في وداعية معالي الوزير. حضر العسكر و حضر الجمهور ..وغابت الوجوه.

2010-11-03 03:18:39 كتب : ياسر الاعسم


في لحظات الوداع , حين يعلن الزمن بدء موعد الرحيل , تختلط المشاعر وتتناقض , وتفقد الاستقامة والثبات , تسقط الدموع ,وتتعالى الآهات , وتلوح الأيادي طواعية , وتبتسم الوجوه طربا لوجوده ,وتحزن القلوب لوداعه
,وبين لحظات الحزن , ولحظات الوداع,نستحضر تاريخا كبيرا,وقامة كروية مرصعة بالذهب.
الزمان عصر يوم الخميس,التاريخ 28/10/2010م,المكان ملعب (22مايو) في (عدن) ,الحدث اعتزال معالي الوزير(خالد عفارة) ,حيث يممت الجماهير في حجيجها شطره , توافدت أفراد و زمر ,حضرت من كل فج
عميق , تزاحمت الأجساد لتكون شاهدة على وداعية( الوزير ),لم تثنيها الإجراءات الأمنية الصارمة عن التواجد مبكرا ,استقبلت جباهها أشعة الشمس ,بلل أجسادها سيل العرق ,ولكن أقدامهم ظلت ثابتة,رافعة شعار التحدي
,لكي تتباهى به .اهتزت المدرجات بشدة ,لتعلن ثورة الوفاء والعرفان , وارتجفت الجماهير بقوة ,ليبعث هديرها رسالة عشق تقول له :كن على يقين بأنك لن تسير وحيدا , ولتعترف له بصراحة ,بان موعدها معه أزلي ,
ومفتوح الزمان و المكان..!. 
كان الجنود في كل شبر من المكان , مع هذا سارت خطوات الوجوه السمراء نحو الملعب بثبات وسلاسة ,كانت إرادتها عازمة على أداء مناسك حبها و عشقها , خالصة لوجهه الذي تشبه قسماته ملامحها , كانت رغبتها
الجافة ,طاهرة من إثم التظاهر و الظهور , بريئة من مغازلة عدسات المصورين , ونفاق وسائل الأعلام.    
شرف (شرف) المهرجان,وكان (البارك) سلطان , ولم يخلف أولاد (المقطري) العهد ,فجملوه ونصروه ,وحرس (عتوقة) بريق مجده , ولم يكن (المختار) ليفوت توقيت الفريضة في يوم عيده , ولأنه (الزحيري)فقد اختار
زمن الوصل وسمو اللقاء , وتحية (لعبدالله هادي)و(الجعرة)و(العبادي)و(محمود عبده)و(الرقيبي) , و(نوفل) و (باسل عوض).
تعظيم سلام لفارس الحضارم الكرام ,الكابتن(بن ربيعة) الذي هانت عليه مشقة السفر, وطوي بعد المسافات , لكي يدون أسمه في لوحة شرف (الوزير),ومثله (العبدالرحمن سعيد ) الذي لم ينكث الوعد.
نخلع القبعات احترام لجميع من عاصره ,وحرص على مشاركته عرسه , فان توقفت أقدامكم عن العطاء , إلا أن نبض قلوبكم لم يتوقف عن الحب.  
من الفضيلة أن نذكر الجهد المخلص للجان المشرفة على المهرجان ,الذي اتسم عملها بنكران الذات , فبرغم السهر و التعب , لم ينشز منهم احد.      
نعتب على الحضور الرسمي تأخرهم عن كرنفالية اعتزال (الوزير) ,وتخلفهم عن انطلاقة الحفل , فحين كان (خالد) في قمة التتويج ,يطوف مضمار الملعب الطواف الأخير, ويلوح بيده مودعا الجماهير, وحين كان حصاد
العيون المعلقة به بالآلاف ,كانت نتيجة المقاعد الأمامية الفاخرة صفر.
كنا نتمنى أن تتمردوا على رتابة المراسيم , وتتجردوا من ترف الرسميات ,وتتحرروا من قيود وأنانية الرغبة , كان يراودنا أمل بان تتقدم شفافيتكم صفوفنا, لتشاركنا كل التفاصيل من أول نقطة إلى أخر سطر,لأن الاحتفاء
به فرضا ملزما , لا من باب الشفقة و العطف ,بل من باب رد الجميل ,ولا هو إسقاط روتيني للواجب , بل اعتراف رسمي بالفضل و بالشرف.     
رجلا كهذا سكن الوطن جسده ,ولفه برايته , ولقنه نشيده ,لا هو جدير بان نحارب لينال حقه ,ونعاتب تقصيركم لأجله,ويستحق أكثر مما كتبنا , وما أحجمنا عن كتابته والبوح به..؟.
 
**درس.
أن حاجتنا إلى تكريمه ,حركت فينا أحساس عفويا للوفاء بالذمة والأمانة ,ويلازمه شعور نبيل يحررنا من تأنيب الضمير ,وألم الجحود, ونسألكم إلا تكون حاجته للتكريم سبب في بعثرت أوراقه على أعتاب المسؤلين و
أبواب السماسرة ,ويعبث ذوبان الوعود بحيائه وتواضعه,وتخدش النرجسية عز نفسه وزهو كرامته , فتجارب من سبقوه المريرة شاهد عيان على النكران ..نسال الله أن تكونوا أهل عزم وصدق

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد