فرقنا الوطنية من سيئ إلى أسوأ

الأجنبي فلوس منهوبة.. ونتائج منكوبة.. سلمها للنعاش وتوكل على الله

2011-02-21 16:25:23 كتب / عيدروس عبدالرحمن


عانت كرتنا اليمنية خلال السنوات الأخيرة من نكسات وأزمات لا حصر لها ولا آخر، خاصة في نتائج وعروض فريقها الوطني الأول.. وكلما مر علينا مدرب أجنبي وأعطانا من الوعود ما يسيل له لعابنا، وأنه سوف وسوف . ولسوف يهبش منا ما يشاء، ويشرب من دمائنا وعرقنا آلاف ومئات الآلاف من الدولارات.. وفي نهاية المطاف نعود بخفي حنين.. لأننا للأسف لم نتعلم من تجارب الماضي، ولم نتعلم من دروس الأمس، ولم نعمل لأنفسنا ذاكرة يقظة نرجع إليها عند الحاجة وعند اتخاذ القرار الصائب لصالح كرتنا اليمنية.
ولم نلق من فرقنا الوطنية بمدربيها الأجانب ومديريها الفنيين سوى عروض باهتة، ونتائج تجعل دماءنا تغلي، وجباهنا تنحني.. وخلال السنوات الأخيرة لم نحصل حتى على بصيص أمل أو بصيص ضوء يطمئنا ويفرحنا ويغرينا بأن هناك غدا مشرقا وأملا واعدا وفائدة مرجوة لتحسين أوضاع ونتائج كرتنا اليمنية.
وعندما جاءنا المدرب المصري القدير محسن صالح في خليجي 19 في سلطنة عمان وهو الذي أقام فترة طويلة قبل ذلك ظهرت نتائج فريقنا الوطني الأول هي الأسوأ منذ مشاركتنا في دورات الخليج، وصرنا أصحاب النقطة (صفر) بدلا من النقطة اليتيمة التي كنا نحصل عليها في أول مباريات مشاركاتنا خليجيا.. والواقع أن الكابتن محسن صالح عرف ما الذي تريده قيادة الاتحاد، وعمل على ذلك.. لكنه لم يكن يوما قادرا أو مستعدا للبدء في وضع اللبنات الأولى لفريق وطني يحبوا اليوم لكي ينهض غدا، وخرج منا ومن بيننا بعلاقات ثنائية وصداقات دائمة مع عدد كبير من قياداتنا وكوادرنا، حتى بعد تمثيلية الإقالة التي جاءت بعد لقاء السعودية ثماني الإبعاد، ثم وبشكل اضطراري وفجأة تولى المهمة الكابتن سامي النعاش لإدارة مباراتنا أمام قطر، ولعبنا جيدا رغم الخسارة.. ليقود منتخبنا أمام اليابان وما أدراك ما اليابان وفي أرضهم بطوكيو لنخسر بهدفين لهدف في مباراة قوية لأولادنا وحماس كبير وحس وطني، لأن من تعامل معهم واحد منهم يعرف كيف يفكرون، وكيف ومتى يشحذ هممهم، ويستفز حافزهم الوطني، ولأنه استمر معهم قليلا حقننا أول انتصار رسمي خلال سنوات عجاف أمام هونج كونج في صنعاء ضمن التصفيات التمهيدية، وفازت اليمن بهدفين.
لكننا لم نتعلم من الدرس.. وربما هناك حوافز وإغراءات أخرى أو تصفية حسابات عندنا للمدرب الأجنبي الذي لقن اليمن درسا لن تنساه طالما هناك ذاكرة يقظة في خليجي 20، بالرغم من أننا وفرنا له حتى لبن العصفور.. معسكرات.. وحوافز.. وثاني أغلى راتب في البطولة رغم أننا دولة فقيرة، ولا نستطيع مجاراة دول الخليج.. حينها خسرنا.. وكم خسرنا، وعلى الرغم من توفير أفضل سيناريو للمشاركة من جميع النواحي.. وما أقسى أن توزع الوعود والأماني، ثم نصحوا على كابوس لم نخرج منه حتى الآن.
الكارثة أننا كرمنا اللاعبين رغم السقوط.. يا سبحان الله.. فكيف إذا فزنا أو تعادلنا في مباراة ماذا كنا سنصنع لهم.. لا جواب، وطالما أننا لم نستوعب بعد كفاءة المدرب الأجنبي رغم ما يستنزف من عملات أجنبية، ويخرج علينا بإساءات وتصريحات تزيدنا وجعا.
يا شيخنا العيسي أعطها للمدرب الوطني، وامنح الثقة مرة واحدة في حياتك للكادر المحلي في مشاركة رسمية واحدة على أن يحصل على كافة التسهيلات وظروف الإعداد الجيد والتهيئة المناسبة، وبعدها يحاسب أو يخرج من الخدمة اتحادنا الكروي.. عملنا ومنحنا الثقة للأجانب ولم يحققوا لنا نتائج، ولم نسلم من جشعهم الذي لا يحتمل.. وفي الأخير عدنا خطوة إلى الخلف.
وطالما أن الأمر كذلك يا ذا لماذا لا نجرب كادرنا المحلي.. يا شيخنا العيسي أعطوها للنعاش وتوكل على الله.. وبكره نشوف.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد