الأطفال والنساء بصحبة – الحمير - يقطعون المسافات الطويلة للحصول على قطرات المياه

رحلة البحث عن المياه بريمة

2012-01-23 04:16:09 أخبار اليوم/ هائل البكالي


 ما أن يحن الشتاء القارس على هذه المحافظة حتى تبدأ رحلة البحث عن المياه في جبال ووديان عزل وقرى المحافظة.
لم تكن أزمة المياه هي الوحيدة في محافظة ريمة، لكنها هي الأشد والأخطر على مواطني هذه المحافظة التي عانت ولا زالت تعاني من مأسٍ عديدة تتقدمها الخدمات الأساسية هي الأشد بؤساً، فشحة الماء وظلام الكهرباء, وصعوبات الطرقات من ابرز مشاكل هذه المحافظة.
 فالمشروع الوحيد للمياه في ريمة الذي يمتد من منطقة الرباط إلى الجبين عاصمة المحافظة لا يزال متوقفاً منذ تمت التجهيزات الأخيرة للمشروع قبل أكثر من ثلاثة أعوام, والذي قدرت تكاليفه بعشرات الملايين، الأمر الذي يفتح الكثير من التساؤلات عن سر عرقلة المشروع.
المشروع الوحيد في المحافظة والذي يمتد من منطقة الرباط إلى عاصمة المحافظة الجبين والمكون من 7 مراحل ويبلغ طول خط الضخ التابع له 20 كيلومتراً باتجاه أعلى قمة في الجبين تم تنفيذه من قبل الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف، المشروع في حالة احتضار، فهناك الكثير من معدات وخزانات المشروع التي تلفت خلال هذه الفترة الطويلة والتي ظلت منتظرة إلى مرور المياه فيها كثيراً.
 ترتفع أسعار الماء في المحافظة في الشتاء، حيث أنها تنافس أسعار الوقود في بعض المناطق التي تعاني إن لم تكن تحتضر في شتاء من انعدام المياه.
يظل مواطنو هذه المحافظة تحت رحمة مياه الأمطار أن نزلت وان لم تنزل يستورد الماء من المحافظات المجاورة ويصل إلى قرى المحافظة بمبالغ مالية تصل إلى اكثر20 ألف للوايت المتوسط.
مواطنو هذه المحافظة يقومون طوال فترة الأمطار بتجميع المياه في أحواض و- برك وخزانات – التي تكون المصدر الوحيد بعد جفاف الآبار وشح الأمطار.
أما كثافة السكان لم يكن لها اثر على مأساة المياه التي تعيشها ريمة, حيث أنه تنعدم في المحافظة مشاريع السدود والحواجز المائية والأحواض التي تغذي الآبار الجوفية وكذلك انعدام الترشيد الزراعي وغياب وزارة الزراعة في ريمة كل هذه العوامل التي ضاعفت المأساة والتي تقع في كفة، بينما الكفة الثانية يتربع عليها الفساد المقترف والأيادي العابثة التي تطال المخصصات المالية للمحافظة وتصبح هذه المحافظة هي الضحية بين هذه الكفتين.

حيث يقطع الأطفال والنساء المسافات الطويلة تصل إلى أكثر من - 3 - كيلو مترات بصحبة الحمير الوسيلة الوحيدة للنقل في اغلب قرى وعزل المحافظة.
النساء والأطفال هم الضحايا, فالأطفال يقضون أوقاتهم بين التنقل في آبار المياه ويتعرضون لحوادث كثيرة منها السقوط في هذه الآبار, أو الانزلاق من تلك الطرقات الوعرة التي يقطعها حاملاً على رأسه دبة ماء تروي عطش أفراد أسرته.
منظر مؤلم لتلك الطفل الذي يعيش منذ نعومة أظفاره حتى حفر قبره وهو مشرد بين الجبال والوديان بحثاً عن الماء والمرعى.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد