في التلال وضعٌ كارثيٌ تتوالى فيه الأزمات بعدما انشغل الزوكا وتاه معياد

تمردٌ جزئيٌ للاعبين المطالبين بمستحقاتهم.. وإدارة عاجزة لم تعد تجيد سوى الاسترزاق بما بقى

2011-05-07 19:29:28 أخبار اليوم / خالد هيثم


يبدو أن أمور عميد أندية الخليج والجزيرة نادي التلال الرياضي يسير في اتجاه المجهول بسبب انشغال رئيسه عارف الزوكا وزير الشباب في حكومة تصريف الأعمال ومعه نائبه حافظ معياد الذين تاه هو الآخر بسبب انشغالهما بما هو أهم بالنسبة لهما باعتبار أن لديهما مهام ذات علاقة بالشأن الذي يرمي بثقله على الساحة اليمنية في كل المحافظات.. أمس استلم جوالي مكالمتين متلاحقتين حملتا مضمونا واحدا وهو (استغاثة لإنقاذ ما تبقى، وإيجاد ركائز تعيد التوازن للتلال وفريقه الأول الذي يعاني الأمرين، ويعيش وضعية مثخنة بالجراح وعلى مرأى ممن بقي من إدارة النادي التي يبحث معظمها عن البقايا لتكون في حساباتهم الضيقة دون استشعار بالوضع وما هو قادم)!.
إحدى المكالمتين طالبني صاحبها بالدخول إلى موقع كرة يمنية في الشبكة العنكبوتية الذي يجمع عددا من محبي النادي، ويناقش قضايا أندية اليمن كل من حيث يهوى، مطالبا إياي بإصرار أن أطلع على أحوال التلال التي لا تسر عدوا ولا ترضي حبيبا.
لبيت الدعوة والطلب وذهبت إلى الكمبيوتر، وفتحت موقع صحيفة (التلال)، فصدمت بأن يصل حال التلال إلى تلك الوضعية، فيما هناك من يتشدق عبر الصحافة ويمتدح هذا وذاك رغبة منهم في إبقاء روابط شخصية ليس أكثر بعيدا عن أحوال التلال ولاعبيه.
أوضاع التلال مخزية لمن يتواجد في مواقع القرار.. فاللاعبون - وبحسب معلومات استقيتها من أحدهم على مفترق – لا يمكن أن يكونوا في خدمة الفريق في قادم مشاويره التي فيها محطات تضعهم في طريق استعادة لقب الدوري، إضافة الى حظوظ التأهل إلى الدور الثاني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي الذي حققوا فيه فوزا وخسارة في المباراتين الأخيرتين.
فصول المعاناة تنوعت عناوينها في الفترة الماضية، وتشكلت مابين مرحلة وأخرى دون قدرة المخولين بالقرار إيجاد الحلول المناسبة، مما جعل الأمور التي كان فيها الجانب المالي (الرواتب والحوافز) هو الأساس، يتخذ مسارا غير مألوف عند اللاعبين الذين سجلوا قبل أسابيع موقف جاد امتنعوا فيه عن التمارين مالم يستلموا تلك المستحقات التي كان فيها التكريم الخاص بالموسم الماضي للفريق كوصيف دوري وبطل كأس.. ومع ذلك تدخلت الوعود الجزئية التي لم تكن كافيه خصوصا بغياب كاك بنك ممثلا بحافظ معياد عن أدوار الدعم التي كانت مفتاح لأية معضلة، فمرت الأوقات ودخل التلال في زنقة الصراعات بين أمين عام التلال عبدالجبار سلام الماسك بالأمور الإدارية في غياب الرأسين الكبيرين، وعمر بلفقيه المكلف بإدارة الشأن المالي لتفضي الأمور بابتعاد الأخير تاركا الساحة للأول ليكون صاحب القرار الشامل، ويدخل التلال بتلك الحالة الجديدة في وضع جديد كانت الأزمات تتقاذفه من وقت إلى آخر في ظل حديث عن مديونية كبيرة على النادي لكاك بنك الذي كانت صرفيات التلال تأتي من خزائنه في فترة سابقة كان فيها الصرف يتجاوز الحدود، بل إن الأمر تجاوز ذلك حين يتحدث البعض بأن رواتب اللاعبين ذهبت في اتجاه استعادة كاك بنك لشيء من المديونية.
ولأن الحلول الجذرية غابت في ظل ارتباط التلال كفريق كرة قدم بمشاركة آسيوية متطلباتها كثيرة كان للازمات حضور لا ينقطع بعد أن غابت رواتب اللاعبين لشهر، ثم شهرين وبعد تبخر التكريم الذي ضرب له أكثر من موعد لم يصل إلى الحقيقة، ثم سفريات شاقة للفريق في المشاركة الآسيوية عانى فيها اللاعبون ساعات انتظار طويلة في الترانزيت بفعل مسعى البعض إلى حجز أرخص يكون فيه العائد الخاص كافٍ لسد رغبات المسترزقين على حساب راحة اللعب الذي يسافر في الأصل قبل السفر بيومين يقضيها في الأجواء.
ومن بين كل ذلك كان اللاعبون الذين وصلوا إلى طريق مسدود مع الإدارة لحل قضاياهم العالقة والمتعلقة أساسا برواتبهم وحوافز المباراتين الآسيويتين يكتبون سطور سيناريوا فصل جديد لوضعهم المتهالك، وكان يتجسد في مغادرة جماعية للاعبين من صنعاء التي كان يفترض أن يبقوا فيها إلى يوم الرحلة إلى أوزبكستان التي يخوضون فيها آخر اللقاءات الآسيوية، فتوجهوا إلى عدن دون إذن من الإدارة أو حتى الجهاز الفني العاجز عن التخاطب مع الإدارة لحل الأمور، رافضين السفر إلا بحل جذري يكون كافيا لاستلام رواتبهم على أقل تقدير لتلبية متطلبات أسرهم.
أمر جديد على التلال جاء كرد فعل لوضع إداري مخزٍ يعيشه التلال، وكان يعلن عن نفسه ليس من اللحظة ولكن من وقت سابق ابتداءً من غياب الزوكا وإعلانه الاستقالة الصورية وحين تاه معياد الذي كان الحل السريع لأية معضلة وخصوصا حين تكون مالية.
آخر المعلومات التي وصلتني تقول إن الوضع الكارثي الذي رمى بثقله أمس بمغادرة اللاعبين إلى عدن قد هز أركان المتواجدين من الإدارة الذين يتأهبون للسفر إلى أوزبكستان، وسعوا إلى تواصل مع أطراف عدة للم الأمور من (سُكات) واستعادة اللاعبين إلى صنعاء من خلال بعض الحلول السريعة بصرف راتب شهر للاعبين الثمانية عشر المتواجدين في السفر - ركزوا معي - ذلك عدد اللاعبين بينما عدد الإداريين يتجاوز الـ(12)، وهو حل جزئي يستثني باقي اللاعبين المبعدين عن المشاركة الآسيوية.
مكالمات قد تفضي بحلول عودة اللاعبين المتمردين والتحاقهم بالبعثة المغادرة إلى أوزبكستان، لكنها لن تكون حل، وإنما مسكن لمرحلة ستنتهي بعودة اللاعبين من مواجهة ناساف التي أتمناها ظافرة.. إلا إذا وجدت الحلول الشافية التي تعيد الأمور إلى نصابها بين اللاعبين والمهمات القادمة للفريق التي تتعلق بها آمال المحبين للنادي الكبير وما أكثرهم.
من بين الأمور الغريبة في التلال أن يغادر المدرب دون مساعده إلى الهند وأوزبكستان في إطار منظومة المجاملة التي يتم فيها استدعاء بعض الشخصيات لمرافقة البعثة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد