تحتفل اليمن باليوم العالمي للعمال الأول من مايو مع سائر الشعوب هذا اليوم الذي تحقق بفضل العديد من مهارات العمال الذين ضحوا بحياتهم من أجل تثبيت حقوقهم وتقليص ساعات عملهم من 16 ساعة إلى ثمان ساعات عمل.
إن الأول من مايو من كل عام ما هو إلا لفت الأنظار إلى دور العمال ومعاناتهم والعمل على تأمين متطلبات عيش كريم لهم نظير جهودهم المبذولة.. عزيزي القارئ هل تصدق أنه يوجد عمال لا يعلمون عن عيدهم سوى الاسم نعم لأنهم وبكل بساطة لا زالوا يمرون بمآسي ويعملون بمشقة دون أخذ أبسط حقوقهم والأدهى من ذلك أنهم معرضون للتوقف عن العمل لأن مصنعهم هو أيضاً معرض للتوقف.
لقاءات: كروان الشرجبي
من أجل أن نزودكم بالمعلومات والحقائق تم النزول إلى مصنع الغزل والنسيج في مديرية المنصورة في محافظة عدن ذاك المصنع الذي كان في يوم من الأيام المسؤول الرئيسي لتمويل أغلب مرافق الدولة بالقماش ويصدر منتجاته للمحافظات واليوم أصبح المصنع بحاجة إلى معونة ،وقد أجرينا هذه الحوارات مع العمال بمناسبة عيدهم الأول من مايو وكانت البداية مع الأخ/ محمد يحيى علي مدير إدارة يعمل منذ عام 74م.
حيث قال: إن هذا اليوم عزيز وتاريخي تحتفل به الطبقة العاملة العالمية ونحن في اليمن نحتفل به في ظل ظروف عمل قاسية وصعبة فالمصنع معرض للتوقف إذ لا توجد إمكانيات للتشغيل إضافة إلى أن الرواتب لا زالت ضعيفة جداً أنا أعمل لي 35 سنة وراتبي 25 ألف ريال.
مضيفاً: إن الوضع صعب جداً بالنسبة لنا كعمال تخيلوا أنا إلى الآن لم أحصل على علاوة أو طبيعة عمل وأصبح العامل يشعر بأسى وألم في هذا اليوم العظيم لأن أبسط حقوقنا كعمال لم نحصل عليها.
إن مصنعنا كان يصدر إلى المحافظات والخارج أيضاً الآن نصنع القماش كمادة خامة و الشاش القطني ونحن نناشد الكل من أجل تطوير المصنع وتحسينه لأنه إذا توقف المصنع سوف نتوقف نحن العمال ولهذا اليوم نناشد الحكومة بتطوير مصنعنا وتحديثه.
أما العاملة الأخت/ ميادة علي سالم، عاملة إنتاج تعمل بأجر يومي قالت: أنا أعمل من 2007م "وما فيش راتب" أحياناً المدير يعطيني ثلاثة آلاف أو أربعة ألف.
وانتهز هذه الفرصة في هذه المناسبة وأقول لكي نحصل على حقوقنا لازم مصنعنا يشتغل ويستمر وعيد العمال بالنسبة لي مهم لأنه يوم فرحة عمال ونتمنى أن يترجم هذا اليوم همومنا ويتم إيصال مطالبنا وتحقيق مطالبنا.
الأخت/ لطيفة قائد عاملة إنتاج "نجارة + أعمال صيانة" قالت: في هذا اليوم أقول إن عيد العمال جاء ولم يحمل معه أي جديد، الرواتب "زي الزفت"، المصنع واقف عن العمل "ومافيش" مكائن تشتغل، تصدقوا أن المصنع بدون كهرباء لأنها مقطوعة نشتغل على مولدات.
على فكرة أعمل لي عشرين سنة ولم اشعر بأي تطور وأن المصنع في النزول والتراجع.
نبيلة غالب عاملة 6 سنوات خدمة في المصنع قالت: أنا كعاملة لا أشعر أن هذا العيد لنا نحن لأننا لا نملك أبسط الحقوق حتى التأمين نحن كعمال نتعب "ومافيش" تقدير لنا وليس لنا أي امتيازات.
الواحد لو مات تحت المكائن "محد بيسأل عليه"وبسبب ذلك نحن ما نشعر أن هذا عيدنا "فين" العيد.
جمال سالم أحمد عامل فني.. قال: عيد العمال بالنسبة لي انتهى أنا عامل لي 34 سنة عيد العمال كان لما كان المصنع موجود وشغال الآن المصنع شبه مغلق ونحن لا نستلم رواتب إلا كل ثلاثة أشهر والمصنع في حالة يرثى لها "عمرك سمعت عن مصنع بدون مكائن أو قطع غيار".
أنا أشعر بالأسى في هذا اليوم نريد المصنع يعود للعمل ونريد تحقيق أبسط حقوقنا حتى أشعر أن هذا هو عيد العمال عيدنا.
وكانت الصحيفة قد التقت الأخ/ أحمد صالح ناصر/ نائب مدير عام مصنع الغزل والنسيج الذي قال: إن عيد العمال هو عيد مهم ولكن نحن هنا في المصنع نعاني الكثير والكثير لا توجد مكائن ولا توجد رواتب كافية وتكاد تكون الرواتب مشكلة أساسية لأنها قليلة ولا تكفينا كعمال ونحن نمر بظروف صعبة جداً والعمال هنا يشعرون بالإحباط لأنهم لم يحصلوا على أبسط حقوقهم.
نحن نريد في هذا اليوم أن يتطور مصنعنا وتتحسن أوضاعنا ونرجع ننتج مثل زمان.
وكان آخر المتحدثين من مصنع الغزل والنسيج بعدن الأخ/ علي السيد عبدالله علوي مدير عام المصنع الذي تكرم قائلاً لنا: أولاً عبركم وعبر جريدتكم أوجه التهاني إلى فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح بهذا اليوم العظيم/ وكافة القيادات إن عيد العمال هو أهم عيد بالنسبة للعمال ونحن هنا في المصنع نعاني الكثير أولها لا توجد مكائن لتسيير عمل المصنع،حتى قطع غيار لا توجد فمنذ أن تحملنا مسؤولية المصنع عام 2005م وحتى اليوم ونحن نعمل على مسألة تطويره وتحديثه وقد ناشدت كل الجهات المسؤولة ولم يبق لنا سوى الرئيس وأنا أناشد فخامة الرئيس ونقول له: أنظر إلى مصنعنا إن مصنعنا بحاجة إلى تطوير وتحديث، لا توجد كهرباء نعمل على مولدات القطن نعاني أيضاً من تواجده.
العمال هنا متمسكون بالمصنع فالبعض دخل العمل هنا في شبابه وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها المصنع إلا أننا نجاهد ونحاول تشغيله.
في الأخير لا نريد في هذا اليوم العظيم سوى أن يتحقق للعمال حقوقهم ومطالبهم وتطوير المصنع وتحديثه وكل عام وجميع العمال بألف خير.
هذه هي معاناة العمال في هذا المصنع فمن المؤسف أن يأتي هذا اليوم ويوجد في بلدنا أناس يعانون ويطالبون بأبسط حقوقهم ويتمسكون بمصنعهم ولديهم أمل بإعادة روح تشغيله.
ومازلنا عزيزي القارئ نستطلع آراء العمال بهذا اليوم حيث أوصلنا لقاءاتنا في المؤسسة العامة للطرق والجسور هذه المؤسسة التي تشهد تطوراً ملحوظاً من حيث حجم الأعمال التي تقوم بتنفيذها حالياً "كماً وكيفاً" فقد قامت في السنوات القليلة الماضية بتنفيذ عدد من المشاريع الهامة في المحافظات من أهم هذه المشاريع هي تلك المشاريع الإستراتيجية التي تربط المحافظات مثل مشروع طريق رأس العارة المخاء، وقد التقينا عدداً من العمال الذين أدلوا بآرائهم بهذه المناسبة. الأخ/ طاهر عبدالغني محاسب تكلفه قال: أعمل منذ 4 سنوات متعاقد في هذا اليوم العظيم أهنئ الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والأخ الوزير والأخ المدير العام وأقول أن هذا اليوم بالنسبة لي يوم مهم سيما ونحن هنا إلى الأمام في عملنا ونحن دائماً في تقدم، ولكن أطلب في هذه المناسبة أن ترتفع رواتبنا وأن نثبت في أعمالنا حتى نشعر بالأمان لا أقل ولا أكثر.
الأخت/ رحيمة محمد أحمد تعمل منذ عشر سنوات بالأجر اليومي قالت : في هذا اليوم أهنئ جميع العمال بالمناسبة وأقول أنا أعمل منذ عشر سنوات بالأجر اليومي أريد أن يثبتوني في عملي لكي أشعر بالاستمرار والأمان..وكذلك الحال بالنسبة إلى سميرة علي حسن التي تعمل منذ عشر سنوات بالأجر اليومي وتطلب في هذا اليوم أن تشعر بالأمان.
الأخ/ أمجد عبده علي محمد يعمل مدير مكتب -مدير المشاريع- قال: أعمل منذ 10سنوات متعاقد بهذا اليوم أهنئ الكل والأخ الوزير الكرشمي والأستاذ/ يحيى عبدالله راصع مدير عام المؤسسة، ونحن هنا كعمال نعتبر في أفضل حال لأن مؤسستنا تتقوى وفي تطور دائم وهناك إيراد للمؤسسة وهذا يعني أننا في تطور دائم، كل عيد والعمال بأحسن حال.
حسن علي ربيع، ميكانيكي، يعمل منذ 28 سنة قال : تهانينا بهذا العيد ونحن هنا أعمالنا في تطور دائم ولكن رواتبنا لا زالت ضئيلة الذي نطلبه في هذا اليوم هو زيادة رواتبنا حيث أني استلم 26 ألف ريال فقط.
عبدالناصر عبادي يعمل منذ عشرين سنة قال: في هذا العيد أقول إلى الأمام دائماً يا مؤسستنا ونطلب زيادة الراتب، وكذا نريد جمعيات سكنية وعيد عمال سعيد لكل العمال.
وفي الأخير التقينا الأخ/ المهندس عبدالليطف العماد نائب المدير العام للمؤسسة الذي تفضل بالحديث إلينا مشكوراً حيث قال: يطيب لي بهذه المناسبة عيد العمال أن أتقدم بأجمل التهاني والتبريكات لعمال المؤسسة للطرق والجسور عامة وعمال فرع المؤسسة وفي عدن - لحج- أبين، بصفة خاصة الذين يبذلون قصارى جهودهم في مختلف مواقع العمل وتحت كل الظروف المناخية بكل كفاءة واقتدار، ولابد هنا من الإشارة إلى أنه تقديراً للجهود المبذولة فإن إدارة الفرع ممثلة بالأخ المهندس عبدالله يحيى راصع مدير عام المؤسسة العامة للطرق والجسور "فرع عدن، لحج، أبين" تعمل جاهدة على تحسين الوضع المادي للعامل من خلال صرف حوافز شهرية ومصاريف يومية وغيرها وذلك للعاملين في مواقع المشاريع والمجمعات الإنتاجية وسائقي المعدات والورش.. وقد قامت إدارة الفرع بهذه المناسبة باختيار عدد من العمال والفنيين والمبرزين والمتفانين في أداء عملهم وتم رفع رسالة بذلك إلى الإدارة العامة بصنعاء لتكريمهم ضمن العمال المبرزين في مختلف فروع المؤسسة في الجمهورية.
كما أن الإدارة تعمل على متابعة الجهات المختصة من أجل تثبيت المتعاقدين وأصحاب الأجر اليومي ذوي الخبرات والمهارات الفنية، وقد تم تثبيت عدد كبير من هذه العمالة في الأشهر الأخيرة ونأمل أن يتم قريباً تثبيت بقية الكوادر التي تتمتع بالخبرات التي يتطلبها مجال الطرق.
وفي الأخير لا يرتقي شعب إلى أوج العلى
ما لم يكن بانوه من أبنائه
وعيد عمال سعيد وجميع العمال في أحسن حال.
