عن حمى الانتخابات .. التنافس المؤتمري بمحافظة إب هل يشجع المشترك لاكتساح دوائر جديدة؟

2009-01-08 04:13:30

تقرير/عبدالوارث النجري

بالرغم من أن المشهد الانتخابي للاستحقاق الديمقراطي القادم لا يزال ملبداً بغيوم المماحكات الحزبية بين الحزب الحاكم والمعارضة ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك، إلا أن إصرار القيادات المؤتمرية العليا على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد حتى وإن واصلت أحزاب المشترك إصرارها على المقاطعة شجعت تلك الاستعدادات المتوالية من قبل الحزب الحاكم لإجراء الانتخابات على تنافس الخيول المؤتمرية بصورة علنية على مقاعد الدوائر الانتخابية في مختلف محافظات الجمهورية، حيث تسابقت العديد من القيادات المؤتمرية خلال الأسابيع الماضية على إعلان ترشحها للانتخابات وتقديم الاستقالات من المرافق الحكومية التي يديرونها، حيث وصل الأمر إلى ترشح وتنافس كبير على مستوى الدائرة الانتخابية الواحدة، الأمر الذي لا يعني عزم أحزاب المشترك المضي بمقاطعة الانتخابات حيث تشير الكثير من المصادر إلى وجود نشاط تنظيمي غير عادي داخل مقرات تلك الأحزاب ومنذ وقت مبكر، ولكنها أي أحزاب المشترك كالعادة تعتمد على السرية التامة فيما يخص العمل التنظيمي والإعداد لمثل تلك الاستحقاقات الديمقراطية إلى أقرب وقت ممكن، لهذا لا تزال أسماء المرشحين باسم المشترك غير معروفة، وسيظل الأمر كذلك حتى انفراج الأزمة بين الأحزاب سواء بتأجيل موعد الاستحقاق النيابي الرابع أو الوصول إلى اتفاقية مرضية للطرفين كما تم في الانتخابات المحلية والرئاسية السابقة، ومع كل ذلك فهناك قيادات وكوادر مؤتمرية ترى من وجهة نظرها بأن ذلك التنافس المؤتمري المؤتمري على الترشح في الدوائر الانتخابية باسم الحزب الحاكم للانتخابات النيابية القادمة وبالصورة المعلنة وبالطريقة الجارية اليوم في معظم الدوائر الانتخابية ستسهم بلا شك في إفساح المجال لأحزاب المشترك باكتساح دوائر جديدة على حساب المؤتمر الشعبي العام، حيث حذرت تلك القيادات والكوادر المؤتمرية من ذلك بالقول إنه من المفترض أن تتم عملية الترشح بصورة سرية داخل فروع المؤتمر بالدوائر الانتخابية وتكون عملية التنافس بصورة حضارية وتقبل رأي القيادة المؤتمرية بروح رياضية، فالمماحكات والمؤامرات قد تدفع البعض للعمل على إسقاط من نافسه وتم اختياره ولما يصب في مصلحة المشترك وانتقاماً من قرار القيادة ومرشحها، وكي تظهر بعد النتائج غير صائبة في اختيارها وتصنيفاتها خاصة أمام القيادة العليا للحزب الحاكم في اللجنة العامة ففي محافظة إب وعلى سبيل المثال يقدم للترشح في مديرية الظهار ثاني أكبر دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية ما يزيد عن عشرة مرشحين مؤتمريين رغم أن هذه الدائرة شبه مغلقة لأحزاب اللقاء المشترك خاصة الإصلاح حيث فاز بانتخابات 2003م بهذه الدائرة النائب عبدالله حمود الحاج "إصلاح" رغم أنه لم يكن معروفاً كثيراً على مستوى الدائرة، كذلك هو الحال بالنسبة للدائرة "90" في مديرية بعدان والتي فاز بها النائب منصور عزيز الزنداني فوزاً كاسحاً على مرشح المؤتمر في الانتخابات النيابية السابقة، لكن المتتبع لهذه الدائرة يجد أنه قد تقدم للترشح فيها من قبل المؤتمر ما يزيد أيضاً عن عشرة مرشحين وكلهم قيادات مؤتمرية وكذلك هو الحال بالنسبة للدائرة "89" التي فاز بها الشيخ/ عارف الصبري عن أحزاب اللقاء المشترك "إصلاح" وصار التخوف المؤتمري حالياً حول الدائرة "88" في نفس مديرية بعدان والتي خلف فيها الدكتور/ عبدالقادر الدعيس والده في انتخابات استثنائية شهدتها الدائرة قبل عامين، أما في مديرية السياني فإن الدائرة "104" يخشى المؤتمر الشعبي العام أن يفقدها خاصة بعد التنافس المؤتمري القائم حالياً حولها بالإضافة إلى قيام بعض أبناء المديرية بالعمل ضد ممثلها في البرلمان الحالي "الحاشدي" وفيها شكاوى أهالي عميد الداخل عن رفض النائب الحاشدي لتقديم مساهمة المجتمع لمشروع الخزان المطالب تنفيذه من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية رغم وعوده المسبقة حسب قولهم، الأمر الذي قد يشجع الإصلاح لاكتساحها إلى جانب الدائرة "105" مع العلم أن أغلبية قيادة فرع المؤتمر بالمحافظة والعاملين فيه من أبناء مديرية السياني، وهكذا لما يخص الدوائر الانتخابية في مديرية ريف إب، فالدائرة "83" والتي فاز بها التاجر عبده منفذه صارت محل تنافس شديد من قبل قيادات مؤتمرية معروفة في الدائرة ولها تأثيرها على سير الانتخابات خاصة أسرة آل قاسم الذين أصبحوا غير مقتنعين بإعادة ترشيح التاجر منقذه وانتخابه، حتى الدائرة "92" والتي كانت شبه مغلقة للنائب المؤتمري حسن عنان يبدوا أن مشاكل السحول والانفلات الأمني فيها لانتشار العصابات وقطاع الطرق والقتلة وأصحاب السوابق إلى جانب وفاة الشيخ الفاضل/ عبدالله بن حسين الأحمر كل ذلك قد يسحب البساط من تحت الشيخ عنان إما لمرشح مؤتمري قادم من ضمن المتنافسين حالياً أو يشجع ما سبق المشترك ممثلاً بالإصلاح لإنزال مرشح قوي يستطيع الحصول على أغلب الأصوات الناخبة في الدائرة وما يحدث في السياني قد يتكرر في الدوائر الانتخابية بمديرية ذي سفال، فقضايا رعاش والعنسيين وتشريد أبناء العزلتين من قبل الشيخ/ محمد أحمد منصور قد يكون لذلك تأثير سلبي على مصير الدائرة "103" والتي يمثلها حالياً في البرلمان نجل الشيخ/ منصور لتضاف هذه الدائرة إلى رصيد المشترك في المديرية المتمثل بالدائرة "102" والتي فاز بها بانتخابات 2003م الأستاذ النهاري "إصلاح" أما في الدائرة "107" مديرية الشعر فإن التنافس الحالي والشديد بين النائب علي اللهبي ومنافسيه في السابق قد يسهم بشكل غير مباشر بفوز أحزاب المشترك في المديرية الذين يعدون ذلك انتقاماً من النائب الحالي/ علي اللهبي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المناطقية الموجودة في المديرية بين أبناء الجبل وأبناء الوادي قد يساهم ذلك أيضاً في إسقاط مرشح المؤتمر بالدائرة، وما يدور في الشعر يتكرر أيضاً في دائرة ظفار الأثرية بمديرية السدة فالمماحكات والحمى الانتخابية الحالية المؤتمرية المؤتمرية وآثار منطقة العصيبة ومصيرها قد يشكل تهديداً لمرشح المؤتمر في هذه الدائرة، أما في مديرية يريم الدائرة "110" فإن الغياب المتواصل لرجل الأعمال محمد عبدالوهاب الزبيري عن أبناء دائرته وتعصبه الواضح لأبناء المدينة دون غيرهم قد يشجع الإصلاح الذي سبق وأن اكتسح الدائرة في انتخابات 93م أن يعيد انتصاراته في مديرية يريم من جديد، أما بقية الدوائر الانتخابية في المحافظة فإن التنافس المؤتمري الحالي حول عملية الترشح سيكون له بلا شك أثر كبير في تخوف قيادات المؤتمر في سقوط بعض الدوائر الانتخابية التي كانت شبه مغلقة للمؤتمر مثل دائرة "108" و"109" بمديرية القفر والدائرة الانتخابية بمديرية مذيخرة ودائرة مركز مديرية السدة ودائرة حزم الدين حيث التنافس المحموم بين قيادات مؤتمرية حول مصير تلك الدوائر وما سببت الأسرية من مشاكل لهذه الدائرة، لذا فإنه صار من الضروري حالياً تدخل قيادة فرع المؤتمر بالمحافظة للفصل في عملية تنافس المرشحين فهي الأعلم والأقرب من هموم ومشاكل تلك الدوائر ويجب عليها أن لا ترضخ لأي إملاءات فردية من داخل اللجنة العامة للحزب الحاكم كالأمناء العموم المساعدين أو غيرهم البعيدين كل البعد عما يدور في تلك الدوائر الانتخابية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد