نظم مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية
الاقتصاد والعلوم السياسية في القاهرة ندوة خاصة لمناقشة الحرب في اليمن وهل هي
سياسية أم مذهبية ؟ ، وقد أدارت تلك الندوة الأستاذة/ نادية مصطفى - رئيسة المركز-
والمعروف عنها تأييدها للتطبيع مع العدو الصهيوني ، وقد شارك في الندوة مجموعة من
المثقفين والسياسيين المصريين ، كما حضرها من الجانب اليمني الدكتور / عبدالملك منصور مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة
العربية والذي تحدث عن الأحداث الدائرة في اليمن وكأنه ليس من أبنائها وبصورة
منافية للواقع حيث أعتبر أن الحسم العسكري في صعدة ليس حلاً للتمرد ، وأن حركة
الحوثيين من الصعب القضاء عليها في الوقت الحالي خاصة وأن الحكومة اليمنية قد أشارت
إلى أنهم يتدربون عسكرياً في إيران ولديها أدلة ووثائق تؤكد ذلك بحسب
منصور.
مشيرا إلى أن الحوثيين لديهم مطالب سياسية لذلك فقد قرر الرئيس اليمني
الحوار معهم بحسب ما أوردته الأهالي المصرية على لسان السفير.
ونحن هنا
نستغرب ونتساءل عما إذا كان عبدالملك منصور ممثلاً لطرف آخر غير الدولة التي مثلها
كمندوب لها لدى جامعة الدول العربية ؟ وقد أبدى البعض استغرابهم من الكلام المنقول
هنا متسائلين : هل الدولة اليمنية تحارب نفسها سياسياً ودبلوماسياً ؟ ذلك أن مثل
هذا الموقف لا ينسجم مع رأي الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي أكد على وحدة
اليمن واستقراره ودعا الحوثيين إلى الإلتزام بالنقاط الست التي حددتها الحكومة،
ناهيك عن ان يكون صادرا عن شخص يفترض أنه جاء ليحسن تمثيل بلاده سياسيا ودبلوماسيا
.
وقد لوحظ أيضاً غياب الدكتور/ عبد الولي الشميري سفير بلادنا لدى مصر رغم
أهمية تلك الندوة ، وحضرها نائبه محمد الهيثمي الذي كرر موقفاً لا يقل في سلبيته عن
موقف عبدالملك منصور حيث قال : (ما يحدث هو صراع على السلطة ، وأن المذهب الحالي في
اليمن هو الهادوي وليس الزيدي وتبقى المسألة على قول حد الهيثمي (سياسية نتيجة
لغياب ثقافة الحوار عندنا) كما نقلت صحيفة الأهالي المصرية عنه.
وإذا ما
نظرنا للأهمية التاريخية بين اليمن ومصر وما تنفقه اليمن أيضاً من مبالغ مالية
كبيرة على العاملين بسفارتها في القاهرة فإنه ومما لاشك فيه أن مثل هذه المواقف ممن
يمثلونها ستثير استغراب الكثير من المهتمين والمتابعين للشأن اليمني، وليس هناك من
تفسير لمثل هذا الطرح إلا أنه يمكن القول بأنه شيئ طبيعي أن يأتي من ممثليها بمصر
على اعتبار أن ذاكرة وحصافة دبلوماسيها غابت تماماً، ولم يقتصر هذا الغياب الفعلي
اليمني على هذة الندوة بل هناك ندوات مشابهة أيضاً، دائما تكون اليمن وقضاياها
غائبة رغم حضور من يمثلها رسميا.
