في حديثهما لـ«أخبار اليوم»..العودة : هناك خطورة في المرحلة القادمة من حرب باردة أو ساخنة بين العرب والفرس..الغنوشي: \ العراق مقاومة منتصرة والدور الإيراني سلبي وعلى الأمة إطفاء الحرائق الطائفية

2006-12-15 23:31:26

أخبار اليوم/ خاص
حذر كل من الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة-رئيس مؤسسة الاسلام اليوم -والشيخ الدكتور راشد الغنوشي-مراقب الاخوان المسلمين في تونس- من خطورة المشروع الفارسي الايراني في العراق والمنطقة.
وقال الشيخ الدكتور سلمان العودة في تصريح ل«أخبار اليوم»: ان مكونات الشعب العراقي بأطيافه المختلفة وتياراته وطوائفه عاشوا علىمدى عشرة قرون بعيداً عن الصدام والتقاتل والتنافس والتنازع.
واكد العودة ان ما يجري في العراق الان هو فعلاً. . فمن المخطط الاميركي الاسرائيلي الصهيوني لتمزيق وحدة العراق والقضاء عليه واشغال اهله بحرب اهلية، وربما تمتد هذه الحرب -لاقدر الله- إلى دول الجوار وربما إلى مناطق كثيرة من انحاء العالم الاسلامي، مضيفاً: لذلك فالواجب على المسلمين في كل مكان ان يسعوا إلى وأد هذه الفتنة في مهدها، وحفظ الشعب العراقي وخصوصاً الذين يتعرضون الآن للتهجير والابادة وطردهم من بيوتهم واحيائهم ويتعرضون للقتل والتعذيب ويتعرضون للموت على يد فرق الموت التي تعمل في اماكن عديدة في العراق. وحذر الدكتور العودة من ان هذا الوضع خطر، ولا يسع دول الجوار على وجه الخصوص كالسعودية وتركيا إلا التدخل بالاعمال الانسانية والضغط السياسي والدعم الطبي والصحي لحماية المسلمين-وخاصة السنة منهم -ومنع وقوع مثل هذا العمل البشع الذي يحدث بحقهم.
وحول المشروع الفارسي لتشييع المنطقة. . اوضح الدكتور العودة ان ايران بدون شك تقدم نفسها الآن كقوة اقليمية في المنطقة العربية والإسلامية، منوهاً إلى ان ذلك اصبح امراً واقعاً بحكم القوة العسكرية والقوة السياسية، والدور الايراني في العراق وسوريا ولبنان وتأثيرها المادي والمعنوي على اماكن كثيرة من العالم.
وقال العودة: ان هناك خطورة كبيرة جداً في المرحلة القادمة من ان تكون هناك حرب اما باردة مثلما كان ايام الاتحاد السوفييتي، أو ساخنة وقوية ربما يكون ميدان الحرب بين الشيعة والسنة، أو العرب والفرس، أو الدول العربية والجمهورية الايرانية، وهذا حقيقة خطرداهم نحن سندفع فاتورته من جيوبنا ومن عقولنا ومن استقرارنا ايضاً.
ودعا العودة جميع العقلاء من جميع الفئات ان يدركوا هذا الخطر ويعملوا على تجنبه بقدر المستطاع.
وحمّل العلماء بذل ما يستطيعون من النصيحة والكلمة الطيبة والمشاركة في انقاذ العراق، وقال العودة: لقد تنادى العلماء لعقد مؤتمر عقد امس في اسطنبول وحضره مجموعات من السنة من الحزب الاسلامي وجهة التوافق وهيئة علماء المسلمين ومن المستقلين، وحضره ايضاً علماء من باكستان ودول الخليج ومصر، وعدد من الدول العربية والاسلامية، وتدارسوا الشأن العراقي، واصدروا توصيات، وشكل المؤتمر لجنة لمتابعة التوصيات والسعي لتدارك الموقف، وارسلنا دعوات إلى حكومات المسلمين خصوصاً في دول الخليج وتركيا إلى ضرورة المسارعة بالوقوف إلى جانب المضطهدين في العراق، وتقديم الدعم المادي والانساني والسياسي والتعليمي لهم في هذه المرحلة الحرجة.
وحول تقييمه للموقف الرسمي للحكومات العربية والاسلامية وخصوصاً السعودية مما يجري لاهل السنة في العراق، قال الدكتور العودة: في الفترة الماضية يبدو ان الامر كان بالنسبة للدول العربية كلها انها وجدت نفسها في معزل عما يجري في العراق، والسبب هو الاستعمار والغزو الاميركي الذي لم يسمح لاحد من هؤلاء بطريقة مناسبة، فعلى سبيل المثال عندما ارسلت المملكة العربية السعودية مستشفى في اول الاحداث تعومل معه بطريقة سيئة جداً، واعتقل بعض افراده فاضطرت السعودية لسحبه، وترتب على ذلك انه قررت التعامل بصورة سلبية مع الوضع العراقي، مضيفاً: لكن يبدو ان المستجدات التي منها الاعلان الاميركي للفشل واحتمالات الانسحاب، ستجبر دول المنطقة على ان تعيد النظر في موقفها من هذا الملف.
من جانبه قال الشيخ راشد الغنوشي : ان ما يحدث في العراق هو مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو الوقت نفسه ملحمة من ملاحم الامة الكبرى فوجه المأساة في العراق ظاهر في قتل العراقي للعراقي، وفي تكفير العراقي للعراقي، وفي تعاون العراقي مع اعداء العراق، وهذا مسار فاسد، المسار الذي بدأ بدعوة استدعاء أو توجيه الدعوة لمحتلين لاحتلال العراق بدعوى تحريره، الآن الدرس واضح- حسب قوله- لكل من له عقل ومن له شرف بأن اهل العراق الآن يشهدون ان حالهم اليوم اسوأ مما كان عليه قبل سقوط نظام البعث في العراق، واضاف الغنوشي: هذا ليس شهادة لنظام البعث ولكن هذا هو الامر الواقع، ان الاحتلال واستعانته بالقوى الطامعة والمتربصة بالامة لا يأتي بخير، وأشاد الغنوشي بالمقاومة العراقية قائلاً: لكن الوجه الآخر في العراق أن هناك ملحمة افشلت خطط الاستعمار، هناك شعب اصيل ذو تاريخ عريق في الحضارة استطاع-بل اقلية فيه استطاعت -ان تصمد في وجه اعتى جيوش العالم، وان تكبد تلك الجيوش خسائر، وان تجعل تلك جيوش اكبر دولة في العالم في حالة مأزق وتغير من اوضاعها ومن حكامها، وتعيش في حالة ارتباك شديد، واعتبر الغنوشي ذلك دليلاً على عظمة المقاومة العراقية، لكنه إلى الآن في العراق مأساة وجهها البارز هو هذه الحرب الطائفية التي لم يعرفها تاريخ العراق وذلك نتيجة الاستعانة باعداء الامة، ولكن بالمقابل فإن وجه الملحمة في العراق ان هناك مقاومة وان هذه المقاومة منتصرة باذن الله، وعلى الامة ان تقف مع شعب العراق لاطفاء هذه الحرائق الطائفية التي لا تأتي بخير ولتدعم قوى المقاومة حتى يحقق شعب العراق استقلاله الحقيقي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد