بينما متنفذي البلدية يستخدمون العنف مع الأطفال .. بلدية الشيخ عثمان تتاجر بالباعة المتجولين والعشوائية تعيق المشاة

2007-09-12 12:37:59

يعتبر الباعة المتجولون الذين يفترشون أرصفة الشوارع هم احدى الفئات الفقيرة الباحثة عن لقمة العيش لسد فاقتهم بالتناقل ما بين محافظات الجمهورية بحثاً عما يحتاجون إليه بالمقابل تبدأ عملية الترغيب لهم من قبل الطرقات ويعرقلون حركة سير السيارات والمشاه مقابل دفع ملاليم من الريالات يشترون بها ذمم بعض من يتجذبون على الباعة ويمتصون رحيق شقاهم الذي يتقاسمونه مع متنفذي البلدية.

انها ظاهرة موجودة في جميع أسواق الجمهورية اليمنية ولكن مديرية الشيخ عثمان في محافظة عدن النموذج الأمثل لابتزاز واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان فقد عشت أياماً متابعاً لمسلسل «الباعة والبلدية في الشيخ عثمان» فخرجت بالحصيلة التالية من خلال عدد من اللقاءات مع الباعة وكذا الجهات ذات العلاقة وكانت النتيجة كالاتي:

تحقيق/ فواز بجاش

> سيف ناجي بائع خضروات

قال ان البلدية تستخدم القسوة معنا وتعاملنا بأسلوب استفزازي وتأتي إلينا بحجة العوائق ونحن اصحاب العربيات نجلس على ارصفة الشوارع الفرعية نطلب الله وليس لدينا اي عمل غيره ولسنا موظفين فهم يأتون كل يوم ويقومون بأخذ العربية والبضاعة ونضطر إلى إرضائهم ب«500» ريال أو علي قدر البضاعة من اجل ان يدعونا وحالنا لكن بعض الأحيان لم يكتفوا بل يأتون مرتين باليوم وندفع مرتين تصل إلى «800» ريال ونحن لا نستطيع دفع هذا المبلغ كون دخلنا اليومي محدد ولدينا اسر تشتي مصاريف واحتياجات المدارس ورمضان على الابواب وبعده عيد خلاص الأمة بيد الله عز وجل.

> البلدية: تتاجر بالباعة

عبدالله الشرعبي صاحب عربية قال: ان حملات البلدية يستخدمون طريقتين فالطريقة الأولى هي ان تنزل حملة مكونة اكثر من «7» افراد يقومون بأخذ البضاعة والمفارش والعربيات حق شارع ويتم حجزها في حوش المجلس المحلي اما البضاعة فهي اذا كانت خضروات وفواكه وغيرها من التي تنتهي بوقت محدد فهذه البضاعة تتلف وبشأن العربات لم تتم الموافقة على تسليمها إلا بعد دفع «3000» ألف ريال.

فبالله عليك هذا يرضي المجالس المحلية بمحافظة عدن ان ينتهك وينهب البائع من قبل هؤلاء وتتلف بضاعته ويلزم بدفع غرامة مالية ماذا يريدون منا ان نموت من الجوع أم ماذا؟.

اما الطريقة الثانية هي نزول اثنين من البلدية وهؤلاء يأتون كل يوم مطالبين منا فلوس وان لم نوافق يقومون بأخذ البضاعة والعربية وحجزها مما يضطرنا إلى الدفع «300» ريال بدلاً من حجز العربية وفرض غرامة مالية فالباعة المتجولون كلهم في سوق الشيخ عثمان على هذا الحال مع البلدية، واذا شكوت جاؤوا اليوم الثاني ويطردوك من السوق.

واضاف بائع آخر قائلاً: ان تعامل البلدية معنا «خليها على الله» مما جعلنا نشعر ان بداخله آلام جراء ما يحصل له من قبل متنفذي البلدية فهذه الآلام اتت نتيجة الانتهاكات اليومية وحجز العربية والبضاعة التي تتلف داخل حوش المجلس وذكر البائع انه قبل اسبوع اخذوا منَّي كرتون بيض واخرجته منهم ب«2000» ريال ومش عارفين ايش يشتوا مننا؟ هل نترك العمل؟.

> رائد لم يستطع الفرار من البلدية

وخلال تجوالنا في السوق الشعبي بالشيخ عثمان اثناء الظهيرة وكانت حرارة الشمس شديدة حاولنا اختصار الطريق متجهين نحو الفرزة والخروج من السوق المزحوم ومروراً بأحد الإزقة ربما لا تستطيع سيارة واحدة العبور فيه حيث يتواجد بهذا الزقاق باعة متجولون البعض منهم لديهم عربيات «جواري» وآخرين يفرشون بضائعهم على الأرض وغالبيتهم أطفال.

وعندما اقتربنا منهم لاحظنا أن اولئك الأطفال بحالة وربكة حينما رأوا اصحاب البلدية حيث قاموا بجمع حاجاتهم للهرب منها فالذين يمتلكون سلعة استهلاكية بسيطة وموضوعة وسط كراتين استطاعوا ان يفوزوا بالهرب اما اصحاب العربيات «الجواري» والبسطاء وقعوا بيد المتنفذين حيث قام المتنفذون بجمع حاجات الباعة واستفزازهم وضرب من يقف بوجههم، بالإضافة إلى السب والتلفظ الغير اخلاقي.

وتم حجز البضاعة والعربيات في حوش المجلس المحلي لمديرية الشيخ عثمان كان من بين هؤلاء المنهوبين من قبل المتنفذين الطفل رائد حسن «13» عاماً كان لديه قطعة صغيرة من طربال أزرق يضع فيها اخذية بلاستيكية قاعداً ليل نهار معرضاً لحرار الشمس والرياح لتوفير لقمة العيش له ولأسرته التي كفلها بعد موت والده.

رائد خلف وراءه مستقبلاً مجهولاً ليعمل بائعاً متجولاً من اجل ضمان عيش اخوانه الصغار واكد رائد ان ضماره «7» الف ريال فقط والمتنفذين يأتون إلينا شبه يومي ويقومون بأخذ بضاعتي وانا اراضيهم ب«250» ريال على الرغم ان دخلي اليومي اقل من الف ريال هذا اذا كان السوق تمام فالمتنفذين لا يهمهم اشتغلت أو ما اشتغلت بل يهمهم حقهم اليومي الغير قانوني، اما اليوم فقد كنت موجوداً انت فهم اخذوا بضاعتي مع الطربال ووضعوها داخل جونية وهي الآن محجوزة بالمجلس المحلي وما يعطونا البضاعة إلا بعد اسبوع ودفع «13000» الف ريال لمكتب العوائق بمديرية الشيخ وهذه المبالغ يتقاسمونها الاداريين.

> عشوائية الباعة تعيق المشاه

ليس الجانب العاطفي يجعلنا نؤول للباعة المتجولين كونهم بسطاء وفقراء فهم كذلك يعملون على مضايقة المواطنين.

فالباعة كما اطلق عليهم القانون باعة متجولين ليسوا ثابتين ويتسبب في حركة سير ويعيقونها خاصة العربيات والمفارش والبسطات التي تسد الشوارع وتمنع المشاه من المرور التي وصلت الى درجة تعيق حتى مرور الطفل والشيخ المسن، بالإضافة إلى ما تتركه هذه البسطات من اثار ومخلفات البيع أو الشراء وهذه الصورة تعكس صورة سيئة لمجتمعنا الاسلامي فاالبداية لم تعمل وفق مهامها علي تنظيم وترتييب الباعة المتجولين وتخصيص مكان محدد ليزاولو فيه البيع وابعادهم عن ارصفه الشوارع الذين اصبحو عبئاً على المدينة نتيجه العشوائية في انتشارهم وانما الغرض والمهام ايرادات يوميه منهم واخذها بالقوة ناهيك عن حجز وعرباتهم وفرض غرامه ماليه على كل عربية وهذه المبالغ التي تقسم بين الإداريين غير قانونية وليس لها اي حق شرعي او دستوري من جهة ثانية رفض المهندس/ حسين عوض مدير مكتب البلدية في مديرية الشيخ عثمان الاداء بتصريح رسمي للصحيفة محاولا التهرب من الإجابة عن الاسئلة مما جعلنا في حيرة عن الجهة المسؤولة التي تدفع هؤلاء المستفيدين أو التي تتجاهل عمل المستفيدين وتعامهلم مع الباعة.

وسيظل الباعه المتجولون مضطهدين ومنهوبين من قبل متنفذي البلدية إلى اجل غير مسمى.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد