النشيد الوطني

هل المجتمع في حاجة لسماع الأغاني الوطنية؟؟!

2010-10-11 11:09:09 صفوان الفايشي

في إطار زيادة روح الانتماء والإحساس بأهمية الوطن، قرر ت وزارة التربية والتعليم منذ العام الماضي إلزام الطلاب بشراء شعارات وإلصاقها بحقائبهم وعلى اكتافهم والزي المدرسي الذي يلبسونه، إضافة إلى جملة من الاجراءات وعدت بها الوزارة منها تضمين المناهج الدراسية دروس في الولاء والغنتماء الوطني، وهب إلى جانب الوزارة عدد من المؤسسات التي ترى انها ومن خلال مجموعة شعارات ترفعها ستعمل على غرس الغنتماء في نفوس الناشة والشباب وتجعلهم يعرفون قيمة هذا الوطن ، كما ستعمل على رفع مستوى حبهم أيضا له والسؤال الذي يطرح نفسه، إلصاق العلم على أكتاف الطلاب والطالبات في المدارس سيُنمي مشاعر انتماء الشعب لهذا الوطن؟لذلك قامت صحيفة (أخبار اليوم) باستطلاع رأي الشارع اليمني، عن مدى تأثير تلك الشعارات وتوزيع كاستت تحتوي أناشيد وطنية ، في شعورهم بالانتماء الوطني. يقول عبد العزيز،مدرس، في الثلاثينات من عُمره: إن السلام الجمهوري نسمعه كل يوم في طابور الصباح، ولكن هذا لا يزيد من انتمائنا لوطن يبخل علينا بأبسط حقوقنا في حياة كريمة، ويحرمنا حتى من استنشاق هواء نقي، فالتلوث يحيط بنا في كل نواحي حياتنا، وأصاب كل شيئ؛ من الهواء إلى الماء إلى الطعام، فكيف إذن ننتمي لوطن أصبح كل شيئ به يصيبنا بالسرطان والامراض؟ اليمن من البلاد التي تلفظ ابنائها ويقول وليد ، أنا أعمل منذ خمس سنوات بإحدى الدول العربية، فاليمن من البلاد التي تلفظ ابنائها، ولا تتيح لهم فرصة حقيقية للنبوغ، والدليل على ذلك. ويتساءل "احمد "، شاب في الخامسة والعشرين من عُمره، وخريج كلية تجارة، ولا يعمل، كيف أنتمي إلى وطن لا أجد فيه فرصة عمل؟ ولا أجد فيه الطريق لتحقيق أحلامي، واستطرد قائلاً بيأسٍ وإحباط: أنا أحب فتاة منذ مرحلة الجامعة، ولم أتمكن من الارتباط بها، فهي تنتظرني بلا طائل. أما نشوان، وهو صبي يبلغ من العُمر حوالي ثلاثة عشرعامًا فيقول: أنا لا أحب المدرسة، ولا المدرسين؛ لأنهم يُحقرون من شأني لعدم ، لذلك.. أتمنى أن أسافر إلى خارج اليمن لعلني أجد مدرسة ومدرسين يحترمونني، ولا يجبرونني ، وبالطبع سيكونون أمناء في الحصص الدراسية، ويوصلون كل المعلومات المتاحة.   ما هو معنى الوطن بينما امين، وهو عامل في الإربعينيات من عُمره، فلا يفكر في قضية الانتماء للوطن، بل كل تفكيره ينحصر في شيئ واحد، وهو كيف يدبر قوت يومه له ولأولاده، ويقول "إبراهيم"، أحد الشباب المثقفين في تساؤل مرير: ما هو معنى الوطن؟ هل هو المكان الذي نولد فيه وندفن في ترابه؟؟ أم هو معنى للاطمئنان والسكينة والحياة الكريمة؟ تلك المعاني التي لم تعد متوفرة إلا لقلة قليلة تملك كل شيئ؛ المال والسلطة والنفوذ. الأغنية الوطنية لا سوق لها وعن أهمية الأغنية الوطنية، يحدثنا الموسيقي فؤاد العلوي قائلاً: إن الأغنية الوطنية لها أهمية وقيمة كبيرة في الأزمات والأحداث الوطنية، لما تعكسه من حب الوطن، والانتماء له، بالإضافة إلى زرع روح الحماس تجاه قضايا الوطن.  ويُعرب عن أسفه لغيابها، حيث أن الأغنية الشبابية، والاغاني المُسفَة، والتي تقدم الإغراء بطريقة مُبتذلة، أصبحت هي المنتشرة لتلهي الشعب عن مشاكل وطنه، كما أن الأغنية الوطنية لا سوق لها، لذلك لن يُقبل على إنتاجها المنتجون، مؤكدًا على أن الانهيار الثقافي والسياسي والاجتماعي، الذي يعاني منه مجتمعنا، أدى إلى غياب الأغنية الوطنية، بل أدى إلى غياب حب الوطن والانتماء إليه والتفكير في همومه، فأُصيب الجميع بحالة من اللامبالاة والياس والسليبة.   كيف يولد الشعور بالانتماء في ظل الفساد؟؟ عن غياب الشعور بالانتماء لدى الشعب اليمني يقول الدكتورعيدروس النقيب، أن ضعف الشعور الوطني لدى الشعب يأتي بسبب إحساسه بالظلم واليأس والإحباط؛ لأنه يفتقد احترامه وكرامته، بل وإنسانيته في بلده، و يفتقد للاستمتاع بحرية التعبير عن رأيه، وأيضًا حرية الحوار والتفاهم وقبول الأخر له، و يفتقد أيضا التوزيع العادل لموارد الثروة، ويعاني على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي من حالة من الحرمان والانهيار.  وينهي كلامه متسائلاً: كيف يولد الشعور بالانتماء في ظل منظومة الفساد والمحسوبية والرشوة؟؟ شعور الفرد بأنه جزء من المجتمع ويُعرِّف الدكتور محمد الظاهري - أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء - الانتماء بأنه: شعور الفرد بأنه جزء من المجتمع الذي يعيش فيه، ويفتخر بالارتباط به، ولكي يفتخر المواطن بوطنه؛ يجب على الدولة أن تُؤمِّن له الحماية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأن تساوي بين الجميع أمام القانون، وفي الحقوق والواجبات دون تمييز فيما بينهم، على أساس اللون أو الأصل أو المعتقد، وأن هذا التمييز من شأنه أن يجعل هؤلاء الأفراد يبحثون عن جماعة ينتمون إليها، لتحميهم وتقبلهم، وهنا يكون البحث عن الجماعة ذات الجذور الدينية أو العائلية.   النشيد الوطني يُجسد حياة الشعوب ويرى الدكتور "عاطف العراقي" أن النشيد الوطني هو تجسيد لتاريخ وحاضر الشعوب، حاملاً بين طياته التطلع للمستقبل المنشود؛ فالأغنية الوطنية عامة تمثل مجموعة من المشاعر النبيلة، التي يحملها الفرد للجماعة التي ينتمي إليها بكل أبعادها الجغرافية والتاريخية والثقافية، موضحًا أنه من الجيل الذي أسعده الحظ بازدهار الأغنية الوطنية، فاستمعوا وطربوا وشاركوا بشغف في ترديد أغنيات عَبَّرت بصدق وجمال عن نبض الناس، من خلال معان عميقة، وكلمات بسيطة.  والحقيقه أن دور الأغنية الوطنية ينتعش في فترات الصعود الاجتماعي والنهضة، أما في وقت الأزمات الاجتماعية والسياسية، فتتحول الأغنية الوطنية إلى صيحة تستصرخ يقظة الوطن والمواطن.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد