سحابة
كآبة تغيم على حياة اليمنيين إسهما انفلات الأسعار قبل رمضان،أسوأ وأضل سبيلا من
السحابة الترابية لبركان ايسلندا التي انحسرت ولكن هذه الغمة تأبى الانحسار وكأنها
قد حصلت على تأشيرة إقامة دائمة على أرض اليمن الذي لم يعد سعيداً وترفض أن تغادرها
قبل أن يلفظ الغلابة والفقراء من أبناء هذا الشعب أنفاسهم الأخيرة موتا باسفيكسيا
العوز والحاجة.
الأسعار المنفلتة
للسلع لا تخشى الحكومة ولا تقيم لأجهزتها الرقابية الغائبة دائماً والمتواطئة دوماً
وزنا وتسير في اتجاه واحد ولا تعرف طريقاً سوى الصعود و الارتفاع .
الغاز
ومتاهات الأسعار لا سبيل للخروج منها إلا إلى الآخرة ، نشتري في اليوم الأول سلعة
ونفاجأ أن أسعار هذه السلعة تتضاعف عدة مرات في أيام معدودة ، والقمح ليس أسعد حالا
من السكر فقد نفد رصيدنا من مزاج الغلابة وأصبح سعر الكيس 5000 ريال ليواصل صعوده
محاولاً اللحاق بالسكر كل هذه الأزمات تحدث ونحن على أبواب شهر رمضان الذي ترتفع
فيه معدلات الاستهلاك ، و الحكومة غائبة ويبدو أنها في إجازة صيف نرجو أن تطول !
اليمنيون مع جنون الأسعار تحولوا إلى شعب "عروض" يلهث ليلاً ونهاراً وراء إعلانات
التخفيضات التي تقدمها بعض سلاسل السوبر ماركت على المواد الغذائية طمعاً في توفير
بضع ريالات تقيهم نار الأسعار التي تكوي جيوبهم وجباههم.
مع أن هذه العروض
معظمها وهمي واستغلال وللإنصاف بعضها حقيقي يمنح المواطن فرصة الحصول على احتياجات
بأسعار متوسطة .
ويبقى السؤال لماذا لا توفر الحكومة السلع الأساسية للمواطن
بأسعار زهيدة ولماذا تفشل في ذلك؟! وإلى متى ستستمر مؤامرة التجار والحكومة على
المواطن ؟ ومتى يصحو ضمير حكومتنا؟!!
