وقائع الندوة التي احتضنتها جامعة العلم المستنيــــــــــــــــــــــــــــــــــر « الإيمان » للرد على ضلالات وشبهات الترابي..گلام الترابي عن الأنبياء بهذا الأسلوب الساقط يدلُ علــــــــــــــــــــــــــــــــــــى ضلال وزيف وانحراف في العقل والفهم والتص

2006-11-21 19:08:55

الشيخ الصادق : مدرسة الترابي تحاول أن تقرب بين الإسلام والغرب والعلمانية والرجل يدعوا الى غير الإسلام.

الدكتور الخميسي : الترابي نفى العصمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله

«ده شخص راقي لكن لاتقولوا أنه معصوم مايعمل حاجه غلط»

الحلقة الثالثة:

اقيمت الاثنين الماضي ندوة احتضنتها جامعة الايمان ضمت عدداً من المشائخ والعلماء ناقشوا خلالها افكار ومنطلقات ودعاوى وزيف الدكتور حسن الترابي وضلالاته واطروحاته المثيرة للجدل في الاوساط الاسلامية وذلك لما يثيره من شبهات حول الثوابت والمسلمات ولتوجيهه انتقادات لنصوص شرعية ثابتة في محاولة منه للتشكيك بمصادر التشريع الاسلامي واصوله وكذلك مصادمته لما هو معلوم من الدين بالضرورة كقوله بعدم عقوبة شارب الخمر وحرمته ايضاً وكانكاره عذاب القبر وليلة القدر وتجويزه زواج المسلمة من الكتابي وغيرها من السموم التي يبثها الترابي وانصاره بين الفينة والاخرى لتحقيق اهداف خفية ومعلنة كخدمة للهيمنة العالمية والقبول بمشاريعها الاستعمارية وافكارها المنحطة التي تحارب الدين الاسلامي واتباعه وفي هذه الندوة ناقش العلماء كل ما صدر عن الترابي مبينين مصادر افكاره واقواله وداحضين ذلك بالبراهين الساطعة والحجج الدامغة التي توضح وبشكل جلي مدى ما اصاب الترابي من هوى وزيغ عن الحق وفيما يلي وقائع الندوة في حلقتها الثالثة:
والحديث في الصحيحين ايضاً «أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل فذلك من نقصان عقلها» فالترابي تجاوز هذا كله ولا يعينه الانضباط بنصوص الكتاب ولابنصوص السنة وانما المهم ان نطور الاسلام حتى يتلاءم مع واقع الحياة ومع واقع الناس وهو يدعو إلى التجديد في اصول العقيدة وفي اصول الفقه «اصول الاستنباط» وفي الاحكام وهذا موجود في كتاباته عن التجديد التي ألفها وخطها بيده.
خامساً: قوله بجواز ولاية المرأة باطلاق فيجوز عنده ان تتولى ولاية الامر العام تتولى الخلافة والرئاسة وغيرها وهذا وان حصل فيه خلاف من بعض المعاصرين ولعله من نفس المدرسة إلا انه لا خلاف فيه بين العلماء سابقاً استناداً إلى ظواهر القرآن والسنة كقوله سبحانه وتعالى «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض» والقوامة ان لهم الولاية والحكم والترأس عليهن ويبدأ ذلك بالخلافة العامة وينتهي بولاية الاسرة والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته اما المرأة فولايتها اين؟ والمرأة راعية في بيت زوجها بين اطفالها وخدمها وهؤلاء يريدون ارضاء للغرب وتوجهاته في تسوية الرجل بالمرأة وفي الجندرة التسوية المطلقة ان تعطى من ضمن هذه التسوية ولاية الامر العام خلافة أو رئاسة ونحوها وكذلك حديث البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة» ومن فتاواه المنحرفة قوله بجواز امامتها في الصلاة للرجال فهذا تطوير للدين حتى يمكن ان نرى امرأة تخطب الجمعة كما فعل في اميركا وتؤم الناس بعد الخطبة ولا يرى في ذلك غضاضة ولا مخالفة حتى تتم المساواة المطلقة بين الرجال والنساء ومعلوم ان المرأة ليس عليها جمعة ولا جماعة وانما الاصل ان تبقى في بيتها وصلاتها في بيتها افضل من صلاتها في المسجد وفي الجماعة واذا حضرت فخير صفوف النساء لقول النبي صلى الله عليه وسلم اخرها وشرها اولها فكيف تكون هي قبل الرجال وتكون اماماً لهم وتتغنى بالقرآن لتسمعهم صوتها العذب. . ! حسبنا الله ونعم الوكيل- وهل هذا إلا تغيير للشريعة واين تاريخ الامة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وإلى يومنا هذا اين وجد ان امرأة امامة مسجد أو خطيبة جمعة في اميركا؟ هذا دين هذه المدرسة واتباعها «في اشارة منه إلى مدرسة الترابي» واما حديث ام ورقة فهو حديث في حقيقة امره ضعيف في سنده فيه جهالة كما قرر ذلك المحققون منهم محقق مسند الامام احمد ولا يصلح ان يكون معتمداً لامامة المرأة ثم ان فيه ان تؤم اهل دارها وفي راوية الدار قطني ان تؤم نساء دارها هذا على ضعفه وعدم صحته للاعتماد.
ومن اقول الترابي وفتاواه في الفقه قوله بل دعوته إلى اختلاط الرجال بالنساء وجواز مصافحة النساء الاجانب ومعلوم ان الشرع يدعو المرأة إلى القرار في البيت «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى» والمرأة لا بأس عليها ان تخرج لحاجتها مع الاحتجاب والاحتشام لكن ان يدعو للاختلاط وامتزاج الرجال بالنساء في الادارات والمدارس والجامعات بحيث لا يمانع ولا ينهى ولا يقبح امتزاج الرجال بالنساء واختلاطهم وجعلهم جنباً إلى جنب في الصفوف حتى في الصفوف يجوز عنده ان تصاف المرأة الرجل لكن لا تلاصقه يعني يمكن ان نرى خليطاً صفوفاً فيها الرجال والنساء وهذا في دين الترابي امر سائغ لا بأس به ولا غبار عليه والمصافحة كذلك مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصافح النساء في البيعة وقالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها «والله فلا والله ما مست يده امرأة قط- إلا نساءه» ما كان يقول إلا «قد بايعتكن على ذلك» وقال صلى الله عليه وسلم عندما قالت له احدى النساء ألا تبايعنا تعني المصافحة فقال «اني لا اصافح النساء انما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» وصحح الالباني حديثاً بلفظ» لأن يطعن احدكم بمخيط في رأسه خير له من ان يمس امرأة لا تحل له» فكيف يقال بجواز المصافحة والاختلاط والامتزاج والصلاة صفوفاً مختلطة بل ان تكون اماماً وخطيباً؟.
ومن اقواله ايضاً ان الغناء والموسيقا شعبة من التوحيد والايمان وهذه من اعجب العجب هكذا نقلوا عنه ان الغناء والموسيقا والفن شعبة من شعب التوحيد والايمان وانه ينبغي ان نتعبد الله بهذا ولا نغير الاوضاع القائمة ولكن نتعبد الله بها وننزل ما عندنا عليها وله اقوال اخرى كقوله بأن الربا يحتاج إلى اجتهاد جديد والله اعلم ما الذي سيحصل من الاجتهاد الجديد في هذا الباب وكذلك قوله ان لعب الكرة جهاد والحاصل ان له اقوال في جوانب العقيدة والاخلاق والعبادات امور مزرية فنسأل الله العافية لنا ولعامة المسلمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
من جانبه تحدث الدكتور عبدالرحمن الخميسي -استاذ الحديث وعلومه- عن مسائل تتعلق بالحديث واصوله تحدث فيها الترابي حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فمن ضلالات الترابي انه قال في حديث ابي هريرة رضي الله عنه «اذا وقع الذباب في شراب احدكم فليغمسه ثم لينزعه فان احدى جناحيه داء وفي الاخر شفاء» وفي هذا الحديث يقول الترابي «في الامور العلمية يمكن ان اخذ برأي الكافر واترك رأي النبي صلى الله عليه وسلم ويضيف ولا اجد في ذلك حرجاً البتة ولا اسأل فيه ايضاً عالم الدين» هذا القول في منتهى الجهل والضلالة اولاً لان فيه استخفافاً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي «لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى» وفيه كذلك تعظيم للكافر ولرأي الكافر الذي قال الله تعالى في حقه وفي حق الكفار جميعاً «إن هم إلا كالانعام بل هل اضل سبيلا» ايضاً ينطوي هذا القول على جهل مركب في الامور العلمية التي يزعم انه يأخذ بها عن الكفار فقد اثبتت التجارب العلمية التي اجريت في بعض الجامعات وفي بعض مختبرات الاعجاز العلمي صدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الداء الذي في احدى جناحي الذبابة وقد اجريت التجربة التالية: فقد جيئ بكوب «فيه ماء معقم في غرفة معقمة ثم اسقطت فيه ذبابة ونظر إلى هذا الكوب بجهاز الميكروسوب حيث نظر اليه وهو صافي من جميع الجراثيم قبل ان تسقط فيه الذبابة ثم اسقطت الذبابة فيه ونظر فيه «بالميكروسوب» فرؤيت الذبابة وهي رافعة احدى جناحيها والاخر ساقطاً في الماء واذا بالكوب قد تحول كله إلى جراثيم ثم غمست مرة اخرى جميعها في الكوب ونظر فاذا بذلك الماء قد تحول مرة ثانية صافياً نقياً وهذه تجربة علمية يجهلها الترابي مع انه يقول انه يأخذ في الامور العلمية عن الكفار ولا يصدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي اخبر عن طريق الوحي الذي علمه الله تعالى اياه ان في احدى جناحي الذباب داء وفي هذا الحديث الذي رده الترابي لامطعن فيه عند العلماء فقد رواه الامام البخاري وابو داوود والنسائي وابن ماجة والامام احمد والحاكم في مستدركه وابن حبان في صحيحه والطحاوي وغيره من حديث ابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنهما فليس فيه مطعن عند العلماء جميعاً لا في سند ولا في متن ولم يتكلم احد عليه من العلماء السابقين خاصة الذين يتكلمون على بعض الاحاديث في الصحيحين كالامام الدارقطني وابي سعيد الدمشقي وابي مسعود الدمشقي لم يتحدثوا عن هذا الحديث في الصحيح من حيث سنده أو متنه فهذا يدل على الضلال عند هذا الرجل وذكر العلماء ان احاديث الصحيحين وسيأتي معنا بيان ذلك والتفصيل فيه انها في مجملها تفيد اليقين والقطع وذلك لاجماع العلماء جميعاً ولاجماع المسلمين على تلقي ما في هذين الكتابين بالصحة والقبول وممن قال بذلك الامام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وكذلك ابن الصلاح في مقدمة علوم الحديث حيث قال ان احاديث البخاري ومسلم تفيد العلم اليقيني وايضاً طعن الترابي في صحيح البخاري بكلام ملخصه «ان ضوابط الامام البخاري -رحمه الله تعالى- في تعديل الرواة والصحابة وفي تجريح الرواة غير صحيح يقول ان عندنا اليوم وسائل كثيرة جداً البخاري ما كان يعرفها يعني يمكن ان تورد الاحاديث عن طريق هذه الوسائل فيمكن ان نخترع طرقاً اخرى لتعديل الرواة وتجريحهم وكذلك طعنه في الصحابة رضي الله عنهم حيث يقول «ليه الصحابة كلهم عدول؟ ليه ما يكون في بعضهم انه غير عدل وليس بعدل فينتقد ان يكون الرواة الذين اخرج لهم البخاري ومسلم رواة ثقات بل ان الضوابط جاء بها الشيخان غير صحيحة ويمكن ان نغير فيها في هذا الزمن بحسب الوسائل التي بين ايدينا وهذا الكلام اذا سلم له به في صحيح البخاري وكذلك مثله صحيح الامام مسلم فماذا يبقى للمسلمين وهما الكتابان الذي اجمعت الامة على انهما اصح كتابين بعد القرآن الكريم البخاري اولاً ثم مسلم واجمعوا على تلقي احاديثهما بالقبول سوى احاديث يسيرة تكلم فيها بعض العلماء كالدار قطني وغيره كابي مسعود الدمشقي وهما حوالي مائتي حديث المرجح فيها والراجح هو رأي الشيخين ذكر ذلك ابن حجر ومثله الامام النووي قبله وغيرهما ان الراجح في هذه الاحاديث في اكثرها مع الشيخين- رحمهما الله تعالى- لكن تكلما في هذه الاحاديث بالحجة والبرهان ولم يتكلما بالعقل والهوى كما فعل الترابي ورجح الجمهور على ان الحق في اكثرها مع البخاري ومسلم فقد قال الذهبي عن رجال الشيخين انهم قد قفزوا القنطرة والقنطرى هي ما بعد الصراط فاذا تجاوز الناس هذا الصراط اوقفوا عند القنطرة فيقتص لبعضهم من بعض فاذا تجاوزوا القنطرة امنوا ودخلوا الجنة فكذلك رجال الشيخين يقول انهم قد جازوا القنطرة يعني انه لا يسأل عن حالهم بسبب ان العلماء اجمعوا على تلقي هذين الكتابين بالقبول وذهب كثير من العلماء كابن تيمية وابن الصلاح ان احاديثهما «اي الشيخين» في مجموعها تفيد القطع وقال امام الحرمين الجويني لو حلف انسان على طلاق امرأته ان ما في كتاب البخاري ومسلم مما حكما بصحبة من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما الزمته الطلاق ولا حلفته لاجماع علماء المسلمين على صحتهما وكذلك قال ابو نصر الوائلي السجستي وقال الذهبي واما جامع البخاري الصحيح فاجل كتب الاسلام وافضلها بعد كتاب الله تعالى وقال ابن كثير وكتاب البخاري الصحيح يستسقى بقراءته الغمام وقد ذكر في كتابه «البداية والنهاية» عن اجلال العلماء لصحيح البخاري في بعض القرون انهم كانوا اذا اجدبوا خرجوا يستسقون فيقرأون صحيح البخاري بعد صلاة الاستسقاء والخطبة والدعاء فينزل لمطر بعد ذلك ويضيف ابن كثير «وكتاب البخاري الصحيح يستسقى بقراءته الغمام واجمع على قبوله وصحته وصحة ما فيه اهل الاسلام» البخاري -رحمه الله تعالى- صنف كتابه واستخلصه من ستمائة الف حديث في ستة عشرة سنة وكان رحمه الله تعالى لا يدخل حديثاً إلا بعد ان يصلي ركعتين ويستخير الله تعالى ويغتسل ويتوضأ لادخال هذا الحديث في كتابه وبعد ان ألفه عرضه على ائمة زمانه كالامام احمد واسحاق ويحيى وغيرهم فاجمعوا جميعاً على صحة هذه الاحاديث قال العقيلي «إلا اربعة احاديث القول فيها البخاري رحمه الله» وكذلك الامام مسلم استخلص حديثه من ثلاثمائة الف حديث مسموعة وألفه في خمسة عشرة سنة وعرضه على ابي زرعة- رحمه الله- فكل حديث قال فيه ان يحذف يحذفه قال وما ادخلت فيه إلا ما اجمعوا عليه وكذلك البخاري رحمه الله تعالى قال «ما ادخلت في كتابي هذا إلا الصحيح وحذفت من ذلك كثير خشية الاطالة قال الامام مسلم - رحمه الله- ولو ان الناس كتبوا الحديث مائتي عام فمدارهم على هذا المسند.

ثالثاً نفى الترابي العصمة عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال «وهذا من الكلام السخيف الحقير الذي يتحدث فيه شخص مثل الترابي عن النبي العظيم الذي عظمه ربه جل وعلا واعلى منزلته وشأنه ورفعه إلى درجة لن يبلغها قبله نبي مرسل ولا ملك مقرب حتى سمع صريف الاقلام وكلمه ربه وعلى رأي الجمهور انه رأى ربه عليه الصلاة والسلام وفرض عليه الصلوات فهذا الاجلال والتعظيم من الله سبحانه وتعالى لنبيه لم يعرف انه ناداه باسمه حيث قال يا ادم يا عيسى يا ابراهيم يا يحيى يا زكريا ولم يقل يا محمد وانما اخبر عنه بالاخبار وما محمد إلا رسول وقال «يا ايها النبي» ثم امر الامة وامر العباد ان يعظموه ويرفعوا من شأنه وقدره ومنزلته «يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله» فحرم رفع الصوت عنده- عليه الصلاة والسلام- كان الصحابة لا يرفعون ابصارهم فيه اجلالاً له حتى قال عمرو بن العاص ولو قيل لي ان اصفه لما استطعت لاني لم اكن اطيق النظر اليه اجلالا له» ولذلك لم يصفه ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي وكبار الصحابة لانهم كانوا يهابونه مهابة محبة واجلال وعرفوا منزلته إلا هذا الرجل الذي يتحدث عنه وكأنما يتحدث عن رجل عامي أو رجل لا علم له يقول الترابي «ده شخص راقي لكن لا تقولوا انه معصوم ما يعمل حاجة غلط» ويقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اخبار تطلع غلط ايقال عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا القول المشين الحقير وقال عن النبي ابراهيم «كان شاكاً في ربه عابداً للكواكب قبل البعثة وقال عن نبي الله موسى اعترف بجريمته»! هذا بعض ماقاله عن هؤلاء الانبياء العظماء عليهم الصلاة والسلام فالكلام عن الانبياء بهذا الاسلوب الساقط يدل على ضلال وزيغ وانحراف في العقل وانحراف في الفهم والتصور والفكر فقد اجمع العلماء على عصمة الانبياء من الكبائر وعصمتهم من الصغائر التي تزري بمكانتهم كرذائل الاخلاق وسائر ما ينفر منهم واجمعوا على عصمتهم من الكذب وانهم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى ونقل هذا الاجماع ابن حزم ونقله القاضي عياض والامام النووي- رحمه الله تعالى- وغيرهم من الائمة الكبار وانما وقع الخلاف بين اهل السنة في الصغائر التي لاتزري لمكانتهم وليست من الدناءات هل تقع منهم أو لا تقع؟ فمنهم من ذهب إلى وقوعها منهم لكنهم اجمعوا على انهم معصومون من الاقرار عليها اي ان الله تعالى لا يقرهم عليها بل يخبرهم بها والمحققون كما يقول النووي -رحمه الله- يقولون بعصمتهم من الصغائر والكبائر على حد سواء.
رابعاً ينكر الترابي نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان مستدلاً بقول الله تعالى «اني متوفيك ورافعك إلي» وقوله «وخاتم النبيين» وقوله صلى الله عليه وسلم «لا نبي بعدي» وقد تابع في ذلك بعض المعتزلة والجهمية وليس جميعهم فاولاً يرد عليه ان العطف بالواو في قوله تعالى «اني متوفيك ورافعك إليّ» لا يقتضي الترتيب عند علماء النحو بل مطلق الجر كقولك جاء عمر وزيد فيتحمل السابق عمر ويحتمل زيد ومعنى الاية «ان التوفي والرفع» حاصلان لك لكن يسبق التوفي الرفع» اي اني رافعك ثم متوفيك بعد ذلك ايضاً ان التوفي يطلق في القرآن على النوم والحيازة وهما المرادان هنا للاحاديث الكثيرة المفسرة لذلك، ثالثاً ان استشهادهم بالاية وخاتم النبيين والحديث لانبي بعدي في غير محله لان عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل حاكماً بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم متبعاً له لا انه ينزل حاكماً بالانجيل ولذلك ذكره ابن حجر وغيره في كتابه الاصابة من حيث انه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في السماء ليلة الاسراء والمعراج وسينزل في اخر الزمان، داعياً إلى الاسلام رابعاً وردت احاديث كثيرة في الصحيحين والسنن والمسانيد والاجزاء تربوا على ثلاثين حديثاً لكنها تنطق بنزول عيسى عليه السلام في اخر الزمان وهذا القدر من الاحاديث عند العلماءيفيد التواتر بلا خلاف وممن قال بتواترها من العلماء ابن جرير الطبري وابن كثير والثعالبي والشنقيطي صاحب «اضواء البيان» وغيرهم والمتواتر عند العلماء من المعلوم بالدين بالضرورة ومن ينكر امراً معلوماً من الدين بالضرورة فلا خلاف بين العلماء في كفره نقل هذا ابن حجر وغيره. . خامساً ان الايمان بنزول عيسى عليه السلام في اخر الزمان من العقائد المشتركة بين المسلمين واهل الكتاب وهم يستعدون اليوم لنزوله بجميع الوسائل الحربية وغيرها فهم مع كفرهم اصح عقيدة في هذه القضية من الترابي المنتمي إلى الاسلام والله اعلم ويستمر الشيخ محمد الصبري-معلقاً قبل الانتقال إلى محور اخر يقوله وانبه هنا على مسألة مهمة ان جملة ما قاله الدكتور حسن الترابي فيما عرض وانكار لما علم من الدين بالضرورة والمعلوم ان انكار ما علم من الدين بالضرورة لا يعذر فيه صاحبه بجهل لأن انكار الضروريات انكاره القطعيات المعلومة من الدين بالضرورة لا يعذر صاحبها بجهل إلا ان يكون حديث عهد باسلام أو نشأ في بادية بعيدة عن ان يصل إلى العلماء ليسألهم عن ذلك اذن هذه قضايا ليست من قبيل ما يعذر فيها الانسان بجهل لاسيما والرجل يدعي انه من كبار العلماء فبم يعتذر في هذه القضية أوتخضع الصلاة لان يناقش فيها أو يمكن ان تعقد ندوة بين القائلين بوجوب الصلاة والقائلين بعدم وجوبها أو يمكن ان يقال هذا القول؟! فو الله ما كانت هذه الندوة إلا ضرورة وإلا فالاصل ان ننصرف إلى قضايا عظام لو سكت هؤلاء الجهال لما حدث في الامة خلاف الامر الثاني في هذا ان الرجل ليس مكرهاً لم يقل هذه المقولات ولم تنشر ندوته في فضائية «الجزيرة» والسيف على عاتقه أو الرصاص بين كتفيه ثم انه ليس متأولاً تأويلاً سائغاً أيقبل ان يقول الانسان هذا الميكرفون الذي امامكم حجر وليس غالطاً من قبل؟! غلط اللسان كالرجل الذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فبم يعتذر للرجل ليست خصومة مع الرجال ولا غرابة ان تصدر هذه الاشياء من الترابي وهو الذي دعا إلى ايجاد مصادرة جديدة في التشريع وكأن الزمان قد خلا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم من قائم لله بحجة وكأن الشرع غاب من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وكأن هذا الحق خفي من عهد النبي إلى اليوم حتى يأتي بمصادر جديدة لتأتينا بقضايا جديدة ليست القضية زلة في مسألة لكنه منهج يأتي على الاسلام بالنقض وهذا الذي ارجوا ان يقف الناس عنده ويفرقون بين ذلك.
بعد ذلك اسند الحديث إلى فضيلة الشيخ العلامة محمد الصادق مغلس المراني- استاذ التزكية في الجامعة- حيث بدأ محوره قائلاً موضوعي هو الحديث عن رموز المدرسة التي ينتمي اليها الترابي باختصار هذه المدرسة بالجملة تحاول ان تقرب بين الاسلام والغرب وبين الاسلام والعلمانية وبين الاسلام والفرق الضالة، اما لحسن نية أو سوء نية هذا الرجل كما ذكر الاخوة من قبل يدعو إلى غير الاسلام وهذه المقولة قالها محمد بن عبدالكريم في هذا الموضع وفي هذا المكان في محاضرة له قبل اشهر ولعل البعض سمعها. . . . .
وروى عن عادل الشويف -من الكويت- ان الترابي يقول: ان القول بأن أصل الانسان قرد أولى من القول بأن أصله من طين وهذا القول اسنده محمد بن عبدالكريم إلى عادل الشويف وانه سمعه مباشرة من الترابي وقد اخبر بهذا في هذا الموضع كذلك روى لي الشيخ محمد الآنسي عن الحق يوسف وهو من زعماء الاخوان في السودان- ان الترابي كان يقول ذلك «اي ان القول بأن اصل الانسان قرد اولى من القول بأن اصله طين» وهو طالب في باريس ومما يؤكد ما قاله محمد بن عبدالكريم بأن الرجل يدعو إلى غير الاسلام ويعتقد ان التجديد معناه تجدد الدين ذاته يعني ان الدين ذاته يتجدد ويتغير ومما يؤكد ذلك ما نشرته مجلة نوافذ في العدد الاول في ص20-21 نقلاً عن الترابي نفسه يقول والتجديد ظاهرة من ظواهر الدين اصلاً لم يكتب الله ديناً لتبقى صورته ثابتة هكذا القول ويستطرد الذي يبقى إلى اليوم القيامة ثابتاً هو التدين ام الدين فلا يبقى ثابتاً -هكذا يزعم- وهذا العدد من المجلة موجود عندي ومن محاولة تقريبة بين الاسلام والغرب انه يحاول ان يأخذ بمبادئ الديمقراطية وان يلبسها ثوباً اسلامياً فمن ذلك ما قرأتموه من المشاهد كقوله ان المرتد ليس عليه حكم لأن الديمقراطية تجيز ان ينتقل الانسان من دين إلى دين ولا يحكم عليه وكذلك قوله بتسوية المرأة بالرجل سواء في الامامة أو في الولاية هذا- ايضاً- مبدأ ديمقراطي «تسوية الرجال بالنساء تماماً مطلقا» كذلك زواج المسلمة بالكتابي وهذا من مبادئ الديمقراطية لانهم يجيزون الزواج بغض النظر عن الدين ولو اختلف الدين. . . الخ من ضمن ما يؤكد عليه في هذا الباب انه يقول كما في العدد الاول من «نوافذ» في نفس الموضع الذي ذكرته سابقاً يقول «اؤمن بأن الاجتهاد متاح لكل مسلم مهما كان جاهلاً أو امياً» بمعنى انه يجوز ان يجتهد الامي وهذا ايضاً مبدأ مما جاءت به الديمقراطية الغربية ان كل الناس يقننون حتى الامي يجوز له ان يقنن اذا صار مثلا عضواً في مجلس تشريعي وهذه الفكرة وهي فكرة محاولة الاخذ من الديمقراطية إلى ديار المسلمين يؤيده عليها بعض الرموز فمن ضمنهم على سبيل المثال الدكتور طه جابر العلواني الذي رأس معهد الفكر الاسلامي لفترة من الزمن في اميركا يقول كما في مجلة نوافذ العدد التاسع ص534 « لايمكن لفصيل واحد ان يدعي امتلاك الحقيقة سواء أكان من العلمانيين أم اليساريين ام الاسلاميين ام القوميين» يعني ان الحقيقة لا يمكن ان يدعي احد امتلاكها من هؤلاء مع انه معلوم انه الحقيقة عند الاسلاميين ولكن الفكر الديمقراطي يقول ذلك ويجعل الاسلاميين كالعلمانيين وهذا المعهد «معهد الفكر الاسلامي» اسسه رجل اسمه اسماعيل الفاروقي هذا الرجل اشتهر عنه انه يقول «لا مفر من ان نسمح للاخرين بالدعوة كما نريد لهم ان يسمحوا لنا واذا كنا نخشى من تأثر العامة بذلك فعلينا ان نعمل على تقوية ايمانهم ومن رموز هذه المدرسة التي تؤيد الترابي في بعض مقولاته -الغنوشي- ففي العدد الثامن عشر من مجلة نوافذ في ص28-32 يقول بانه «سقطت شرعية الفتح في بلاد المسلمين وحلت محلها شرعية المواطنة» يعني ان الناس سواسية بغض النظر عن اديانهم وان على الحاكم المسلم ان يتبنى الديمقراطية وانها الحل وان عليه ان يرحل إلى المعارضة اذا فشل في الانتخابات ليحكم غيره ولو لم يكن مسلماً عملاً بشرعية المواطنة ويردد هذه الافكار انه يجوز الاجتهاد للامي وان الناس سواسية وانه يجب الاضافة إلى اصول الفقه يقول مثلاً «بأن مصادر التشريع في الاسلام معروفة -في اصول الفقه يقول مثلاً الكتاب والسنة والاجماع والقياس وهنالك بعض مصادر مختلف فيها الاستحسان وكقول الصحابي وشرع من قبلنا. . . . الخ» يقول يجب ان نضيف إلى ذلك مصادر جديدة من ضمن هذه المصادر اضافة علم الاجتماع وهذا التلميذ اسمه -قطب سان- وهو تلميذ للترابي يردد مقولات للترابي وسمعت هذا باذني في مؤتمر في ماليزيا حضرته مع الدكتور حيدر الصافح كما انه يردد ان الاجتهاد متاح لكل احد حتى لو كان امياً ومن ضمن ما يتقرب به الترابي إلى الغرب وإلى العلمانيين انه وكما ذكر المشائخ ينادي بالسماح بالردة وينكر حد المرتد يقول في مجلة نوافذ في العدد الاول ص20-21 «الله سبحانه وهب للانسان الحرية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وقال تشهد آيات القرآن عن الذين امنوا فينتقد ان يكون الرواة الذين اخرج لهم البخاري ومسلم رواة ثقات بل ان الضوابط جاء بها الشيخان غير صحيحة ويمكن ان نغير فيها في هذا الزمن بحسب الوسائل التي بين ايدينا وهذا الكلام اذا سلم له به في صحيح البخاري وكذلك مثله صحيح الامام مسلم فماذا يبقى للمسلمين وهما الكتابان الذي اجمعت الامة على انهما اصح كتابين بعد القرآن الكريم البخاري اولاً ثم مسلم واجمعوا على تلقي احاديثهما بالقبول سوى احاديث يسيرة تكلم فيها بعض العلماء كالدار قطني وغيره كابي مسعود الدمشقي وهما حوالي مائتي حديث المرجح فيها والراجح هو رأي الشيخين ذكر ذلك ابن حجر ومثله الامام النووي قبله وغيرهما ان الراجح في هذه الاحاديث في اكثرها مع الشيخين- رحمهما الله تعالى- لكن تكلما في هذه الاحاديث بالحجة والبرهان ولم يتكلما بالعقل والهوى كما فعل الترابي ورجح الجمهور على ان الحق في اكثرها مع البخاري ومسلم فقد قال الذهبي عن رجال الشيخين انهم قد قفزوا القنطرة والقنطرى هي ما بعد الصراط فاذا تجاوز الناس هذا الصراط اوقفوا عند القنطرة فيقتص لبعضهم من بعض فاذا تجاوزوا القنطرة امنوا ودخلوا الجنة فكذلك رجال الشيخين يقول انهم قد جازوا القنطرة يعني انه لا يسأل عن حالهم بسبب ان العلماء اجمعوا على تلقي هذين الكتابين بالقبول وذهب كثير من العلماء كابن تيمية وابن الصلاح ان احاديثهما «اي الشيخين» في مجموعها تفيد القطع وقال امام الحرمين الجويني لو حلف انسان على طلاق امرأته ان ما في كتاب البخاري ومسلم مما حكما بصحبة من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما الزمته الطلاق ولا حلفته لاجماع علماء المسلمين على صحتهما وكذلك قال ابو نصر الوائلي السجستي وقال الذهبي واما جامع البخاري الصحيح فاجل كتب الاسلام وافضلها بعد كتاب الله تعالى وقال ابن كثير وكتاب البخاري الصحيح يستسقى بقراءته الغمام وقد ذكر في كتابه «البداية والنهاية» عن اجلال العلماء لصحيح البخاري في بعض القرون انهم كانوا اذا اجدبوا خرجوا يستسقون فيقرأون صحيح البخاري بعد صلاة الاستسقاء والخطبة والدعاء فينزل لمطر بعد ذلك ويضيف ابن كثير «وكتاب البخاري الصحيح يستسقى بقراءته الغمام واجمع على قبوله وصحته وصحة ما فيه اهل الاسلام» البخاري -رحمه الله تعالى- صنف كتابه واستخلصه من ستمائة الف حديث في ستة عشرة سنة وكان رحمه الله تعالى لا يدخل حديثاً إلا بعد ان يصلي ركعتين ويستخير الله تعالى ويغتسل ويتوضأ لادخال هذا الحديث في كتابه وبعد ان ألفه عرضه على ائمة زمانه كالامام احمد واسحاق ويحيى وغيرهم فاجمعوا جميعاً على صحة هذه الاحاديث قال العقيلي «إلا اربعة احاديث القول فيها البخاري رحمه الله» وكذلك الامام مسلم استخلص حديثه من ثلاثمائة الف حديث مسموعة وألفه في خمسة عشرة سنة وعرضه على ابي زرعة- رحمه الله- فكل حديث قال فيه ان يحذف يحذفه قال وما ادخلت فيه إلا ما اجمعوا عليه وكذلك البخاري رحمه الله تعالى قال «ما ادخلت في كتابي هذا إلا الصحيح وحذفت من ذلك كثير خشية الاطالة قال الامام مسلم - رحمه الله- ولو ان الناس كتبوا الحديث مائتي عام فمدارهم على هذا المسند.
ثالثاً نفى الترابي العصمة عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال «وهذا من الكلام السخيف الحقير الذي يتحدث فيه شخص مثل الترابي عن النبي العظيم الذي عظمه ربه جل وعلا واعلى منزلته وشأنه ورفعه إلى درجة لن يبلغها قبله نبي مرسل ولا ملك مقرب حتى سمع صريف الاقلام وكلمه ربه وعلى رأي الجمهور انه رأى ربه عليه الصلاة والسلام وفرض عليه الصلوات فهذا الاجلال والتعظيم من الله سبحانه وتعالى لنبيه لم يعرف انه ناداه باسمه حيث قال يا ادم يا عيسى يا ابراهيم يا يحيى يا زكريا ولم يقل يا محمد وانما اخبر عنه بالاخبار وما محمد إلا رسول وقال «يا ايها النبي» ثم امر الامة وامر العباد ان يعظموه ويرفعوا من شأنه وقدره ومنزلته «يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله» فحرم رفع الصوت عنده- عليه الصلاة والسلام- كان الصحابة لا يرفعون ابصارهم فيه اجلالاً له حتى قال عمرو بن العاص ولو قيل لي ان اصفه لما استطعت لاني لم اكن اطيق النظر اليه اجلالا له» ولذلك لم يصفه ابو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي وكبار الصحابة لانهم كانوا يهابونه مهابة محبة واجلال وعرفوا منزلته إلا هذا الرجل الذي يتحدث عنه وكأنما يتحدث عن رجل عامي أو رجل لا علم له يقول الترابي «ده شخص راقي لكن لا تقولوا انه معصوم ما يعمل حاجة غلط» ويقول ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اخبار تطلع غلط ايقال عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا القول المشين الحقير وقال عن النبي ابراهيم «كان شاكاً في ربه عابداً للكواكب قبل البعثة وقال عن نبي الله موسى اعترف بجريمته»! هذا بعض ماقاله عن هؤلاء الانبياء العظماء عليهم الصلاة والسلام فالكلام عن الانبياء بهذا الاسلوب الساقط يدل على ضلال وزيغ وانحراف في العقل وانحراف في الفهم والتصور والفكر فقد اجمع العلماء على عصمة الانبياء من الكبائر وعصمتهم من الصغائر التي تزري بمكانتهم كرذائل الاخلاق وسائر ما ينفر منهم واجمعوا على عصمتهم من الكذب وانهم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى ونقل هذا الاجماع ابن حزم ونقله القاضي عياض والامام النووي- رحمه الله تعالى- وغيرهم من الائمة الكبار وانما وقع الخلاف بين اهل السنة في الصغائر التي لاتزري لمكانتهم وليست من الدناءات هل تقع منهم أو لا تقع؟ فمنهم من ذهب إلى وقوعها منهم لكنهم اجمعوا على انهم معصومون من الاقرار عليها اي ان الله تعالى لا يقرهم عليها بل يخبرهم بها والمحققون كما يقول النووي -رحمه الله- يقولون بعصمتهم من الصغائر والكبائر على حد سواء.
رابعاً ينكر الترابي نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان مستدلاً بقول الله تعالى «اني متوفيك ورافعك إلي» وقوله «وخاتم النبيين» وقوله صلى الله عليه وسلم «لا نبي بعدي» وقد تابع في ذلك بعض المعتزلة والجهمية وليس جميعهم فاولاً يرد عليه ان العطف بالواو في قوله تعالى «اني متوفيك ورافعك إليّ» لا يقتضي الترتيب عند علماء النحو بل مطلق الجر كقولك جاء عمر وزيد فيتحمل السابق عمر ويحتمل زيد ومعنى الاية «ان التوفي والرفع» حاصلان لك لكن يسبق التوفي الرفع» اي اني رافعك ثم متوفيك بعد ذلك ايضاً ان التوفي يطلق في القرآن على النوم والحيازة وهما المرادان هنا للاحاديث الكثيرة المفسرة لذلك، ثالثاً ان استشهادهم بالاية وخاتم النبيين والحديث لانبي بعدي في غير محله لان عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل حاكماً بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم متبعاً له لا انه ينزل حاكماً بالانجيل ولذلك ذكره ابن حجر وغيره في كتابه الاصابة من حيث انه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في السماء ليلة الاسراء والمعراج وسينزل في اخر الزمان، داعياً إلى الاسلام رابعاً وردت احاديث كثيرة في الصحيحين والسنن والمسانيد والاجزاء تربوا على ثلاثين حديثاً لكنها تنطق بنزول عيسى عليه السلام في اخر الزمان وهذا القدر من الاحاديث عند العلماءيفيد التواتر بلا خلاف وممن قال بتواترها من العلماء ابن جرير الطبري وابن كثير والثعالبي والشنقيطي صاحب «اضواء البيان» وغيرهم والمتواتر عند العلماء من المعلوم بالدين بالضرورة ومن ينكر امراً معلوماً من الدين بالضرورة فلا خلاف بين العلماء في كفره نقل هذا ابن حجر وغيره. . خامساً ان الايمان بنزول عيسى عليه السلام في اخر الزمان من العقائد المشتركة بين المسلمين واهل الكتاب وهم يستعدون اليوم لنزوله بجميع الوسائل الحربية وغيرها فهم مع كفرهم اصح عقيدة في هذه القضية من الترابي المنتمي إلى الاسلام والله اعلم ويستمر الشيخ محمد الصبري-معلقاً قبل الانتقال إلى محور اخر يقوله وانبه هنا على مسألة مهمة ان جملة ما قاله الدكتور حسن الترابي فيما عرض وانكار لما علم من الدين بالضرورة والمعلوم ان انكار ما علم من الدين بالضرورة لا يعذر فيه صاحبه بجهل لأن انكار الضروريات انكاره القطعيات المعلومة من الدين بالضرورة لا يعذر صاحبها بجهل إلا ان يكون حديث عهد باسلام أو نشأ في بادية بعيدة عن ان يصل إلى العلماء ليسألهم عن ذلك اذن هذه قضايا ليست من قبيل ما يعذر فيها الانسان بجهل لاسيما والرجل يدعي انه من كبار العلماء فبم يعتذر في هذه القضية أوتخضع الصلاة لان يناقش فيها أو يمكن ان تعقد ندوة بين القائلين بوجوب الصلاة والقائلين بعدم وجوبها أو يمكن ان يقال هذا القول؟! فو الله ما كانت هذه الندوة إلا ضرورة وإلا فالاصل ان ننصرف إلى قضايا عظام لو سكت هؤلاء الجهال لما حدث في الامة خلاف الامر الثاني في هذا ان الرجل ليس مكرهاً لم يقل هذه المقولات ولم تنشر ندوته في فضائية «الجزيرة» والسيف على عاتقه أو الرصاص بين كتفيه ثم انه ليس متأولاً تأويلاً سائغاً أيقبل ان يقول الانسان هذا الميكرفون الذي امامكم حجر وليس غالطاً من قبل؟! غلط اللسان كالرجل الذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فبم يعتذر للرجل ليست خصومة مع الرجال ولا غرابة ان تصدر هذه الاشياء من الترابي وهو الذي دعا إلى ايجاد مصادرة جديدة في التشريع وكأن الزمان قد خلا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم من قائم لله بحجة وكأن الشرع غاب من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وكأن هذا الحق خفي من عهد النبي إلى اليوم حتى يأتي بمصادر جديدة لتأتينا بقضايا جديدة ليست القضية زلة في مسألة لكنه منهج يأتي على الاسلام بالنقض وهذا الذي ارجوا ان يقف الناس عنده ويفرقون بين ذلك.
بعد ذلك اسند الحديث إلى فضيلة الشيخ العلامة محمد الصادق مغلس المراني- استاذ التزكية في الجامعة- حيث بدأ محوره قائلاً موضوعي هو الحديث عن رموز المدرسة التي ينتمي اليها الترابي باختصار هذه المدرسة بالجملة تحاول ان تقرب بين الاسلام والغرب وبين الاسلام والعلمانية وبين الاسلام والفرق الضالة، اما لحسن نية أو سوء نية هذا الرجل كما ذكر الاخوة من قبل يدعو إلى غير الاسلام وهذه المقولة قالها محمد بن عبدالكريم في هذا الموضع وفي هذا المكان في محاضرة له قبل اشهر ولعل البعض سمعها. . . . .
وروى عن عادل الشويف -من الكويت- ان الترابي يقول: ان القول بأن أصل الانسان قرد أولى من القول بأن أصله من طين وهذا القول اسنده محمد بن عبدالكريم إلى عادل الشويف وانه سمعه مباشرة من الترابي وقد اخبر بهذا في هذا الموضع كذلك روى لي الشيخ محمد الآنسي عن الحق يوسف وهو من زعماء الاخوان في السودان- ان الترابي كان يقول ذلك «اي ان القول بأن اصل الانسان قرد اولى من القول بأن اصله طين» وهو طالب في باريس ومما يؤكد ما قاله محمد بن عبدالكريم بأن الرجل يدعو إلى غير الاسلام ويعتقد ان التجديد معناه تجدد الدين ذاته يعني ان الدين ذاته يتجدد ويتغير ومما يؤكد ذلك ما نشرته مجلة نوافذ في العدد الاول في ص20-21 نقلاً عن الترابي نفسه يقول والتجديد ظاهرة من ظواهر الدين اصلاً لم يكتب الله ديناً لتبقى صورته ثابتة هكذا القول ويستطرد الذي يبقى إلى اليوم القيامة ثابتاً هو التدين ام الدين فلا يبقى ثابتاً -هكذا يزعم- وهذا العدد من المجلة موجود عندي ومن محاولة تقريبة بين الاسلام والغرب انه يحاول ان يأخذ بمبادئ الديمقراطية وان يلبسها ثوباً اسلامياً فمن ذلك ما قرأتموه من المشاهد كقوله ان المرتد ليس عليه حكم لأن الديمقراطية تجيز ان ينتقل الانسان من دين إلى دين ولا يحكم عليه وكذلك قوله بتسوية المرأة بالرجل سواء في الامامة أو في الولاية هذا- ايضاً- مبدأ ديمقراطي «تسوية الرجال بالنساء تماماً مطلقا» كذلك زواج المسلمة بالكتابي وهذا من مبادئ الديمقراطية لانهم يجيزون الزواج بغض النظر عن الدين ولو اختلف الدين. . . الخ من ضمن ما يؤكد عليه في هذا الباب انه يقول كما في العدد الاول من «نوافذ» في نفس الموضع الذي ذكرته سابقاً يقول «اؤمن بأن الاجتهاد متاح لكل مسلم مهما كان جاهلاً أو امياً» بمعنى انه يجوز ان يجتهد الامي وهذا ايضاً مبدأ مما جاءت به الديمقراطية الغربية ان كل الناس يقننون حتى الامي يجوز له ان يقنن اذا صار مثلا عضواً في مجلس تشريعي وهذه الفكرة وهي فكرة محاولة الاخذ من الديمقراطية إلى ديار المسلمين يؤيده عليها بعض الرموز فمن ضمنهم على سبيل المثال الدكتور طه جابر العلواني الذي رأس معهد الفكر الاسلامي لفترة من الزمن في اميركا يقول كما في مجلة نوافذ العدد التاسع ص534 « لايمكن لفصيل واحد ان يدعي امتلاك الحقيقة سواء أكان من العلمانيين أم اليساريين ام الاسلاميين ام القوميين» يعني ان الحقيقة لا يمكن ان يدعي احد امتلاكها من هؤلاء مع انه معلوم انه الحقيقة عند الاسلاميين ولكن الفكر الديمقراطي يقول ذلك ويجعل الاسلاميين كالعلمانيين وهذا المعهد «معهد الفكر الاسلامي» اسسه رجل اسمه اسماعيل الفاروقي هذا الرجل اشتهر عنه انه يقول «لا مفر من ان نسمح للاخرين بالدعوة كما نريد لهم ان يسمحوا لنا واذا كنا نخشى من تأثر العامة بذلك فعلينا ان نعمل على تقوية ايمانهم ومن رموز هذه المدرسة التي تؤيد الترابي في بعض مقولاته -الغنوشي- ففي العدد الثامن عشر من مجلة نوافذ في ص28-32 يقول بانه «سقطت شرعية الفتح في بلاد المسلمين وحلت محلها شرعية المواطنة» يعني ان الناس سواسية بغض النظر عن اديانهم وان على الحاكم المسلم ان يتبنى الديمقراطية وانها الحل وان عليه ان يرحل إلى المعارضة اذا فشل في الانتخابات ليحكم غيره ولو لم يكن مسلماً عملاً بشرعية المواطنة ويردد هذه الافكار انه يجوز الاجتهاد للامي وان الناس سواسية وانه يجب الاضافة إلى اصول الفقه يقول مثلاً «بأن مصادر التشريع في الاسلام معروفة -في اصول الفقه يقول مثلاً الكتاب والسنة والاجماع والقياس وهنالك بعض مصادر مختلف فيها الاستحسان وكقول الصحابي وشرع من قبلنا. . . . الخ» يقول يجب ان نضيف إلى ذلك مصادر جديدة من ضمن هذه المصادر اضافة علم الاجتماع وهذا التلميذ اسمه -قطب سان- وهو تلميذ للترابي يردد مقولات للترابي وسمعت هذا باذني في مؤتمر في ماليزيا حضرته مع الدكتور حيدر الصافح كما انه يردد ان الاجتهاد متاح لكل احد حتى لو كان امياً ومن ضمن ما يتقرب به الترابي إلى الغرب وإلى العلمانيين انه وكما ذكر المشائخ ينادي بالسماح بالردة وينكر حد المرتد يقول في مجلة نوافذ في العدد الاول ص20-21 «الله سبحانه وهب للانسان الحرية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وقال تشهد آيات القرآن عن الذين امنوا

 

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد