أخبار اليوم/ خاص
استغرب كثير من السياسيين للنقاط التي تطرق إليها القيادي الاشتراكي «حسن باعوم» عصر الخميس الماضي في مدينة المكلا ضمن كلمة له في لقاء موسع تدشيني على طريق التحضير لما يسمى ب«الملتقى الوطني للتصالح والتسامح» والتي اساء فيها لوحدة اليمن ولعدد من الثوابت الوطنية بطرحه ان «الوحدة انتهت بحرب «94»، وان الوضع الحالي مجرد امتلاك شمال لجنوب، وان مصطلح الوحدة اصبح للمغالطة فقط».
واعتبرت قيادات سياسية ما طرحه «باعوم» يستهدف من خلاله قيادات حزبه التي ترفض مثل تلك الافكار لرؤيتها ان الوحدة اليمنية ضمن المسلمات التي لا يختلف عليها احد، لكونه يحاول ان يضعها في موقف احراج مع قيادات وطنية وسياسية وفكرية داخلية، وعربية وعالمية.
الاستاذ عبدالسلام العنسي-عضو مجلس الشورى والامين العام الاسبق للمؤتمر الشعبي العام -اشار في تصريح خاص ل«أخبار اليوم» ان ما يردده «حسن باعوم» من احاديث تتعلق بالوحدة عبارة عن اسطوانة مشروخة دأب «باعوم» على تنفيذها في مناسبات عديدة، مع ان الناس يدركون جيداً ان هذا الكلام بعيد عن الصحة لكون الوحدة قوية وثابتة.
وقال العنسي: باعتبار أن «باعوم» قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني فانني احيله إلى قيادات حزبه امثال الدكتور ياسين سعيد نعمان وآخرين، الذين يرفضون مثل هذه الافكار وهذا الكلام لاقتناعهم بأن الوحدة اليمنية من المسلمات التي لا خلاف عليها، واعتبر ان استمرار «باعوم» في اطلاقة مثل هذه التصريحات الجوفاء، يعود لمعاناته من عقدة نقص، وهو يحاول نتيجة لتلك المعاناة ان يجعل اطروحاته تتجدد دائماً، وكأن لا احد يهتم بالمحافظات الجنوبية ويحن على مصالح مواطنيها إلا هو، في حين ان الجميع يعرف ان الوحدة ثابتة وراسخة، وان دولة الوحدة بعد «94» اتسمت بالمسامحة والعفو عن جميع الذين تمردوا، وعاد عشرات القادة والزعماء والضباط والكبار، كلهم الآن يسيرون في طريق واحدة، وخاضوا انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية، وشاركت قوى الشعب في المحافظات الجنوبية بفاعلية في تلك الانتخابات، ولذا فعيب في حق «باعوم» ترديد مثل هذه الاسطوانة المشروخة، وعليه ان يبحث له عن وضع آخر.
واكد عضو مجلس الشورى ان اصدار «حسن باعوم» لمثل هذه التصريحات تأتي لكونه لا يمتلك اي شيء جديد يقدمه للوطن أو لحزبه وجماهير حزبه، من افكار جديدة وآراء ناضجة إلا مثل هذه الاسطوانة التي دائماً يرددها، وكأنه يقول لقيادة حزبه: افصلوني وخلصوني من الموضوع.
ونفى العنسي ان تصريحات «باعوم» تدخل قيادات حزبه في مواقف حرجة، لأن لديهم نظامهم الداخلي وهم يتصرفون على ضوء هذا النظام، خصوصاً وان «باعوم» ليست هذه المرة الاولى التي يقول فيها ذلك، كما انه يختلف مع افكار قيادات حزبه تماماً، مما يجعل صوته نشازاً، مشيراً ان الكرة الآن في ملعب تلك القيادات، فاما ان تُعقّله، واما ان تتخذ الاجراءات اللازمة ضده -حسبما يتضمنه نظامها الداخلي-.
وطالب عبدالسلام العنسي في نهاية تصريحه ل«أخبار اليوم» كل القوى السياسية في اليمن لاستيعاب جميع المعطيات المحلية والاقليمية والدولية لمواجهة التحديات التي تستوجب علينا جميعاً ان نتناسى كل الآثار التي ترتبت على الانتخابات من مشاحنات ومكايدات سياسية، ونبدأ من جديد ننظر إلى كل ما يدور حولنا برؤية واعية وناضجة، ونفتح باب الحوار فيما بيننا حول قضايا الوطن ومشاكله الاقتصادية والاجتماعية وغيرها لنصل إلى نقاط مشتركة لما فيه مصلحة الوطن.