يبدو أن اليمن سوف يخطو ـ هو الآخر ـ بخطوات سريعة وثابتة نحو الاستقرار والتسوية السلمية برغم التحديات الأمنية الكبيرة التي شهدتها البلاد في أغلب محافظات الجنوب وصعدة أمس خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن لمدة عامين.

وبرغم أن مرشح التوافق الوطني عبدربه منصور هادي يعتبر التصويت له أقرب بالمشاركة في استفتاء باعتباره المرشح الوحيد.. وبرغم دعوة المقاطعة من جانب الانفصاليين الجنوبيين الذين دعوا إلى عصيان مدني في يوم الانتخابات والحوثيين في أقصي الشمال لتلك الانتخابات.. وبرغم أن التقارير التي بثتها وكالات الأنباء أمس تشير إلى مقاطعة أكثر من 70 بالمائة من اللجان الانتخابية في أغلب محافظات الجنوب وصعدة.. برغم كل ذلك أكدت المصادر أن إقبال اليمنيين على المشاركة في عملية التصويت فاق كل التوقعات في أغلب دوائر الجمهورية وأنه تجاوز نسبة الـ80 في المائة وأن الحوادث الأمنية المخلة بسير العملية الانتخابية قليلة وتكاد لا تذكر.

وهذا يؤكد أن اليمنيين مصرون على طي صفحة الماضي والبدء في مصالحة وطنية شاملة تحافظ علي اليمن وأمنه واستقراره في أكبر تحول تشهده البلاد من أجل الخروج من تلك الأزمة الطاحنة التي تعصف بها منذ مطلع العام الماضي.

نجاح الانتخابات اليمنية ـ التي تعلن نتائجها النهائية غداً ـ هو نجاح لثورات الربيع العربي عامة.. وهو حافز مهم لنا بعد مرور أكثر من عام علي الثورة المصرية خاصة أننا كنا الملهمين لهذه الثورة.. لأن الظروف اليمنية أكثر صعوبة وتحدياتها الأمنية أشد قسوة.. وبالرغم من ذلك فهناك إصرار شعبي جارف على عبور هذه الأزمة واجتياز هذا المنعطف التاريخي للتوجه نحو السلام والوئام والإصلاحات اليمنية الشاملة.

نتمني لأشقائنا اليمنيين كل النجاح والتوفيق.. ونتمني لثورتنا المباركة الترفع عن كل الصغائر والتفاهات والسخافات التي بدأت تطفو على السطح في الفترة الأخيرة.. والتركيز علي درء الفتن والقضايا المصيرية الكبري.. حتي تتغير الخريطة العربية والخريطة الإقليمية بل الدولية كلها بفضل شرارة الثورة التونسية وعظمة الثورة المصرية وعزيمة وإصرار الثورة اليمنية.. وإنا لمنتصرون!!.
نقلاً عن الأهرام المصرية