باحث يمني يكشف سسيناريوهات الهجوم على وزارة الدفاع في مأرب

2019-11-02 03:10:18 أخبار اليوم/ متابعات

 

قال رئيس مركز أبعاد للدراسات/ عبد السلام محمد "إن حادث الهجوم الصاروخي الذي استهدف مبنى وزارة الدفاع في مأرب ليس حدثًا عاديًا، بل خطير، وقد تم وفق خطة دقيقة وفي توقيت محدد وفي ظرف حرج".

وفي تحليل مطول للباحث - نشره في صفحته الرسمية بموقع فيس بوك - تناول الحادثة من خلال الوضع العام الذي رافق الحادث، والطبيعة الجغرافية للمكان المستهدف، والسلاح النوعي المستخدم، والشخصيات النوعية المستهدفة، وسيناريوهات الهجوم.

أولًا: الوضع العام والظروف المحيطة بالهجوم الصاروخي

هناك اتفاق سيوقع بين المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات والحكومة الشرعية لحل حالة التمرد التي تمت في عدن، وقبيل يوم واحد على اشهار الاتفاق بحضور متوقع لقيادات من التحالف العربي والأمم المتحدة في الرياض، شهد مقر وزارة الدفاع اليمنية في مأرب هجوما صاروخيا 29 أكتوبر تزامن مع تحرك مجاميع مسلحة محسوبة على الإمارات في سقطرى وأبين.

في يوم 21 أكتوبر خلص اجتماع وزير الدفاع محمد علي المقدشي وقائد قوات التحالف العربي بمأرب اللواء الركن/ عبد الحميد المزيني إلى إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش والأمن ومحافظة مأرب لجمع المعلومات وملاحقة مطلوبين، فماهي المعلومات التي وصلت لاتخاذ قرار مثل هذا؟

تقول تقارير استخبارية داخلية أن الأجهزة الأمنية رصدت مجموعة ضباط يمنيين مرتبطين بضباط إماراتيين يجهزون لخطة فوضى في مأرب، وأن هناك احتمال بحدوث انقلاب عسكري، وهذا الاحتمال تعزز بعد حادثة الهجوم الصاروخي ما دفع بقيادات الجيش والتحالف العربي للانتقال إلى غرفة عمليات في معسكر وطن (صحن الجن سابقا) وإدارة العمليات الأمنية والعسكرية من هناك.

 ثانيا: الطبيعة الجغرافية لمكان الحادث

المنطقة الذي يقع فيها مقر وزارة الدفاع في وسط مأرب هو القصر الجمهوري وهي منطقة محصنة، تحيط بها مرتفعات حوالي 150 مترًا عن المباني، التي كانت من قبل تابعة للواء 180 دفاع جوي وكان فيها غرفة عمليات لكل الوية الدفاع الجوي في مأرب والمناطق القريبة منها.

ومن الصعب وصول اي قذيفة هاون أو صاروخ إلا في حالتين، أن يطلق من إحدى المرتفعات المحيطة أو من الجو من خلال طيران عادي أو مسير.

ثالثا: نوعية السلاح المستهدف

التحليلات الأولى للصاروخ الذي ضرب مقر وزارة الدفاع في مأرب تقترب من كونه من سلالة الصواريخ الذكية الموجهة عبر الأقمار الصناعية، وهذه الصواريخ تبيعها الولايات المتحدة لبعض الدول بغرض مكافحة الإرهاب وقد كانت اليمن تمتلك بعضها حتى بعد حادث النهدين في 2011 استعادت واشنطن بعض تلك الصواريخ.

وفي حال بقي منها فانه من الصعب إطلاقها والتحكم بها دون توجيه عبر أقمار صناعية، ولذلك فان الصاروخ الذكي الذي أحدث فتحه دائرية بقطر متر تقريبا وليس من النوع التفجيري بل مخصص للاغتيال تم إطلاقه بإشراف دولة أو مخابرات دول حتى لو أطلق من إحدى الباب المحيطة مع أن فرضية إطلاقه من خلال طيران مسير متطور هي الأقرب.

رابعًا: الشخصيات المستهدفة

لن أتحدث هنا عن التواجد النوعي لضباط وقيادات وزارة الدفاع وأكتفي بالإشارة إلى ثلاثة أشخاص مهمين هم وزير الدفاع اللواء الركن محمد المقدشي رئيس هيئة العمليات الحربية اللواء ناصر الذيباني، وقائد قوات التحالف العربي في مأرب السعودي اللواء الركن عبدالحميد المزيني.

ورغم دقة الصاروخ إلا أنه استهدف الغرفة المجاورة لغرفة الاجتماعات، ما يعني أن هناك خطأ في الاحداثية أو حصل تغيير في ترتيب الاجتماع قبل الانعقاد بدقائق أو أن الجهة التي تقف وراء الهجوم تريد إرسال رسالة تهديد فقط، أو أنها غيرت الخطة مع علمها بالحضور المفاجئ للقائد السعودي.

لكن المعلومات الاستخباراتية تقول أن الإمارات وضعت رأس اللواء الذيباني ضمن قائمة المستهدفين لعدة أسباب أهمها قيادته وإشرافه على عمليات تحرير شبوة ووصول الجيش إلى عدن وكشفه للإعلام مؤخرا عن الدور الذي قامت به الامارات في استهداف الجيش أثناء مواجهته للحوثيين وتصفية كتيبة كاملة ودعمها لتمرد الانتقالي في المحافظات الجنوبية.

وحتى يمكننا أخذ كل الاحتمالات فانه من المهم أيضًا الإشارة إلى أن السعودية غير راضية عن أداء قيادة وزارة الدفاع بالذات اللواء المقدشي الذي أصر مؤخرا على صرف أي رواتب أو إكراميات سعودية للجيش إلا عبر وزارة الدفاع، لكن من المستبعد التفكير بتصفيته في وجود أحد قادتها والخوف من تداعيات أي اغتيال طالما هي قادرة الضغط لتغييره إذا أرادت.

خامسا: سيناريوهات الهجوم الصاروخي على مقر وزارة الدفاع

ووضع الباحث عبد السلام محمد أربعة سيناريوهات تقف خلف حادثة استهداف مقر وزارة الدفاع بمدينة مأرب كالتالي..

السيناريو الاول: افشال أي اتفاق بين الانتقالي والشرعية بوساطة سعودية، وهذا السيناريو ترغب فيه إيران التي ترفض أي توقف الحرب في المنطقة قبل فك الحصار على صادراتها النفطية وتخفيف العقوبات والحوار مع السعودية حول تقاسم النفوذ في اليمن والمنطقة، لكن إيران لا تستطيع تسيير طائرة مسيرة متطورة تحمل صاروخ أمريكي ذكي يدار عبر الأقمار الصناعية إلا اذا ضغطت على الإمارات لتنفيذ مطالبها ضمن الضغوطات الأخيرة التي أدت لحوار وتقارب بين أبوظبي وطهران بعد استهداف ناقلات نفط إماراتية.

السيناريو الثاني: جهات دولية ترغب في تفكيك الجيش الوطني من اجل الضغط لقبول اتفاقيات سلام مع الحوثيين دون عراقيل وهنا يشار إلى الأمريكيين أو البريطانيين لكن لن يتم تنفيذ هذا الهجوم دون تنسيق مع الإماراتيين أو السعوديين.

السيناريو الثالث: أن الإمارات أرادت إرسال رسالة للحكومة اليمنية ولحليفتها السعودية أنه بدوننا لن تستقر قواتكم على الأرض ولن يأمن قادتكم ولابد من المقابل لبقائنا أو مغادرتنا.

السيناريو الرابع (ضعيف ومستبعد): وهو أن الهجوم رسالة تحذير سعودية للحكومة وللجيش اليمني في حال عدم الالتزام بما بمتطلبات الاتفاق مع الانتقالي، وما يجعل ذلك مستبعدا هو انتقال قادة وزارة الدفاع والتحالف العربي إلى غرفة عمليات مشتركة لمواجهة تداعيات الهجوم وإفشال انقلاب عسكري متوقع.

توصيات الباحث

وقدم الباحث عبد السلام عدد من التوصيات في ضرورة "تحصين مؤسسة الجيش تبدأ من سرعة صرف رواتب الجنود المتراكمة منذ أكثر من نصف عام، والاهتمام بالجرحى وعائلات الشهداء ثم تطوير البرامج التدريبية، ومكافحة الفساد، وإقالة القيادات العسكرية التي ثبت تورطها بالتخابر مع جهات خارجية بعيدا عن مؤسسات الجيش واستخباراته".

ولفت إلى ضرورة "تحييد من يشتبه بهم التعاون مع الحوثيين ووضعهم تحت الرقابة، وإعادة الكفاءة لكل الالوية والمحاور والمناطق العسكرية وتعيين قيادات جديدة شابة كفؤة بالذات للعمليات الميدانية".

وأختتم حديثه بالقول "أما في حال استمرار إهانة الجيش برواتبهم وزيادة حالات الاستقطاب المناطقي والجهوي والمخابراتي فان ذلك قد يؤدي إلى تصفية حسابات وتفكيك للجيش الوطني".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد