في الذكرى«45» لثورة 26 سبتمبر المجيدة .. بيدر: الثورة غيرت الحياة ومن ينكر التحولات لا يعرف ما يدور ومن يقول بإعادة العهد الإمامي مريض .. أبو حاتم: الثورة نقلة من العصور الوسطى إلى العصر الحديث ولا يمكن مقارنة الماضي بالحاضر .. العنسي: ذكرى الثورة مقدسة و

2007-09-26 10:01:41

يصادف اليوم ذكرى غالية على قلوبنا جميعا ففي مثل هذا اليوم السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م استطاع الشعب اليمني ان يغير مسار حياته وذلك بإعلان ثورة سبتمبر المجيدة هذه الثورة التي تعتبر أهم وأعظم انجاز في تاريخ اليمن حيث مثلت هذه الثورة نقلة نوعية لأبناء اليمن اخرجتهم مما كانوا فيه من تخلف واستبداد في ظل الحكم الامامي الكهنوتي الذي ظل جاثماً على هذا الشعب لقرون ماضية، وليس من المبالغة القول ان ثورة سبتمبر هي التي اعادت الحياة لليمن واليمنيين بعد ان كانوا شبه اموات إبان الحكم الامامي الطاغوتي.

استطلاع/ معمر محمد البتول

فبعد ان كان اليمنيون يعيشون في عالم مختلف وبعيداً عن مظاهر التطور في العالم استطاعت الثورة السبتمبرية ان تجعل ابناء اليمن يلحقوا بركب الحضارة ويخرجون مما كانوا فيه، كما ان هذه الثورة تعتبر تمهيداً اساسيا وداعماً رئيسياً لثورة 14 أكتبور التي انطلقت من جبال ردفان عام 1963م، إضافة إلى انها ومنذ انطلاقتها الأولى وهي تسعى إلى تحقيق انجاز من أهم ما تحقق وهو اعادة توحيد اليمن والذي تحقق في 22 مايو 1990م والآن وبعد خمسة واربعين عاماً من عمر هذه الثورة العظيمة نقف بعض الوقفات مع هذه الذكرى العظيمة والغالية وعلى مدار هذه العقود لن نتحدث عن ما تم انجازه في ظل النظام الجمهوري ولكن نترك الحديث لعدد من مناضلي الثورة وبعض الشخصيات السياسية في الساحة اليمنية ونبدأ مع احد المناضلين وعضو مجلس قيادة ثورة سبتمبر اللواء حمود بيدر والذي قال في حديثه ل«أخبار اليوم» عن هذه الذكرى السبتمبرية العظيمة ان هذه الذكرى عظيمة وعزيزة لأنها صنعت التغيير في كافة مناحي الحياة في بلادنا، مضيفاً انه ومن خلال هذه الثورة حصلت التحولات الكبيرة في مختلف المجالات ومن ينكر هذا هو انسان لا يقرأ التاريخ ولا يعرف ما يدور.

وأوضح ان الطموحات كبيرة جداً وبلادنا تتطلع إلى حياة أفضل مما نعيش فيه اليوم، واستدرك قائلاً انه وبفضل جهود الدولة والمشاريع التنموية على مستوى اليمن الموحد كاملا نحن متفائلون وواثقون بأن المستقبل سيكون مزدهراً وافضل مما هو عليه اليوم.

واشار إلى ان اهداف الثورة قد تحقق معظمها بلا نقاش، مضيفاً ولكن بالنسبة لحياة الناس فإن اليمن قد تحقق فيها الكثير من الخدمات مثل الصحة والمياه لكن فقد تضاعف السكان كثيراً والطموحات الكثيرة والموارد محدودة لذا لا بد من بذل الجهود من قبل الدولة ومن كل مؤسسات المجتمع المدني وجميع فئات الشعب بهدف زيادة الانتاج والتنمية حتى توفر للناس الحياة المعيشية المستقرة وغير المقلقة.

ووصف اللواء بيدر من يريد إعادة التاريخ إلى ما قبل ثورة سبتمبر بأنهم امراض وعليهم العودة إلى التاريخ لأن التاريخ لا يرحم، مشيراً إلى ان العصر الذي نعيشه اليوم هو عصر الشعوب وليس عصر الافراد أو الحكام هذه الشعوب التي قررت مصيرها وانطلقت نحو الحرية والديمقرطية والتنمية والمجالات الجديدة التي نعيشها اليوم.

وأوضح ان ذلك كان ماض فرض على اليمن آنذاك ولكن اليوم الإماميون يهدفون لإرباك مسيرة التنمية لا أقل ولا أكثر، مضيفاً ان مسألة عودة الامامة إلى اليمن فانه ابعد من المستحيل، مؤكداً ان المقارنة بين الوضع الحالي والعهد الامامي هو مقارنة بين الثرى والثريا، وانه لم يكن في اليمن آنذاك شيء حيث كانت دولة الامام معتمدة كاملة على المزارع اليمني وما يقدمه من زكاة، منوهاً إلى انه كان الناس جمعياً يعيشون حياة بائسة ومتقشفة ولكن الآن الحمد لله اليمن انطلقت في آفاق كبيرة واليوم يستطيع المواطن اليمني ان يتنقل بين المدن بكل سهولة وحتى إلى دول العالم بينما كان الناس يسافرون من تعز إلى صنعاء أو إلى غيرها من المحافظات في أسابيع.

وأكد ان هذه المقارنة لا تجوز ومن يريد ان يعرف ذلك فعليه بقراءة التاريخ وسوف يعرف كيف كانت اليمن وكيف هي اليوم، مضيفاً الآن اليمن انطلقت انطلاقات كبيرة وكبيرة جداً ولكن كما قلت ان الطموحات كبيرة وليست بحدود معينة ولهم الحق في هذه الطموحات ولكن يجب ان يرتبط هذا الطموح بالانتاج والتنمية المتواصلة واكيد أن اليمن سيزدهر ويتطور.

وقال في ختام هذه التصريحات اقدم التهاني الحارة للشعب اليمني والقيادة السياسية واحيي من كل قلبي كل من ساهم في صنع التغيير الايجابي في هذه البلاد الجميلة وكل من ساهم في الدفاع عن الثورة والجمهورية وحرب التحرير في الشمال والجنوب واحيي بالأخص اولئك الشهداء الابطال الذين رووا بدمائهم الارض اليمنية والتي بفضلها ننعم اليوم بالخير والحياة التي نعيشها اليوم.

وعلى ذات السياق ننتقل إلى وجهة نظر ثانية لا تختلف عما طرحه اللواء حمود بيدر حيث اكد الاستاذ حاتم ابو حاتم -القيادي الناصري في حديثه ل«أخبار اليوم» ان الثورة كانت نقلة هائلة في اليمن نقلتها من القرون الوسطى إلى العصر الحديث وقضت على الظلام والجهل والتخلف والمرض والعزلة التي كانت بين الناس وفتحت افاقاً للعلم وبناء الطرق وبناء الإنسان.

مشيراً إلى ما نعيشه اليوم من وجود آلاف شهادات الدكتوراة وعشرات الآلاف من خريجي الجامعات في حين كانوا عندما قامت الثورة يعدون بالاصابع ممن تخرجوا من مصر أو من العراق.

وأضاف ان الثورة قد حملت تلك الاهداف العظيمة والتي منها ما تحقق مثل الوحدة اليمنية وانطلاق ثور 14 اكتوبر المجيدة والتي حررت جنوب اليمن من بريطانيا العظمى وتحولت بريطانيا إلى دولة عادية.

موضحاً اننا اليوم نعيش هذه الذكرى وللأسف في ظل أوضاع سياسية سيئة وغلاء وفساد ونحتاج إلى ثورة جديدة للقضاء على الفساد وتعميق الديمقراطية وتحويل ثقافة الصراع إلى ثقافة حوار وتنافس ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لأن هذه الكوادر التي بنتها الثورة ليس لها مكان في الإدارة.

مؤكداً اننا اصبحنا بحاجة إلى ثورة ثقافية واجتماعية لتعزيز الوحدة الوطنية والجسم اليمني الواحد للحفاظ على هذا الشعب وتماسكه وهذا بحد ذاته يحتاج إلى ثورة جديدة أو تجديد لثورتي سبتمبر واكتوبر.

وأشار ابو حاتم ان من اهم ما تحقق من اهداف الثورة هو إعادة الوحدة اليمنية ثم القضاء على الجهل رغم ان الأمور بدأت تتدهور حيث ان التعليم المجاني ينكمش والذي وفرته الثورة والتطبيب المجاني وفرت خدمات مهمة، واضاف لكن نرى الآن ان التعليم الخاص يعيدنا إلى ما قبل الثورة لأن الغني يستطيع ان يعلم ابنه والفقير لا يستطيع وكذلك العلاج، معتبراً ذلك تراجعاً عن اهداف الثورة.

وقال ان الأهم من كل ذلك هو ما تحقق من تحرير الجزء الجنوبي واعادة الوحدة المباركة وارتباطها واقترانها بالديمقراطية التي للأسف ان هامشها ينكمش كل يوم ونحن في امس الحاجة إلى تعزيزها وتوسيعها وتأكيدها على ارض الواقع وذلك بالحوارات الجادة بين جميع اطراف العمل السياسي.

واضاف ابو حاتم انه لا يمكن ان نجري مقارنة بين الوضع حالياً والعهد الامامي والذي كان ظلام دامس وجهل وعزلة وفقر واستبداد منقطع النظير ولا احد يستطيع ان يرفع صوته سوى بالدعاء «لمولانا الامام».

موضحاً اننا اليوم نعيش الثورة فعلاً في وجود طرق قضت على العزلة بين ابناء اليمن كما تنتشر المدارس في كل مكان والجامعات، واستدرك بالقول انه لم يكن يوجد في العهد الامامي مدارس ثانوية ورغم وجود تدهور في المناهج الدراسية ولكن لا يوجد مقارنة بين ايام الامام وحالياً.

وقال في ختام تصريحاته ان يجب ان نجدد الثورة في كل يوم وفي كل شهر وذلك بمزيد من الانجازات والقضاء على الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب والحوار وتغيير ثقافة الصراع إلى ثقافة التنافس وقبول الرأي الآخر.

وفي نفس الموضوع قمنا بأخذ رأي الأستاذ عبدالسلام العنسي- عضو مجلس الشورى والذي اكد أن ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر هي ذكرى خالدة بغض النظر عن ما يجري من احداث، واضاف في حديثه ل«أخبار اليوم» انها ذكرى مقدسة في نفوس ابناء اليمن شماله وجنوبه فلا اتصور ان الاحداث المتسارعة في الساحة قد تغير من قناعة الشعب بأهمية وعظمة وخلود هذه الثورة اليمنية المباركة.

مشيراً إلى ان الاهداف الرئيسية للثورة قد تحققت في العشرين سنة الاولى مثل بناء جيش وطني وقيام نظام جمهوري واعادة تحقيق الوحدة اليمنية والعدالة الاجتماعية، واوضح العنسي ان هذه الاهداف قد تحققت، مستدركاً بالقول ان الهدف الواحد من هذه الاهداف يستوعب الكثير من القضايا التي يطمح الناس جميعا وتسجل ضمن تلك الاهداف أو من مكوناتها، وقال مثلاً بناءجيش وطني قوي فنجد الآن الكليات العسكرية الكثيرة والأكاديمية والأسلحة الحديثة والدفاع المدني كل ذلك نستطيع ان نقول انه من مفردات بناء جيش وطني ومثلها بقية الأهداف.

وأكد الأستاذ العنسي ان من يريد اعادة الحكم الإمامي هو كمن يريد تغيير الشمس عن مسارها وهذا الكلام سخيف، مضيفاً ان من يحمل مثل هذه الافكار ليس له عقل أو سمع أو بصر لأنه كلام مستحيل وبعيد فممكن أن نطور اما اعادة الحكم الامامي فهذا مستحيل.

وقال الأستاذ عبدالسلام العنسي في ختام تصريحاته اهنئ الشعب اليمني وقيادته السياسية بهذه الذكرى العظيمة واحيي قادة الثورة اليمنية الذين ما زالوا على قيد الحياة إلى الآن واترحم على شهداءالثورة السبتمبرية والاكتوبرية.

وبعد هذه الآراء والتي اخذت من عدد من مناضلي الثورة والشخصيات السياسية من مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية في الساحة اليمنية نستخلص من هذه الآراء ان الجميع يؤمن يقيناً بعظمة هذه الثورة الغالية التي نعيش ذاكرها هذه الأيام.

كما ان الجميع أيضاً يؤكد على عدم امكانية ارجاع عجلة التاريخ إلى الوراء نهائياً وتحت أي مسمى، اضافة إلى الاقوال التي تشير إلى الفارق الكبير بين العهدين حيث لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تجرى مقارنة في ذلك.

وفي ختام هذه السطور نقف وقفة اجلال واكبار لجميع شهداء ثورة سبتمبر واكتوبر المجيدتين، كما يفترض من الجميع توضيح الصورة بكل مصداقية حول التحول العظيم الذي شهدته بلادنا منذ قيام الثورة وتوضيح ما كان يعيش فيه ابناء اليمن في العهد الإمامي المستبد لكي تعرف الأجيال القادمة هذا الأمر بشكل سليم.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد