الحوار والهدر السياسي

2010-06-17 09:34:35

لا شك بأن
المتحاورين على ما يسمونه بالحوار حاضراً سواءً كانوا في السلطة أم المعارضة كمن

لا شك بأن
المتحاورين على ما يسمونه بالحوار حاضراً سواءً كانوا في السلطة أم المعارضة كمن
يؤذن في مالطا، لأنهم بذلك يوفرون غطاءً شرعياً للحكومة كي تمرر سياستها الاقتصادية
إلى درجة جعلت الشعب من خلال تلك السياسة محاصراً بالهموم والمعاناة اليومية ولا
يتورع أقطاب المنظومة الحزبية في السلطة والمعارضة عن ممارسة الهدر السياسي بالنظر
إلى ما يقومون به من تصريحات واستعراضات كلامية في وسائل
الإعلام المختلفة
بترديدهم لمصطلح الحوار حتى أصبح مملاً في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها قطاعات
عريضة من أبناء الشعب اليمني، وإن كانوا قد جعلوا لهذا الحوار لجاناً وكيانات
مختلفة مما أضفى عليه مزيداً من الضبابية وتضليل وعي الناس الذين لم يعد يهمهم
الحوار وما سيؤول إليه، كون الوضع أصبح كارثياً ، ولم يعد بمقدور أبناء هذا الشعب
الاستماع لمثل هذه الردحات والتراشقات الإعلامية بين طرفي المنظومة السياسية في
بلادنا، لأن الحوار لن يقتات الشعب منه وإن كان يجب أن يؤدي إلى ذلك، بل تحول في
الآونة الأخيرة إلى مظلة ساهمت في أن تمضي الحكومة في تنفيذ وعيدها وتهديدها لأبناء
الشعب بأنها ستمطرهم بوابل من الجرعات السعرية حتى الموت!! وقد كان الأحرى
بالمعارضة ألا تكتفي بالاستنكار والإدانة كعادتها في مواجهة مثل تلك الإجراءات
الاقتصادية القاسية المتخذة بحق الشعب، دونما الارتقاء بالخطاب المعارض لمواجهة تلك
الإجراءات وبخطوات عملية أقلها الانسحاب من العملية السياسية ومغادرة البرلمان دون
رجعة إليه، لأنه لم يعد ذا مشروعية مستمدة من الشعب والذي أصبح يشارك في إيلامه،
أما بالنسبة للحزب الحاكم فإن سياسة الحكومة سوف تؤثر على شعبيته بشكل مباشر خصوصاً
وهو مقبل على انتخابات وينبغي عليه إنهاء سلبياته والتصدي لها، حتى لا يكون الحزب
الحاكم جزءاً من العصى الغليظة التي يضرب بها أبناء الشعب من قبل الحكومة، ومالم
يقدم الحزب الحاكم على خطوات عملية لمناهضة الإجراءات الخاطئة المتخذة ضد الشعب من
قبل الحكومة الحالية فإنه سيخسر كثيراً ومن غير المستبعد أن يكون مصيره كمصير الحزب
الشيوعي الروماني، وعلى طرفي المعادلة السياسية أن يكفوا عن الهدر السياسي الذي غيب
اليمن داخلياً وخارجياً وكاد يخرجها من حركة التاريخ والجغرافيا بسبب هيمنة
المشاريع الصغيرة وكثرتها لدى السلطة والمعارضة مقابل غياب المشروع الوطني الذي
يفتقده الجميع.
..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد