"أم أمجد".. أرملة من تعز تكافح من أجل أولادها بصناعة الحلويات

2018-02-24 20:50:50 أخبار اليوم/ تقرير


"أم أمجد" سيدة أربعينية من مدينة تعز استشهد زوجها قبل نحو عامين ونزحت إلى العاصمة صنعاء مع أطفالها الثلاثة، لتواجه مصاعب الحياة بمفردها وتضطر للعمل لتأمين إيجار مسكن متواضع، إضافة إلى متطلبات أبنائها المعيشية والدراسية.
لم تستلم أم أمجد وصنعت من المعاناة التي واجهتها بعد استشهاد زوجها قصة نجاح كبيرة يستحق أن تدون بماء الذهب كيف لا وهي ناضلت وسهرت الليالي لتؤمن حياة كريمة لأطفالها تعوضهم عن فقدان الأب.

تحملت المرأة اليمنية أعباء نفسية وضغوطات اجتماعية كبيرة في ظل الحرب المستعرة في البلاد والتي حملتها أعباءً إضافية أثقلت كاهلها لكنها أثبتت عن جدارة، قدرتها على مؤازرة أسرتها ومواجهة كل الصعوبات.
ومنذ ثلاثة أعوام والمرأة اليمنية تعاني وتقاوم بكل ما لديها بعد أن أخذت الحرب منها زوجها فأضحت أرملة وهي في ريعان شبابها لتصبح مجبرة على أن تعتمد على نفسها لتربية أطفالها وتحمل نفقاتهم المعيشية بعد أن غدت المعيل الوحيد لأسرتها.
نزوح وكفاح
تقول أم أمجد: خوفي على أطفالي من القذائف التي يطلقها الحوثيون على مدينة تعز دفعني للنزوح إلى صنعاء حيث اضطررت للعمل في صناعة الحلويات التي أقوم بتوزيعها على أصحاب المحلات لتأمين لقمة العيش لأطفالي الذين أحاول تعويضهم عن حرمان والدهم وأضرار النفسية الحرب المدمرة.
وتضيف: قبل الحرب واسشهاد زوجي لم يكن ينقصني شيء رغم كل الظروف الاجتماعية والاقتصادية فزوجي كان يعمل ويوفر لنا كل شيء وأنا الآن أعمل وغيري المئات من اليمنيات يعملن في المنازل أو خارجها ويكافحن لأجل إعالة أطفالهن.
وتتابع: أحاول الكفاح من أجل البقاء والحياة في ظروف الحرب القاسية من فقر وضعف الرعاية الصحية واستطعت أن أجد مسكناً متواضعاً جوار منزل قريبة لي وبدأت حياتي مع أولادي هنا من لا شيء والحمدلله لم نمد أيدينا لأحد.
شهرة واسعة
وتقول أم أمجد بأن المرأة اليمنية تحملت تبعات هذه الحرب فأصبحت مجبرة على البحث عن لقمة تمكنها وعائلتها من استمرار الحياة، ومواجهة النزوح وأوجاعه، وتحولت إلى شريك حقيقي للرجل في معظم الأمور الحياتية.
مهارة أم أمجد في الطهي وصدقها وأمانتها في تعاملاتها مع أصحاب المحلات أكسبها شهرة واسعة في الحي الذي تقطنه واستطاعت أن تكسب ثقة الجميع فشعارها دوما الصدق رأس المال.
وتؤكد في حديثها لـ”المشاهد” أنها استطاعت توفير جميع احتياجاتها واحتياجات أطفالها الثلاثة وسداد إيجار المنزل بفضل العائد الذي تحصل عليه من بيع الحلويات.
وعن أمنياتها الحالية تقول أم أمجد: أتمنى أن تنتهي الحرب ويعم السلام في البلاد وأعود إلى تعز مدينة الثقافة والسلام وتعود تعز كما كانت مدينة نابضة بالحياة تنعم بالأمن والاستقرار.
إثبات جدارة
أثبتت أم أمجد بجدارة قدرة الأم اليمنية على لم شمل الأسرة، وإعالتها، رغم المتاعب الكبيرة التي واجهتها كأنثى أولاً، وكأم ثانياً، فضلاً عن الصعوبات التي تتحملها مع أولادها ومتطلباتهم النفسية أولاً، والاقتصادية ثانياً.
قصة أم أمجد واحدة من آلاف القصص لنساء يمنيات يعشن في ظروف مماثلة في ظل الحرب التي أكلت الأخضر واليابس ودمرت البلاد وعطلت الخدمات الأساسية وقوضت آمال الشعب نحو مستقبل آمن ومزدهر.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد