مأرب.. مركز الشرعية وأنصار صالح

2018-01-17 13:55:32 أخبار اليوم/ تقرير

باتت محافظة مأرب ، مركز قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، شمالاً، وجهةً جديدة لأنصار وقيادات في حزب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، المنضمين إلى صفوف الجيش والفارين من مناطق سيطرة جماعة الحوثيين، في المدينة التي قفزت خلال السنوات الأخيرة، إلى إحدى أهم المدن المركزية.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أفادت مصادر محلية، بأن “وصول العديد من الشخصيات بين قيادات عسكرية وأمنية ومسؤولين سابقين، محسوبين على حزب المؤتمر، إلى محافظة مأرب، بعد تمكنهم من تجاوز الإجراءات المشددة التي يفرضها الحوثيون، في الطرق المؤدية إلى مأرب، ويدققون من خلالها بهويات المغادرين، لمنع الالتحاق بالشرعية“.
ومن أبرز القيادات التي وصلت إلى مأرب أخيراً، القائد السابق لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، اللواء فضل القوسي، والذي وصل بموكب إلى محافظة مأرب، وهو إلى جانب كونه مسؤولاً أمنياً كبيراً، فإنه من الشخصيات الاجتماعية المؤثرة في منطقة الحدا بمديرية ذمار، وقد استُقبل في مأرب بحفاوة من قيادات الشرعية والتحالف، بما في ذلك، محافظ ذمار، المعين من الشرعية، العميد علي بن محمد القوسي (أحد أقاربه).
وجهة المؤتمر
كما استقبلت مأرب، شخصية أخرى بارزة، وهي محافظ ذمار الأسبق، اللواء يحيى علي العمري، بالإضافة إلى ضباط آخرين وقيادات في حزب المؤتمر، تمكنت من تجاوز إجراءات الحوثيين، الذين شرعوا في الأسابيع الأخيرة، بإجراءات مشددة في الطرق المؤدية إلى مأرب ومناطق سيطرة الشرعية عموماً بما فيها عدن، واعتقلوا بالفعل قيادات وإعلاميين من حزب المؤتمر، أثناء مغادرتهم إلى مناطق سيطرة الشرعية.
ومأرب، بمثابة المركز الأهم للشرعية وقواتها وقواها السياسية الاجتماعية المتحدرة من المحافظات الشمالية، إذ كانت أبرز المدن التي فشل الحوثيون في السيطرة عليها، وتوافد إليها أنصار الشرعية النازحون من مناطق الحوثيين.
فتحولت منذ الأشهر الأخيرة في عام 2015 إلى مركز عملي لقوات الشرعية، المنتشرة في مأرب بعشرات الآلاف من الجنود والمجندين، ومنها تنطلق بعملياتها باتجاه الأطراف الغربية التي لا يزال الحوثيون يسيطرون على أجزاء منها كمنطقة صرواح، وإلى منطقة نِهم شرق صنعاء، ومن الشمال محافظة الجوف.
إهمال حكومي
وعانت مأرب، حتى وقتٍ قريبٍ من الإهمال الحكومي، على الرغم من أنها أول محافظة نفطية يمنية، لكنها وخلال السنوات الثلاث الأخيرة تحولت إلى مدينة مركزية نزح إليها مئات الآلاف من مناطق سيطرة الحوثيين، خصوصاً من عائلات وأقارب المؤيدين للشرعية والمنضوين في صفوف القوى المناوئة للحوثيين، بما جعلها مدينة مزدحمة بالسكان والحركة المدنية والخدمية.
وقوات الشرعية المتمركزة في مأرب مشكّلة من خليط من أفراد وضباط الجيش اليمني المنضمين للشرعية، ومن الذين كانوا منضوين سابقاً في قوات الجيش الموالية للفريق الأحمر (نائب الرئيس اليمني وأبرز خصم عسكري للحوثيين على مدى سنوات)، بالإضافة إلى المجندين.
وقد جاء لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومعه ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، مع قيادة حزب الإصلاح أخيراً، بمثابة اعتراف بدور الحزب المحوري في تكوينات الشرعية، بما في ذلك قوات الشرعية المعروفة بـ”الجيش الوطني”، والتي تأسست بالغالب خلال السنوات الأخيرة.
حضور التحالف
إلى ذلك، تتواجد في مأرب قوات إماراتية وسعودية، وأخرى يمنية دربها التحالف أواخر عام 2015 في منطقة شرورة السعودية، وتتبع له مالياً ولوجستياً عُرفت بـ”كتائب الصقور”.
وقالت مصادر قريبة من الشرعية إن “عددها أربع كتائب تتباين المعلومات المتوفرة حول عدد أفرادها الذين يزيد عددهم عن 1000 جندي، وتصفها بعض التناولات، بأنها ذراع الإمارات في مأرب، على غرار الحزام الأمني في عدن ومحيطها، والنخبة الشبوانية في شبوة والنخبة الحضرمية في حضرموت.
ما جعلها تتلقى تعليماتها من التحالف، لا من الشرعية. ومع ذلك، فإن مأرب كمركز للشرعية وقوات المنتشرة بعشرات الآلاف، جعل من الحديث عن حضور الإمارات ونفوذها، هامشياً مقارنة بحضور الأخيرة في الجنوب والشرق”.
تحركات بطيئة
وعقب الأحداث، التي شهدتها صنعاء، مطلع الشهر الماضي، وتفكك فيها تحالف الحوثي مع حزب صالح وقتل الأخير، اتجهت الأنظار مجدداً نحو مأرب، كمركز تحول إلى معسكر لمختلف القوى والتيارات اليمنية التي أجبرتها سيطرة الحوثي على العاصمة اليمنية، على النزوح، ومن مأرب تتهيأ قوات الشرعية للزحف غرباً نحو صنعاء.
إلا أن وتيرة تحركات الشرعية، تسير ببطء حد التوقف، على الأقل الفترة الماضية، إذ تحولت منطقة نِهم الواقعة بين صنعاء ومأرب، إلى ساحة مواجهات كرٍ وفرٍ تسعى من خلالها الشرعية إلى تقدم نحو صنعاء، منذ عامين، دون تحقيق التقدم الحاسم، حتى اليوم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد