فوز تحالف الحريري والشراكة تفرض نفسها

2009-06-09 04:38:07

أعلنت قوى 14 آذار (الموالاة) أمس الاثنين فوزها في الانتخابات النيابية التي جرت الأحد في لبنان، جاء ذلك فيما جددت المعارضة مطالبتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات.

وبحسب الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري فإن الأكثرية والمستقلين فازوا ب70 مقعدا من 128 مقابل 58 للمعارضة.

وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود النتائج الرسمية للانتخابات في 15 من بين 26 دائرة انتخابية في لبنان، جاء ذلك في مؤتمر صحفي تلا فيه الوزير أسماء المرشحين الفائزين في كل دائرة أقرت نتائجها بموافقة اللجنة القضائية المشرفة عليها.

ووعد الوزير بإعلان بقية النتائج تباعا، لكنه لم يوضح في مؤتمره طبيعة توزيع المقاعد بين التيارين الرئيسيين المتنافسين في الانتخابات.

وقال الحريري أبرز أقطاب الأكثرية في كلمة ألقاها أمس الاثنين بين حشد من أنصاره ومعاونيه ومن النواب الفائزين في الانتخابات في منزله في قريطم في غرب بيروت: "أثبت اللبنانيون تمسكهم بالحرية والتزامهم الديمقراطي"، مضيفا: "مبروك للديمقراطية، مبروك للحرية".

ووصف الحريري في الكلمة التي نقلت مباشرة عبر تلفزيون "المستقبل" نتيجة الانتخابات ب"المشرفة"، مضيفا أن "الرابح الكبير هو لبنان ولا رابح وخاسر في الانتخابات".

وشكر الحريري أنصاره والأجهزة الأمنية والرسمية التي أسهمت في إنجاح العملية الانتخابية، كما شكر "كل من أدلى بصوته للوائح المنافسة وأسهم في تكريس الديمقراطية".

وتوجه إلى هؤلاء بالقول: "واجبنا أن نسمع أصواتكم أولا وأن نسمع قبل كل شيء الإرادة العميقة والصادقة لجميع اللبنانيين"، ووعد "بأن نمد الأيدي لنعود جميعا ومعا إلى العمل بجد وجدية من أجل لبنان".

كما دعا أنصاره إلى "أن يكون الانتصار راقيا والفرح إيجابيا"، وإلى رفض "الانجرار إلى أي استفزاز وإخلال بالأمن يهدف إلى تعكير هذا اليوم الكبير في الديمقراطية"، ودعا جميع أنصار تياره "المستقبل" إلى "إزالة الصور والشعارات الانتخابية".

وكان النائب وليد جنبلاط من أقطاب الأكثرية، قد وجه في وقت سابق نداء إلى أنصاره بعدم "تعكير نصر" قوى 14 آذار بالاحتفالات "الغوغائية والتجمعات الحزبية" التي يمكن أن تعكر الأجواء في البلد.

ودعا جنبلاط أنصاره إلى عدم التجمع وعدم التنقل في مواكب ورفع أعلام، "لكي لا يعكر التظاهر مشروع الدولة الذي خاضت قوى 14 آذار معركتها على أساسه". كما دعا إلى انتظار النتائج النهائية الإثنين "لتحليلها"، محذرا من "عزل أي طرف في البلد".

حكومة وحدة

وأقرت قوى 8 آذار وأبرز أركانها حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون- بالخسارة.

وقال القيادي في التيار الوطني الحر ميشال دو شادرفيان لوكالة الأنباء الفرنسية: "هذا انتصار لتحالف قوى 14 آذار وخسارة للبنانيين الذين كانوا يأملون بحصول تغيير في البلد"، وأضاف: "نحن حزب ديمقراطي نحترم إرادة الشعب".

وردا على سؤال، أكد دو شادرفيان أن "لبنان لا يحكم إلا بحكومة وحدة وطنية كنا سنطالب بها حتى لو فزنا في الانتخابات".

وباحتفاظ قوى 14 آذار بأكثريتها في البرلمان، فإن مراقبين يتوقعون استمرار الأزمة السياسية في البلاد نتيجة تمسك قوى 8 آذار بزعامة حزب الله ب"الثلث المعطل" في تشكيل الحكومة، والذي حصلت عليه بموجب اتفاق الدوحة في مايو 2008، بينما ستعارض 14 آذار هذا الأمر.

وستكون هناك بحسب المراقبين ضرورة لحكومة ائتلافية، حيث سيصبح من المتعذر على قوى 14 آذار الإتيان برئيس مجلس نواب شيعي لا يرضى عنه حزب الله، وستضطر للتفاهم مع الأخير على اسم رئيس المجلس.

وكان النائب في حزب الله حسن فضل الله قد قال في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية: إن "المعارضة الوطنية خاضت هذه الانتخابات على قاعدة تحقيق الشراكة في البلد".

وأضاف أن "المعارضة تتعاطى بإيجابية مع نتائج الانتخابات ومع الاختيار الشعبي"، مضيفا أن "حزب الله يعتبر أن لبنان قائم على التنوع والتعدد وليس فيه أكثرية وأقلية لأن أي طرف غير قادر على الحصول على الأكثرية في كل الطوائف".

وتابع أن "حزب الله يؤكد أن لبنان لا يحكم إلا بالشراكة والتعاون بين جميع قواه"، وقال: "هناك إرادة شعبية عبرت عن نفسها في المناطق التي يتواجد فيها حزب الله وفي المناطق التي يتواجد فيها حلفاؤه"، مضيفا: "المهم أن تفتح صفحة جديدة في لبنان مبنية على الشراكة والتفاهم والتعاون بين جميع المكونات".

وأوضح فضل الله أن جميع مرشحي حزب الله فازوا في الانتخابات، وعددهم أحد عشر، مشيرا إلى فوز المعارضة في الجنوب ب21 مقعدا وفي بعلبك (شرق) بعشرة مقاعد. وكانت التوقعات تؤكد فوز حزب الله في هاتين المنطقتين اللتين تعتبران معقلا له.

ومن الواضح، بحسب النتائج الأولية، أن المناطق المسيحية التي اعتبرت بيضة القبان لترجيح كفة فريق على آخر انقسمت بين المعارضة والموالاة كما هي حال المسيحيين.

ففازت الأكثرية بأقضية زحلة (شرق)، والبترون، والكورة (شمال)، والأشرفية (بيروت)، مقابل فوز المعارضة في أقضية بعبدا (شرق بيروت)، وكسروان، وجبيل (شمال العاصمة). وفاز مرشحان من المعارضة في دائرة المتن (شمال بيروت) مقابل ستة للأكثرية. <

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد