أعلن رئيس البرلمان الأوكراني أمس الثلاثاء، انهيار التحالف الحاكم الموالي للغرب في كييف مما يدخل هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في أزمة سياسية جديدة.
وأوضح أرسيني ياتسينيوك أن مهلة العشرة أيام التي أعطيت للائتلاف الحاكم من أجل مواصلة العمل الحكومي، انتهت حسبما ينص للقانون.
ويكرس هذا الإعلان الطلاق السياسي بين حزب الرئيس فيكتور يوتشينكو وحزب رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو، ووفقا لاتفاق التحالف بين الجانبين بات على الأخيرة أن تقدم استقالتها على أن تمارس مهامها بالنيابة لحين تشكيل حكومة جديدة. وتصاعدت حدة النزاع بين الرئيس ورئيسة الوزراء أثناء الحرب الروسية الجورجية في أغسطس الماضي، حيث وقف يوتشينكو في صف جورجيا بينما تجنبت تيموشينكو انتقاد موسكو علنا مما دفع الرئاسة إلى اتهامها "بالخيانة العظمى" لحساب الكرملين.
ومضت تيموشينكو في تحديها للرئيس عندما تبنت كتلتها البرلمانية بالتعاون مع المعارضة المؤيدة لموسكو مطلع الشهر الجاري سلسلة قوانين تحد من سلطة رئيس الدولة وتسهل إجراءات تنحيته، بينما رد الحزب الرئاسي على ذلك بإعلان انسحابه من التحالف الذي كان يشكله مع كتلة تيموشينكو.
وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي لأوكرانيا، يبدو هناك احتمالان أولهما تشكيل تحالف بين تيموشينكو والموالين لروسيا بحزب الأقاليم بقيادة فيكتور يانوكوفيتش، على أن يتم ذلك خلال ثلاثين يوما وإلا يحق للرئيس حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، علما بأن البلاد كانت قد شهدت انتخابات مبكرة في سبتمبر الماضي لتجاوز الأزمة السياسية التي كانت نشبت آنذاك. يُذكر أن يوتشينكو وتيموشينكو هما المرشحان الأبرز للتنافس بالانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها نهاية 2009 أو بداية 2010، علما بأنهما كانا حليفين في إطار المعارضة التي نجحت عبر الثورة البرتقالية في الوصول إلى السلطة عام 2004. <