المساعدات الإنسانية.. غطاء المنظمات الأممية لدعم الحوثيين

2018-01-27 21:52:58 أخبار اليوم/ تقرير

"أين المساعدات الإنسانية التي دوما ما تعلن عنها الأمم المتحدة إرسالها لليمنيين بين كل وقت وأخر، ولماذا لا يرى منها المواطن شيء؟".
ربما يظل هذا السؤال - الذي بات أشبه باللغز - هو الأكثر تداولا بالنسبة للمواطنين اليمنيين، وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، والذين يسمعون جعجعة وصول هذه المساعدات في وسائل الإعلام، ولا يرون طحينها على أرض الواقع.

ثمة إجماع أو اقتناع شبه تام، بل صار الأمر كحقيقة لا نقاش فيها، أن المليشيا الحوثية، باتت هي المستفيد الوحيد من وصول هذه المساعدات الإنسانية، التي تعلن عنها الأمم المتحدة بين كل وقت وأخر، وعبر شبكة منظماتها المختلفة.
وهذا ما يظهر جليا من خلال الاستماتة التي تبديها المنظمات الدولية تجاه الحوثيون، والتي عادة ما تقوم بالشجب والتنديد في حال اصدر التحالف أي قرار يخالف وصول المساعدات الإنسانية عبر الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون وتحديدا ميناء الحديدة؛ بحجة أن هذا الأمر سيمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، دون أن تكلف نفسها عناء البحث والسؤال عن حقيقة هذه المساعدات؟ وما الذي استفادة المواطنين والمدنيين في اليمن منها خلال الثلاث السنوات الماضية؟.
دعم بلا حدود
الأربعاء، أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الدولية، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، التوقيع على ما أسمته بالملحق التكميلي الخاص بمشروع الطوارئ بين الحكومة غير المعترف بها دوليا، وبرنامج الغذاء العالمي، لتقديم كميات من الوقود شهريا لدعم الأنشطة الإنسانية، (المستشفيات-مراكز معالجة و ضخ المياه).
يأتي هذا التوقيع كدعم غير مباشر من قبل المنظمات الأممية للمليشيا الانقلابية والتي تستخدم هذه المعونات والمساعدات في حروبها ضد اليمن واليمنيين، إذ لا يخفى على أحد أن المليشيا تقوم ببيع هذه المشتقات النفطية في الأسواق السوداء، وتقوم بدعم ميليشياتها في مختلف الجبهات.
سوق سوداء
بالنسبة لمليشيا الحوثي، فلم يعد يخفى على أحد أن هذه المساعدات الإنسانية التي تصل إلى مناطق سيطرتهم، قد تحولت إلى سوق سوداء لبيع تلك المواد الإغاثية، وتوزيعها على كبار التجار وبشكل واضح وعلني.
وباتت الأسواق والمحلات التجارية تمتلئ بهذه المعونات والمساعدات الإغاثية المختلفة، دون أن يستفيد منها المواطن شيء، ليؤكد بما لا يدع مجالات للشك أن هذه المنظمة الأممية باتت تستغل غطاء المساعدات الإنسانية لتقديم مختلف أنواع الدعم لمليشيا الحوثي الانقلابية.
رافعات موانئ
يوم الثلاثاء المنصرم 16 يناير الجاري، استلمت مليشيا الحوثي المسيطرة على ميناء الحديدة، 4 رافعات متحركة (60 طن)، هديه من برنامج الغذاء العالمي، لميناء الحديدة، في استماتة واضحة لدعم المليشيا بمختلف أصناف الدعم، لاستمرار حروبها ضد الشعب اليمني.
وبحسب مراقبين، فإن المنظمات الأممية تتعمد إيصال هذه المساعدات الإنسانية إلى الحوثيين، رغم أنها تعلم أن هذه المساعدات لا يصل إلى المواطنين منها شيء، ليثبت ما تقوم به هذه المنظمات وكأنها تستميت في الدفاع عن حليفها الحوثي، وأداتها الأبرز لتنفيذ مخططات الأعداء في تنفيذ مشاريعهم التخريبية والتدميرية في اليمن.
مطالبات حكومية
يأتي هذا في الوقت الذي تطالب فيه الحكومة اليمنية المنظمات الدولية بـ"إدانة مثل هذه الأعمال والتصرفات التي تقوم بها المليشيا الانقلابية، التي زادت وأسهمت في تردي الوضع الإنساني".، حيث تقوم المليشيا ببيع المعونات والمساعدات الإنسانية وحرمان المواطنين منها، ومنع وصولها إلى المواطنين في حالات أخرى.
ودعت الحكومة المنظمات الأممية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومن بينها برنامج الغذاء العالمي، للبحث عن بدائل لإيصال المساعدات للمناطق المتضررة، وضمان إيصالها للمحتاجين.
ومنذ نحو قرابة ثلاثة أعوام، يعيش اليمنيون على وقع الحرب التي تشنها المليشيا الحوثية ضد المواطنين، وقد خلفت هذه المعارك أوضاعاً إنسانية صعبة، حيث تشير تقديرات أممية إلى أن نحو 21 مليون يمني (80% من السكان) باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد