.
جاء ذلك في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية إرنا، للمتحدث باسم الوزارة عباس موسوي.
وبحسب وصف موسوي فإن الأميركيين "اتبعوا سياسة أقصى قدر من الضغط ضد إيران، وتحولوا بسبب إخفاقاتهم إلى اعتماد الكذبة القصوى".
وتابع: "هذه الاتهامات الباطلة وغير اللائقة تأتي في سياق دبلوماسي غير مفهوم ولا معنى له"، مضيفا: "حتى في العلاقات الدولية، فإن العداء له حد أدنى من المصداقية والأطر المعقولة، والتي تجاوزها المسؤولون الأميركيون".
وقال إن مثل "هذه التصرفات والأفعال أشبه بالتخطيط من قبل منظمات المخابرات السرية لتدمير صورة بلد ما من أجل تمهيد الطريق لإجراءات في المستقبل".
وأكد المتحدث الإيراني أن "الحل الوحيد لتهدئة المنطقة وإنهاء الأزمة في اليمن، هو وقف الهجمات والعدوان من قبل التحالف السعودي، وقطع المساعدات السياسية والعسكرية الغربية عن الغزاة، ومحاولة إيجاد حلول سياسية".
يذكر أن وزير الخارجية الإيراني/ محمد جواد ظريف أكد، الأحد، أن أميركا وحلفاؤها "عالقون في اليمن" وألقى اللوم على إيران "لن ينهي الكارثة".
* العملية الأقوى
وسبق أن استهدف المتمردون الحوثيون شركة "أرامكو" النفطية. لكن هذه العملية تبدو الأقوى، فقد نقلت رويترز عن مصادر مطلعة، أن الهجمات ستؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يومياً، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للملكة.
وتبنى الحوثيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم العميد/ يحيى سريع، الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من فجر السبت على منشأتي "أرامكو" وقال إن الهجوم نفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشراً ودقيقاً، وجاء بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون ممن وصفهم بالشرفاء.
وقد سمّى الحوثيون هجوم السبت على منشأتي "أرامكو" بـ"عملية توازن الرعب الثانية"، وأضافوا إن بنك أهدافهم في السعودية يتسع يوماً بعد يوم وأن لا حل أمام الرياض إلا وقف "العدوان والحصار"، حسب وصفهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد