400مليار ريال من ميزانية الأسر اليمنية تذهب للقات

2014-11-16 14:13:52 الاقتصادي/ عمر عبدالملك


في دراسة حديثة للآثار الاقتصادية من جراء تعاطي القات تشير الدراسة إلى أن القات يساهم في عدم التماسك العائلي بسبب النزيف المالي للموارد العائلية, حيث يفقد المستهلك الرغبة في العمـل, وتنخفض إنتاجيته, ويفقده التعاطي الاهتمام بأسرته, وعدم مقدرته على تأمين احتياجاتهم من المال بسبب القات.

تبدو أولى أضرار القات الاقتصادية في ارتفاع النفقات الأسرية عليه فميزانية الأسر اليمنية تستنزف جراء استهلاك القات وتقول النتائج النهائية لمسح ميزانية الأسرة، إذ أن هناك مليوناً و977 ألفاً أسرة يمنية تقوم بدفع نفقات مالية على القات.

وتصل نفقات الأسر إلى أكثر من 300 مليار ريال سنويا أما من حيث الاستهلاك فتصل القيمة إلى 400 مليار ريال في العام ،وتشير البيانات إلى أن الأسر الريفية أنفقت 157 مليار ريال على القات فيما انفقت الأسر في الحضر 143 مليار ريال وعند الاستهلاك فقد انفقت الاسر الحضرية 230 مليار ريال أما الأسر الريفية فقد أنفقت على الاستهلاك 170 مليار ريال .

كما أن القـات يستنـزف كميات كبيرة من المياه وتشير وزارة المياه والبيئة إلى أن القات يستهلك نصف الكمية المخصصة لمدينة صنعاء من المياه, مما يعرض مواردها المائية للنضوب, والمدينة للعطش.

ويقول الدكتور منصور الحكيمي إن الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالقات, مثل عمليات زراعته وتسويقه واستهلاكه تعتبر أنشطة ضارة باقتصاد البلد, حيث كان بالإمكان توجيهها إلى بدائل مفيدة منتجة ترفع من الدخل القومي, وتساهم في نمو الناتج القومي, كالزراعات المفيدة التي تحل محل الزراعات المخصصة للقات, بدل استيرادها, فارتفاع الدخل والناتج القومي ينعكس على رفاهية المواطنين, وانخفاضه يؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة والجرائم الاقتصادية.

ومن خلال الدراسات التي أقيمت في بلادنا تبين أن نسبة التكلفة المادية التي تذهب لشراء القات هي 10.8% أي بعد مادة الدقيق التي حصلت على نسبة 10.9%، ويأتي في المرتبة الثالثة اللحوم.

وتزايدت التحذيرات من المخاطر الاقتصادية لنبات القات على القطاع الزراعي في اليمن بعد أن توسعت زراعته على حساب بقية المنتجات الأخرى وعلى رأسها الحبوب والفاكهة لكن الجديد في موضوع مخاطر القات جاء هذه المرة من أطباء أمراض الكبد والذين دقوا ناقوس الخطر على اليمنيين جراء تناولهم هذه النبتة الخطرة حيث تعد المسبب الرئيس لتليف الكبد وحصول السرطان حسب تأكيداتهم.

ويرى المزارعون والمسوقون لهذا النبات أن القات يمكن آلافاً من الأسر اليمنية من العمل والحصول على الدخل مستدلين بالأرقام الرسمية التي تسجل قيمة إنتاجه في الناتج القومي لبلادنا ويؤكد خبراء الاقتصاد انه يمثل عبئاً اقتصادياً على بلادنا لأن نتائجه وفوائده الاقتصادية تنحصر في توفير فرص عمل لا قيمة لها من الناحية الاقتصادية.

وحسب البيانات الإحصائية الرسمية ارتفعت قيمة إنتاج القات إلى 280 مليارا و748 مليون ريال مقارنة بـ 246 مليارا و611 مليون ريال في 2008م ، وحسب تلك الأرقام فقد استأثر القات بحوالي 33% من قيمة الإنتاج الزراعي ككل في بلادنا وهو أمر يثير الريبة

وفيما تشير الأرقام إلى ارتفاع أعداد المشتغلين بهذا النبات إلى أكثر من نصف مليون عامل في جميع المحافظات اليمنية قدر عدد من يتناولونه سنوياً بأكثر من 15ملايين يمني.

وبخصوص تأثيراته السلبية على القطاع الزراعي وجدت دراسة علمية أن القات اثر سلبا على مساحة الأراضي الزراعية لمحصول الحبوب حيث أدت زراعة القات إلى تحول الأراضي الخاصة بالحبوب إلى زراعة القات بعد أن وجد المزارعون إقبالا من المستهلكين ونموا في دخلهم السنوي إلى إضعاف ما يمكن جنيه من الحبوب.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد