قلق أممي من ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين بأفغانستان

2008-09-18 03:45:46 أخبار اليوم - وكالات


أعربت الأمم المتحدة أمس عن قلقها مما وصفتها الزيادة الحادة في أعداد القتلى المدنيين بأفغانستان في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2008 التي بلغت 39% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق.

وطالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافانيثيم بيلاي بضرورة تحسين التنسيق بين القوات الأفغانية والقوات العسكرية الدولية لتعزيز حماية المدنيين وضمان سلامة المجتمع المتضرر من الحرب.

ودعت بيلاي في مداخلة أمام الدورة التاسعة لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف من الثامن إلى السادس والعشرين من سبتمبر الجاري جميع أطراف النزاع إلى "احترام القانون الإنساني الدولي وضمان بذل كل جهد ممكن لتجنب قتل المدنيين".

وطالبت في هذا السياق ب"الكف عن الممارسات العشوائية التي تؤدي إلى خسائر ضخمة في الأرواح" مشددة على تغيير "سياسة الإفلات من العقاب في أفغانستان".

وتستند المفوضة إلى تقرير أعده فريق بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، حيث سجل 1445 حالة قتل على الأقل منذ مطلع هذا العام، سواء على يد القوات العسكرية الدولية أو القوات التابعة للحكومة أو نتيجة العمليات التي قامت بها حركة طالبان والقوات المناهضة للحكومة.

ويركز التقرير على مصرع 395 مدنيا أفغانيا العام الجاري بسبب الغارات الجوية التي قامت بها القوات الدولية، مثل غارة على حفل زفاف في مقاطعة نانجهار في سادس يوليو وأسفرت عن مصرع 47 مدنيا من بينهم 30 طفلا، وغارة مشابهة في 22 أغسطس تسببت بقتل 62 طفلا بإقليم شينداند. وطالبت بيلاي باعتماد قدر أكبر من الشفافية والمساءلة في إجراءات القوات الدولية المشاركة في الحوادث التي تتسبب بوقوع خسائر بين المدنيين، مع استحداث نظام مستقل وعادل لتقييم الأضرار ودفع الدية إلى أقارب الضحايا وتعويضات للمتضررين.

ويسجل التقرير أن مصرع 330 أفغانيا في أغسطس الماضي هو "ارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا خلال شهر". واعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان أن هذا العدد "أعلى معدل وفيات بين المدنيين في شهر واحد منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001".

في المقابل يرى التقرير أن 55% من القتلى -أي ما يعادل نحو 800 فرد- قضوا "بسبب عمليات منسوبة إلى حركة طالبان وغيرها من القوات التي وصفتها بالمتمردة على الحكومة، وهو ضعف عدد القتلى في معارك مشابهة وقعت في الفترة نفسها من العام الماضي".

وتتهم المفوضة السامية لحقوق الإنسان حركة طالبان بتنفيذ ما وصفتها "حملات منتظمة من التخويف والعنف تستهدف المدنيين اعتقادا من مؤيدي طالبان أنهم يدعمون الحكومة الحالية".

كما تسببت القوات الموالية للحكومة في مصرع 577 مدنيا منذ بداية العام في عمليات عسكرية، مقابل 477 في الفترة نفسها من العام الماضي.

كما أعربت عن قلقها إزاء استمرار انخفاض العمل في المجال الإنساني ووجود مساحات شاسعة في أفغانستان خارج نطاق المعونة التي تقدمها المنظمات الدولية، وذلك بسبب تعرضها لهجمات مباشرة أو التهديد، حسب قولها. واستشهدت على ذلك باغتيال طبيبين اثنين وسائقهما من طاقم منظمة الصحة العالمية في الرابع عشر من هذا الشهر في بلدة سبين بولداك الحدودية مع باكستان، ليصل عدد القتلى بين صفوف موظفي الإغاثة الدوليين إلى 30 منذ مطلع العام.

وترى المفوضة السامية أن الهجمات التي تستهدف العاملين في مجال المعونة ليست فقط فظيعة، "بل تتسبب أيضا في عواقب سلبية بعيدة المدى على أفقر قطاعات السكان، ما يؤدي إلى استمرار عمليات التشريد وتدمير الممتلكات فضلا عن تعطيل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والخدمات الأخرى". <

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد