في أمسية فكرية بمنارات أكد فيها أن الوحدة اليمنية تعد مطلباً قومياً..

د. باحارثة: يجب معالجة القضية الجنوبية بعيداً عن المصالح الخاصة والضيقة

2013-01-03 03:11:18 أخبار اليوم/ عبدالحافظ الصمدي


أكد الباحث الدكتور/ احمد هادي باحارثة أن الوحدة اليمنية تعد مطلباً قومياً, باعتبارها نواة حقيقية لأي وحدة عربية, لما تشمله من تنوع في الجغرافيا والتاريخ والخصائص الاجتماعية بتعددها وتنوعها.
ودعا إلى قيام الجهات المعنية في الدولة بتعزيز الهوية الوطنية وروح المحبة والإخاء والتسامح بين مختلف شرائح المجتمع.
وفي أمسية فكرية بعنوان "اليمن من ضيق الجهوية إلى سعة الهوية " نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات).. شدد الدكتور باحارثة على ضرورة النظر إلى ما صار يعرف حالياً بالقضية الجنوبية والعمل على حلها بعيداً عن المصالح الخاصة أو الضيقة وأن يكون الهم الوطني هو الأساس للوحدة الوطنية.
وشدد على أهمية تأسيس الهوية الوطنية تحت اسم اليمن الكبرى, يتم فيها تبادل المحبة والاحترام والثقة بين مكونات دولة الوحدة والمجتمع, لننتقل من ضيق الجهوية إلى سعة الهوية وتكون هذه الهوية هي مقياس الوطنية الحقة بين مواطني اليمن.
    اليمن الكبرى:
وقال: بتأسيس الهوية الوطنية الجديدة تحت اسم ( اليمن الكبرى ) يتم تبادل المحبة والاحترام والثقة بين مكونات دولة الوحدة بنظامها الجديد الذي ينبغي أن يتبنى تلك الهوية ويرسخها في جميع مفاصله، وننتقل بذلك من ضيق الجهوية إلى سعة الهوية، وتكون هذه الهوية الواسعة هي مقياس الوطنية الحقة بين مواطني ( اليمن الكبرى ) والذين بذلك ستتأصل فيهم روح الولاء والانتماء وتبعد عنهم مشاعر البعد والاغتراب النفسي، وهي مشاعر كانت قد كونتها ما ذكرناه من الرؤيتين الخاطئتين الانفصالية من قوم والجهوية من آخرين وكل واحدة مترتبة على الأخرى.
ريبة مستديمة:
وقال إنه في حال غابت الهوية الوطنية عن أي خطوة وحدوية أو اعترتها الضبابية, فقد فقدت شرعيتها الوطنية، وحلت بدلاً عنها مفاهيم الاختزال أو التوسع، اختزال الوطن الكبير في جزء منه يصبح كالنموذج الذي يجب أن تتماثل به سائر الأجزاء شاءت أم أبت، أو ينظر ذلك الجزء( النموذج ) لسائر الأجزاء كالتوابع يجب أن تدور في فلكه، وفي كلا الحالتين تصبح تلك الأجزاء أو التوابع محط ريبة مستديمة وعليها أن تجتهد دوماً في إظهار الولاء والوفاء، وأن تبقى أبد الدهر في حالة نقص وحاجة حتى تنفي عن نفسها أي ريبة للتفرد أو الانفصال أو الاستقلال، وهنا تكمن خلاصة القضية التي مظاهر الاحتجاجات ما هي إلا أبسط إفرازاتها .
 ولفت إلى أن وحدة اليمن تحولت من وحدة نواتية كما أريد لها إلى وحدة قطرية، إذ لا يمكن أن تصبح نموذجاً لما يطمح إليه العرب ككل من وحدة قومية، وحدة تفرض فيها جهة خصائصها وعاداتها على سائر الجهات، وحدة يراد فيها تذويب أو تغييب الأقلين عددًا لصالح الأكثرين عددًا، وحدة يتقلب ساكنوها بين الكره والشماتة لبعضهم بسبب أخطاء قادة أمرهم- حد قوله..متسائلاً: أليس هو هذا ما يخشاه كل قطر عربي الآن من هكذا وحدة وهي الأقطار التي لا تنفك تمجد ذواتها مهما صغر حجم القطر وقل ساكنوه؟!.
الوطن العربي شتات نطمح للملمته:
وأضاف: إن الوطن العربي ككل قد تراوح بين أن تحكمه دولة واحدة بكل أقطاره وبين أن يتوزع بين دولتين أو أكثر، وهو ما حدث في اليمن الذي تارة يحكم من قبل دولة واحدة تجمع أنحائه تحت حكمها وتارة يتوزع تحت دولتين أو أكثر، ومنها أن أجزاءً من الوطن العربي قد وقعت تحت الاستعمار الأوروبي إما بالاحتلال أو ببسط النفوذ وأجزاء نجت من ذلك كله، وهو ما نجده في اليمن, فأجزاء منه بسط المستعمر الأوروبي فيه نفوذه أو احتلاله وأجزاء كانت بمنأى عنه, وهكذا دواليك،  وكل ما ترتب على ذلك التنوع والتغاير في الوطن العربي الكبير، أرضاً وإنساناً، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، حدث في اليمن وحدها، ومع ذلك فنحن نطمع أن نلم شتات الوطن العربي في دولة واحدة، ومن هنا تمثل وحدة اليمن بالذات تحدياً لذلك المطلب القومي في مدى نجاحه وواقعيته، لقد كانت وحدة اليمن تقدم بوصفها نواة للوحدة العربية الكبرى، وليت من كانوا يطلقون ذلك التوصيف كانوا يعنون ما يقولون ويفقهون أبعاده .
الوحدة اليمنية لم تشكل حالة مشجعة للتكرار:
وبحسب الباحث فإن ما حدث في اليمن لأبعد ما يكون عن ذلك التوصيف، لقد حدثت الوحدة التي كان يخشاها بعض المثقفين في مصر من مشروع الوحدة العربية عند طرحه في أوائل القرن الماضي, حيث خشي بعضهم على خصوصية مصر وتميزها من هكذا وحدة، وحدث صراع في الصحافة آنذاك بين المؤيدين الطامحين والرافضين المتوجسين، وكان من دفوعات المؤيدين أنه لا يشترط في الوحدة إلغاء التمايز وإذابة الخصوصيات وذهبوا يستشهدون بالوحدة البريطانية وأمثالها من التجارب الوحدوية في الغرب، حيث يتعايش الشعب بكل تمايزاته المجتمعية في إطار دولة واحدة, بحيث لا يطغى مجتمع على آخر ولا جهة على أخرى، تماماً كما يلتقي ماء النهر بماء البحر أو بحر معين ببحر مجاور فلا يبغي أحدهما على الآخر، فما بالك بثلاثة أبحر في دولة واحدة كاليمن !!, ومن ثم لم تشكل الوحدة اليمنية بنموذجها الحالي حالة مشجعة لتكرارها, بل جعلت كل بلد عربي ينكفئ على نفسه خائفاً على حالته وطبيعته الخاصة من أي ذوبان أو طفرة تغيير قد تجري عليه إذا ما فكر في وحدة مع دولة مجاورة ولاسيما إذا كانت تفوقه في بعض الجوانب الحساسة لديه.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد