القفر.. مديرية الوفاء.. تعاني الوباء.. تتجرع الإهمال!!!

2008-05-17 11:40:45

استطلاع/ عبدالوارث النجري

على الشمال الغربي لمحافظة إب تقع مديرية القفر والتي تعد من أكبر مديريات المحافظة من حيث المساحة، وتنقسم القفر إلى دائرتين انتخابيتين، الدائرة "108" والدائرة "109" وتضم العديد من العزل، فالقفر الأعلى يضم عزل بني سيف وبني مسلم وبني سبأ والقفر الأسفل يضم عزل بني مبارز وبني جربان وبني عمر والمواسمة والمناصمة وحمير وبيت الفاطفي وغيرها، وتعد مديرية القفر خاصة القفر الأسفل من المديريات النائية من محافظة إب كونها مترامية الأطراف وانتشرت فيها العديد من الأمراض والأوبئة، حيث تمتد عزل وقرى المديرية لتلتقي مع مغرب عنس ووصاب التابعتين لمحافظة ذمار وبيت الفقيه التابعة لمحافظة الحديدة.

بالنسبة لعزل القفر الأعلى التابعة للمديرية والتي تحد مديرية يريم تكاد المشاريع الخدمية المختلفة شبه متوفرة خاصة في بني سيف الأعلى وبني مسلم، سواء من حيث شبكة الطرقات والمدارس والوحدات الصحية وشبكة الكهرباء والهاتف وغيرها، وإن كانت بعض المناطق لا تزال بحاجة إلى بعض المدارس ومشاريع المياه، أما فيما يخص عزل المديرية الأخرى أو ما يسمى القفر الأسفل فالمشاريع الخدمية فيها شبه معدومة، ويعمل أبناء عزل القسم الأعلى من المديرية في الزراعة والبعض في قطاع التعليم والجيش والأمن وفي بعض المرافق الحكومية الأخرى، أما بالنسبة لأبناء المديرية في عزل "القفر الأسفل" فغالبيتهم يعملون في السلك العسكري والأمن وجزء منهم يعمل في الزراعة، مركز مديرية القفر مدينة رحاب التي تقع في قلب المديرية على خط يريم، أريان، الدليل، الذي بدأ العمل في مشروع سفلتته قبل عشر سنوات بطول "40" كم تقريباً ويعتبر من المشاريع المتعثرة في المحافظة ولم يصل الإسفلت إلى مركز المديرية سوى قبل عدة أشهر.

مناخ المديرية متنوع فقرى وعزل القفر الأعلى تصنف ضمن المناطق الباردة لقربها من يريم وتشتهر بزراعة الذرة والشمام والشعير والقمح ويعتمد الأهالي في زراعتهم على مياه الأمطار، أما عزل القفر الأسفل فمناخها حار نوعاً ما ويقارب إلى مناخ زبيد وتهامة وتنتشر فيها الأمراض ويزرع فيها البن والزيتون وغيرها، ويعتمد الأهالي في زراعتهم على مياه الأمطار، وبعض العيون الصغيرة، كما تشتهر مديرية القفر أيضاً بوجود الحمامات الطبيعية مثل حمام حوار وحمام زاره وحمام مش الكافر وغيرها ولكن هذه الحمامات التي تعد من مقومات السياحة التي لم تلاقٍ أي اهتمام من قبل الجهات المعنية لبنائها وتسويرها وتنظيم مرافقها، هناك أيضاً العديد من المواقع الأثرية والتاريخية التي تشتهر بها مديرية القفر مثل جرف أسعد الكامل الواقع في قرية النزهة، وحصن أريان التاريخي، ودار الخوداني وكذا قلعة رحاب .

سياسياً تعد مديرية القفر بالدائريتين الانتخابيتين من المديريات المغلقة للحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" منذ انتخابات 1993م النيابية وحتى الانتخابات المحلية والرئاسية التي أجريت في نهاية سبتمبر 2006م.

القفر: هذه المديرية التي تشتهر بأن أبناءها كلهم "عسكر" قدمت المئات من قوافل الشهداء في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية كيف لا وهي بلاد المناضل والشهيد الكبير القاضي/ عبدالرحمن الإرياني رئيس الجمهورية الأسبق رحمه الله، وكان آخر الشهداء الذين قدمتهم مديرية القفر الشيخ عبدالله ناصر البحم رحمه الله شهيد العملية الديمقراطية 2006م ومع ذلك فإن القفر وبالذات القفر الأسفل من يزورها يقول أنها لا تتبع يمن الثاني والعشرين من مايو 90م ومنجزاته العظيمة فالمديرية رغم اتساعها لا يوجد بها سوى مستشفى ريفي يفتقد إلى أبسط المعدات والأجهزة الطبية وكذا الكادر الطبي، والعمل فيه لا يتعدى التشخيص البدائي والإسعافات الأولية، وكذلك هو الحال بالنسبة لبقية الوحدات الصحية المتواجدة في بعض عزل المديرية، مركز المديرية لم تصلها المشاريع إلا العام الماضي 2007م ضمن مشاريع العيد الوطني السابع عشر الذي احتضنت فعالياته محافظة إب سوى رصف بعض الشوارع الداخلية "الطريق إلى القلعة" والإنارة، ناهيك عن عدم وجود مجمع حكومي يضم فروع المجالس المحلية في مبنى الواجبات الواقع جوار السوق، وهناك التقينا بالشيخ حمود نعمان البرح -أمين عام المجلس المحلي لمديرية القفر والذي قال: إنه بعد العمل بنظام السلطة المحلية وخاصة بعد منح المجالس المحلية في المديريات جزءاً من صلاحياتها المخولة حسب القانون تم تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في قطاع التربية والتعليم والصحة وكذا اعتماد قرابة "6964" حالة ضمان اجتماعي لأبناء المديرية المعسرين.

هذا إلى جانب مشاريع العيد الوطني السابع عشر ولكن تلك المشاريع لا تساوي شيئاً بالنسبة لمساحة المديرية المترامية الأطراف والتي لا تزال بعض عزلها وقراها محرومة من أبسط المشاريع الخدمية ومن خلالكم نتمنى من القيادة السياسية اللفتة الكريمة لهذه المديرية ذات التاريخ العريق، المديرية التي دائماً تبادل القيادة السياسية الوفاء وخيرة رجالها سقطوا شهداء في سبيل الثورة والوحدة ومعظم رجالها اليوم يخدمون في السلك العسكري والأمني، ومع ذلك فإن معظم عزل وقرى مديرية القفر تفتقد إلى مشاريع المياه والطرقات والمدارس والوحدات الصحية وخاصة في القفر الأسفل كما نرجو من الحكومة ممثلة بوزارة الصحة توسيع مستشفى المديرية كونه الوحيد، كذلك وحدات الشق الخاصة بالمديرية هي الأخرى بحاجة إلى إصلاح، أيضاً يوجد هناك عجز في الكادر العامل في مدارس المديرية وخاصة التخصصات.

وحول انتخابات المحافظين اختتم البرح حديثه بالقول: إنها بالفعل خطوة شجاعة ونقله نوعية تليها عدة خطوات للانتقال إلى نظام الحكم المحلي، وقد جاءت في إطار الخطط المرسومة للدولة وتنفيذاً للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية.

ما يلفت الأنظار وخاصة الزائر لمديرية القفر ومركز المديرية هي الحالة الأمنية التي تكاد شبه معدومة، حيث يتجول المواطنين بأسلحتهم في شوارع مركز المديرية بحرية تامة كما يشكوا المواطنون من ممارسات رجال إدارة أمن المديرية الذين يفرضون عليهم الأجرة والرسامة والعدالات والتحكيم، ناهيك عن أن الطريق الذي يربط مركز مديرية القفر بمديرية المخادر يعد من الأماكن الآمنة لقطاع الطرق والسرق والقتلة، ورغم طول هذا الخط الذي يربط مدينة الشرق في محافظة ذمار بمنطقة الدليل في محافظة إب إلا أنه لا توجد فيه أي نقطة أمنية أو عسكرية، رغم تكرار حوادث القتل في هذا الخط وشكاوى الأهالي من انتشار العصابات فيه، أما إدارة أمن مديرية القفر فيبدو أن نشاطها لا يتعدى مركز المديرية وبعض القرى القريبة المجاورة لا غير.

الحديث عن هموم ومشاكل ومعاناة أبناء مديرية القفر ذو شجون ويضع الكثير من الأسئلة والاستفسارات ولعل أهمها هو لماذا ظلت قرى وعزل مديرية القفر "القفر الأسفل" طي النسيان خلال السنوات الماضية من عمر الثورة والوحدة المباركة؟! رغم وفاء أبنائها للحكومة وللحزب الحاكم؟ وتربع بعضهم في أعلى هرم للدولة وكذا للحكومة وكذا للحزب الحاكم؟ أسئلة نطرحها اليوم على القيادة السياسية واللجنة العامة للحزب الحاكم ورئاسة الحكومة ومجلس النواب، كما نطرحها أيضاً على أبناء هذه المديرية باعتبارهم من يعاني من ذلك التجاهل والنسيان!!!

وخلال زيارتنا لمركز المديرية التقينا أيضاً بالأستاذ/ نبيل الرزامي -مدير الإدارة التعليمية في المديرية والذي بدوره أعطانا نبذه مختصرة عن العملية التعليمية في المديرية، حيث أكد الرزامي أن هناك العديد من المدارس بحاجة إلى التوسع وهي مدرسة عمر بن الخطاب، بني جماعة، ومدرسة بلال بن رباح، النخلة،ومدرسة الوحدة، الظهر بني مبارز، ومدرسة الحسين بن علي في عزلة بني جربان، ومدرسة هارون الرشيد في حمير، ومدرسة الشهيد محمد عزيز البرح، ومدرسة التعاون عزلة بني جربان، ومدرسة الشهيد الوشاح في قيدان بني سيف، ومدرسة الشهيد البحم عزلة بني مسلم،ومدرسة جمعة الزرع عزلة بني مهدي، ومدرسة الشعب نجد مدر عزلة بني مبارز، ومدرسة الحمزة بن عبداللطيف عزلة بني مسلم.

مدارس يتلقى فيها الطلاب تعليمهم تحت الأشجار، حسب إفادة مدير الإدارة التعليمية في القفر وهي مدرسة سيف بن ذي يزن منطقة العدايف عزلة بني مبارز، ومدرسة الميثاق عزلة بني سبأ، ومدرسة العهد الجديد منطقة بني شعيب عزلة بني سيف الأسفل، ومدرسة سعد بن أبي وقاص عزلة بن مبارز، ومدرسة الإخلاص منطقة البياحي عزلة بني سيف العالي، ومدرسة حمير ضهي، ومدرسة الاتحاد عنيان بني سيف العالي، ومدرسة الضبر عزلة بن سبأ.

كما تابع الرزامي بالقول: بالإضافة إلى ما سبق المطلوب أيضاً إنشاء أربع مدارس إناث في كلاً من صلاحية بن مسلم والخربة شيعان بني سبأ والظهرة العليا رحاب والموسطة بني جربان، ووجود الكادر العامل في مدارس المديرية، واختتم الأستاذ/ نبيل الرزامي حديثه بالقول: هناك احتياج للمدرسين في جميع مدارس القفر الأسفل بشكل عام كما أن عملية التوظيف كل عام لا تتم لأبناء المديرية رغم وجود مخرجات دبلوم بمختلف التخصصات هم من أبناء المديرية وقادرين على التغطية وهم بحاجة للتوظيف، مصادرنا في مديرية القفر أكدت هي الأخرى إلى وجود مناطق في مديرية القفر محرومة تماماً من التعليم ولا توجد بها مدرس سواء داخل مبنى أو تحت الأشجار مثل منطقة سهلة الشارس بني جماعة ومنطقة الكربة بني عمر وأطراف الحشاسي بني جماعة، كذلك عدم توفر المعامل للمدارس الثانوية وعدم توفير دليل المعلم في المدارس وأخيراً عدم وجود فريق توجيه لمختلف التخصصات معتمد باسم المديرية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد