بمجرد حسم المنتخب الألماني لكرة القدم تأهله إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، تحول التركيز على الفور إلى كيفية تقديم أفضل عروض ونتائج ممكنة في البطولة أملا في التتويج باللقب الذي يغيب عنه منذ عام 1996.

وحسم المنتخب الألماني تأهله إلى النهائيات عقب تغلبه على نظيره من البيلاروسي 4 ـ 0 مساء السبت في الجولة السابعة (قبل الأخيرة) من مباريات المجموعة الثالثة في التصفيات، وتصدرت ألمانيا المجموعة برصيد 18 نقطة وتأهلت هولندا معها بعدما احتلت المركز الثاني برصيد 16 نقطة، ويختتم المنتخب الألماني مشواره في التصفيات بمواجهة أيرلندا الشمالية غدا الثلاثاء في فرانكفورت.

وكشف يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، أن اللاعبين الذين لم يشاركوا مؤخرا، قد يحصلون على الفرصة، مرجحا إجراء تغييرات على تشكيلة الفريق، وفي العام المقبل، يحقق لوف رقما قياسيا يتمثل في قيادة المنتخب الألماني للمرة السابعة في نهائيات بطولة كبرى، بعد أن كان يتقاسم الرقم القياسي السابق مع هيلموت شون.

لكن لوف سيسعى بلا شك إلى أن يتقاسم مع شون رقما قياسيا آخر، حيث لا يزال الأخير هو المدرب الوحيد الذي قاد المنتخب الألماني للتتويج بكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، وتقام منافسات يورو 2020 في 12 دولة أوروبية، منها ألمانيا التي ستستضيف على الأقل، مباراتين لمنتخبها في دور المجموعات، وذلك في ميونخ، وبعدها يخوض المنتخب الألماني منافسات دوري ال16 والثمانية، خارج أرضه، في حالة تأهله، بينما تقام مباريات الدورين قبل النهائي والنهائي في العاصمة البريطانية لندن.

وربما يبدأ المشوار الطويل نحو النهائي الأوروبي، اعتبارا من مباراة غدا الثلاثاء في فرانكفورت، حيث سيكون على المنتخب الألماني تحقيق التوازن بين رغبته في الفوز بصدارة المجموعة وضرورة الوقوف على مستويات بعض اللاعبين، وقال مانويل نوير، حارس مرمى وقائد المنتخب الألماني: "سيكون من المهم الحفاظ على تفوقنا على هولندا".

ويحتاج المنتخب الألماني إلى تحقيق الفوز أمام أيرلندا الشمالية لتصدر المجموعة، بغض النظر عن نتيجة مباراة هولندا أمام إستونيا، حيث أنه في حالة الخسارة، سيمكن للطواحين انتزاع الصدارة، وقال لوف: "الآن لدينا فرصة الفوز بصدارة المجموعة. هذا بالطبع هو هدفنا نحن نرغب في تحقيق الفوز."

وتمنح صدارة المجموعة تصنيفا أعلى للمنتخب في قرعة البطولة، ولكن ربما يسفر التركيز الكبير على هذا الهدف عن تقليص فرصة لوف وجهازه المعاون في التحليل الكافي لعناصر الفريق، وقال لوف: "كان مهما أن يستعرض الفريق الشخصية التي سنكون بحاجة إليها في البطولة الأوروبية في العام المقبل."

وتقدم المنتخب الألماني في مباراة السبت بهدفين سجلهما ماتياس جينتر وليون جوريتسكا، ثم أضاف توني كروس الهدفين الثالث والرابع للفريق وتخلل ذلك ضربة جزاء للمنتخب البيلاروسي لكن نوير تصدى لها، وقال لوف: "تراجعنا قليلا بعد هدفنا الثالث وكان علينا أن نكون أكثر حسما"، كما أكد كروس لاعب ريال مدريد الإسباني، أن المهمة لم تكن قد انتهت بعد، وأضاف لاعب خط الوسط كروس: "لدينا العديد من اللاعبين ذوي القدرات العالية، رغم أنه في بعض الأحيان يمكن اعتبار أن الفريق ككل، يفتقد الخبرة شيئا ما، وتابع: "نتقدم على المسار الصحيح. وسيكون علينا تقييم وضعنا قبل بداية البطولة. وخوض مباراتين وديتين في مارس / أذار سيكون مهما من أجل ذلك."

ولم تتأكد بعد الترتيبات المتعلقة بالمباراتين، لكن هناك تقارير رجحت أن يواجه الألمان منتخبي إسبانيا وسويسرا، وقال جوريتسكا: "لدينا فريق شاب، ولم يكن أمامنا الكثير من الوقت لإعداد أنفسنا لبطولة. لذلك سيكون علينا استغلال أي فرصة تتاح لنا من أجل التطور كفريق، وأضاف: "علينا مواصلة العمل الجاد، حيث أننا لم نقترب بعد مما نصبو إليه. سنستغل مباراة يوم الثلاثاء من أجل تطوير الأداء."