أوسيتيا الجنوبية تطلب من روسيا الاعتراف باستقلالها

2008-08-23 02:52:27 أخبار اليوم - وكالات


طلب برلمان إقليم أوسيتيا الجنوبية من روسيا الاعتراف باستقلال "جمهورية أوسيتيا"، وهو تطور يهدد بمزيد من التعقيد في أزمة القوقاز، خاصة في ظل فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لاتفاقية سلام بالمنطقة، والتشكيك الغربي في التزام روسيا بسحب قواتها من جورجيا تنفيذا لخطة وقف إطلاق النار التي قدمتها الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.

ووفقا لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي فإن البرلمان الأوسيتي الجنوبي قدم هذا الطلب للقيادة الروسية، مؤكدا أن أوسيتيا الجنوبية تتمتع بكل مقومات الدولة.

وكان رئيس أوسيتا إدوارد كوكوتي قد وجه هذا الطلب لروسيا في خطاب له في تسخينفالي أمام ألف شخص.

وشهد إقليم أبخازيا أمرا مشابها، عندما خاطب أحد المسؤولين هناك آلاف الأشخاص الذين حضروا مؤتمرا وطنيا في الساحة الرئيسية للعاصمة سوخومي قائلا "نتوجه إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وإلى مجلس الدوما في الاتحاد الروسي بطلب الاعتراف باستقلالنا".

وفيما يتعلق بالانسحاب الروسي من جورجيا الذي يفترض أن يتم أمس الجمعة وفقا لتعهد روسيا، برزت ملامح مشكلة جديدة، سببها اختلاف تفسير الأطراف المعنية بالأزمة لطبيعة القوات الروسية التي يجب سحبها، والأماكن التي يجب الانسحاب منها.

حيث قال مسؤولون عسكريون روس إن من يسمونهم قوات تعزيز ستعاد إلى داخل أوسيتيا الجنوبية بنهاية يوم أمس، ومن هناك ستنسحب إلى الأراضي الروسية في غضون عشرة أيام.

وفرق المسؤولون بين تلك القوات ومن يصفونهم بقوة حفظ السلام، وقالوا إن هذه القوة ستبقى إلى أجل غير مسمى بأوسيتيا الجنوبية وبمنطقة عازلة حولها، الأمر الذي يعني أن هذه القوات ستظل في قلب الأراضي الجورجية، وقريبة من الطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب.

غير أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي رفض ذلك بشدة، وقال "لن تكون هناك مناطق عازلة، لن نعيش أبدا مع أي مناطق عازلة".

من جهة أخرى اتهمت واشنطن روسيا بالتلكؤ في تنفيذ الانسحاب، وقال قائد بارز بالجيش الأميركي "المعلومات التي لدي تفيد بأنهم إذا كانوا يتحركون، فإنهم يتحركون كالسلحفاة ببطء شديد".

وفي واحد من أكثر التصريحات الأميركية شدة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو إن الانسحاب لا يجري بسرعة كافية، "إذا كان قد بدأ حقا، يجب أن يحدث الانسحاب، وأن يحدث الآن".

واستبعد أن تعيد الولايات المتحدة تعاونها العسكري مع روسيا، قبل أن يحل الوضع في جورجيا.

وفي سياق إظهار الدعم الأميركي لجورجيا من المقرر أن ترسل واشنطن اليوم المدمرة ما كفول إلى البحر الأسود، الفناء الخلفي للبحرية الروسية، لتسليم مؤن إغاثة إلى جورجيا.

كما أن البنك الدولي سيرسل بعثة لتقييم الأضرار الاقتصادية التي خلفتها المعارك، وذلك تمهيدا لإنشاء صندوق للمساعدة في دفع نفقات إعادة إعمار جورجيا.

وتأتي هذه التطورات فيما فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لمشروع قرار لخطة سلام بالقوقاز.

وقد ظهر الخلاف بعد اعتراض روسيا على تفسير بندين في مشروع القرار الذي قدمته باريس، أحدهما يدعو لضرورة احترام سلامة جورجيا الترابية، والآخر يطالب روسيا بسحب فوري لقواتها من جورجيا، وهما تفصيلان لم يكونا موجودين في خطة وقف إطلاق النار، التي وافقت روسيا عليها مسبقا.

وردا على المشروع تقدمت روسيا بوثيقة، تمسكت فيها بخطة وقف إطلاق النار، وأعلنت أنها ستطرحها للتصويت، فيما أكد دبلوماسيون غربيون أن هذه الوثيقة لن تنال موافقة أعضاء المجلس الدولي.

وفي تطور يعكس الأبعاد الدولية للأزمة، أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز استعداد بلاده لاستقبال أسطول روسي في مياه بحر الكاريبي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد