في افتتاح الدورة غير الاعتيادية للجنة التحضيرية للحوار الوطني.. باسندوة : ترجمة الحوار إلى واقع ضرورة ملحة بعد توغل الفساد وتكرر انطفاء الكهرباء ..علي ناصر : أزمة اليمن سياسية بامتياز ومصير الوطن واستقراره مرهون بحل مشاكله جذرياً

2010-06-03 04:03:50

*إضافة عشرين شخصية إلى لجنة الحوار بينهم الوزيرين السابقين سميع، والروحاني

أخبار اليوم / خاص

أكد رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني " محمد سالم باسندوة" ترحيب اللجنة بقرار العفو الرئاسي بإطلاق سراح كافة المعتقلين والسجناء من قادة و نشطاء الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية، والصحفيين والمعتقلين على ذمة حرب صعدة، مرحباً في السياق ذاته بدعوة رئيس الجمهورية لحوار وطني شامل غير مشروط.

ودعا باسندوة في كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال الدورة غير الاعتيادية للجنة التحضيرية للحوار الوطني صباح أمس الأربعاء وتستمر لمدة يومين، السلطة إلى سرعة الإفراج عن بقية المعتقلين والسجناء حتى تزول كل العوائق والصعوبات التي تعترض الطريق المفضي إلى الخروج من براثن الأزمة المركبة والمشكلات الكبيرة التي تلقي بأثقالها على كاهل شعبنا، و تهيئة الأجواء المناسبة للتوافق على الحلول الجذرية، والمعالجات الناجعة لمختلف الملفات والقضايا الهامة، وفي مقدمتها القضية الجنوبية.

وقال باسندوة :"لا أرى ما يمنع من مشاركة غيرنا لنا في كل جهد مخلص يبذل لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأسرع ما يمكن من أجل الحفاظ على أمن واستقرار اليمن، وبقائه كياناً واحداً بالصيغة التي يتم التوافق عليها طالما تجمعنا بالفعل نفس الغاية، مؤكداً التزام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بالعمل على تحقيق كل ما فيه مصلحة وخير شعبنا".

وأشاد باسندوة بدور (المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك)، الذي قال إنه مكن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني من اكتساب حضور شعبي واسع وذلك من خلال المشاركة معها في مختلف الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية التي شهدتها العديد من المحافظات مؤخراً، مشيداً في السياق ذاته بما تبذله الأمانة العامة للجنة التحضيرية من جهود مضنية ودور كبير في متابعة نشاطات وأعمال مختلف اللجان الفرعية، وفي إعداد وتقديم تقارير منتظمة عن ذلك إلى اللجنة المصغرة المكلفة بالقيام بأعمال (اللجنة التحضيرية) خلال فترات عدم انعقاد هي الأخيرة.

وأكد رئيس تحضيرية الحوار الوطني بأن اللجنة لن تتوانى مطلقاً في الاضطلاع بمهامها وواجباتها دون كلل أو ملل، مؤكداً بأن ترجمة فكرة الحوار الوطني إلى واقع باتت اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، إذ أن استمرار الأزمة المركبة في التصاعد والاحتدام، والعديد من المشكلات الاقتصادية، والمعيشية، والاجتماعية في التفاقم، وتغول الفساد الذي يلتهم نسبة كبيرة من موارد وثروات البلاد، وارتفاع نسبة المواطنين الواقعين تحت خط الفقر المدقع، ومعدلات البطالة، وشح المياه، وتكرر انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المدن والمناطق، وانهيار قيمة عملتنا الوطنية أمام الدولار وغيره من العملات الأخرى. . تزيد من الحاجة الماسة للحوار الوطني الشامل الذي يعتبر دون أدنى شك الوسيلة المثلى والوحيدة في ظل هذه الظروف العصيبة الراهنة لدرء المخاطر الجسام التي تتهدد وحدة نسيجنا الوطني والقومي الواحد، والسلم الأهلي والاجتماعي في وطننا، وتهدد حاضر شعبنا ومستقبله.

واعتبر رئيس تحضيرية الحوار الوطني الاتفاق الذي وقع مع (مجلس التضامن الوطني، وجماعة الحوثيين والحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير) دليلاً على نجاح اللجنة في شق طريقها، وإثبات حضورها على أرض الواقع، وعلى حرصها على جمع الصف، ولم الشمل، فيما تعمل اللجنة جاهدة على تعزيز تواصلها، ومواصلة لقاءاتها مع الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وبقية الأطراف الوطنية الفاعلة في الداخل والخارج آملين منها جميعاً اللحاق بركب الحوار.

علي ناصر يعبر عن ارتياحه للم الشمل اليمني

وفي الجلسة الإفتتياحية لأعمال دورة رائد التغيير فيصل بن شملان تحت شعار"معاً من أجل إنقاذ اليمن"، التي حضرها عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة وممثلين عن الإتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية،ومندوبي وسائل الإعلام المحلية والخارجية وقيادات منظمات المجتمع المدني والأكاديميين والشخصيات الاجتماعية وقف الحاضرون دقيقة لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء أسطول الحرية بغزة وشهداء النضال السلمي وروح فقيد الوطن "بن شملان".

وفي ذات السياق ألقى النائب البرلماني الدكتور/ عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإشتراكي عضو الأمانة العامة للجنة التحضيرية للحوار كلمة الضيوف نيابة عن الرئيس اليمني الأسبق " علي ناصر محمد" عبر فيها عن ارتياح ناصر لإلتئام النخب اليمنية عبر اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في دورتها السنوية "دورة رائد التغيير المناضل الكبير فيصل بن شملان"، شاكراً في السياق ذاته تحضيرية الحوار الوطني التي قال بأنها خصصت اجتماعها من أجل حوار وطني جاد واضح الأهداف، لا يستثني أحداً ولا يغيب، طرفاً انطلاقاً من وعيهم بمبدأ الشراكة والمساواة في هذا الوطن".

وأكد ناصر بأن الأزمة اليمنية سياسية بامتياز ومصير الوطن ووحدته واستقراره مرهوناً بحل مشاكله وأزماته المتلاحقة، حلاً جذرياً لا يقبل لغة التسويف والترحيل والمسكنات الآنية، وفي مقدمتها الاعتراف بالقضية الجنوبية وحلها، فالشعب ينظر بأمل كبير إلى كل خطوة وطنية في اتجاه حلحلة أزمة الوطن وإنقاذه من مصير مجهول يعرب الجميع عن خشيتهم منه.

وقال "لا أحد يستطيع أن ينكر أن المشهد اليمني اليوم قاتم أكثر من أي وقت مضى، وأمر لم تعد تخطئه العيون ليس في اليمن فحسب، بل إنه أمر تتطرق إليه وتقوم بتوصيفه أقلام كتاب عرب وأجانب بعد أن باتت أزمة بلادنا تتصدر العناوين والمانشيتات في مختلف وسائل الإعلام حول العالم".

وحث ناصر أعضاء تحضيرية الحوار الوطني في هذه الدورة على الخروج بمحددات موضوعية للأزمة الوطنية، وذلك في سبيل ورسم آليات عمل للخروج من الأزمة بما يعيد الحقوق لأصحابها ويعزز أسلوب الشراكة الكاملة والمواطنة المتساوية ويرسخ الوحدة الوطنية التي قال بأنها لن ترسخ بشعار "الوحدة أو الموت" أو بعسكرة الحياة المدنية وخنق ما كان يسمى الهامش الديمقراطي، مؤكداً بأن ما يرسخ الوحدة هو طمأنة جميع المواطنين وإشعارهم بأن كرامتهم مصانة.

ولخص ناصر مظاهر الأزمة اليمنية في أربع قضايا هي "حرب صعدة والقضية الجنوبية والإرهاب والمشكلة الاقتصادية". . مؤكداً على ضرورة إجراء تحقيق في الأسباب التي أدت إلى حرب صعدة حتى لا نكون على موعد مع حرب سابعة لا يستفيد منها سوى تجار الحروب وصناع الأزمات، معبراً عن أسفه للنهج الذي تعاملت به السلطة مع الحراك السلمي، حيث اعتمدت على الترغيب والترهيب واستخدام العنف وإطلاق الرصاص على المتظاهرين والمحتجين، واعتقال وملاحقة الصحفيين وأصحاب الرأي، بدلاً من حل المسألة جذرياً".

إلى ذلك أكد ناصر بأن تجفيف منابع الإرهاب لن يتحقق إلا بتجفيف منابع الفقر والفساد والبطالة وتحقيق العدل والمواطنة المتساوية وترسيخ الوعي الثقافي ودعم التعليم.

وحمل السلطة مسئولية ملاحقة المهتمين بأعمال إرهابية معادية تضر بالمصالح الوطنية، مضيفاً بأن على السلطة ملاحقتهم واحتجازهم ومحاكمتهم وفقاً للقانون وليس باستخدام الطائرات لضربهم والتي راح ضحيتها الأبرياء من النساء والأطفال كما حصل في المعجلة وغيرها من المناطق وآخرها استشهاد وكيل محافظة مأرب وأمين عام مجلسها المحلي جابر الشبواني، بينما نجا من هذه الغارات وهذه الحملات العسكرية المتهمون بالإرهاب. وهو الأمر الذي كشف - حد تعبيره - عن حجم الخلل في السياسة المتبعة إزاء الإرهاب، آملاً في ختام كلمته من إحتماع تحضيرية الحوار الوطني والخروج ببرنامج عملي للتغيير والخلاص الوطني.

التضامن : انضمامنا للجنة الحوار ليس مكايدة

وفي كلمة مجلس التضامن الوطني، اعتبر الشيخ "محمد حسن دماج" - أمين عام المجلس - مشاركة مجلس التضامن في الفعاليات الرئيسية للحوار الوطني خدمةً لمصالح الوطن العليا، معتبراً اللجنة التحضيرية للحوار الوطني جديدة وحلقة من حلقات الحوار الوطني الشامل الذي يعد المدخل الصحيح للشروع في أي عملية إنقاذ كانت وعلى أي مستوى.

وأكد دماج أن انضمام مجلس التضامن للجنة الحوار الوطني ليس بدافع المكايدة أو المزايدة وإنما من إرادة حرة محايدة لا تقصد من ذلك إلا رضا الله سبحانه وتعالى وخدمة الأمة اليمنية المحتاجة إلى مساعدة جادة وعمل دؤوب لإخراجها مما تعيشه اليوم من أزمات.

وأعلنت لجنة الحوار الوطني إضافة عشرين شخصية وطنية إلى قوام اللجنة التحضيرية تضم شخصيات بارزة من رجال أعمال وأكاديميين وسياسيين ضمنهم الوزيرين السابقين والقياديين في المؤتمر الشعبي العام الدكتور/ صالح سميع، والدكتور/ عبدالوهاب الروحاني. <

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد