منذ انقلابها على السلطة قبل أربع سنوات.. مارست ميليشيات الحوثي ألوان العبث بمؤسسات الدولة وحياة المواطنين بمختلف المجالات، انعكست تلك الممارسات العبثية في مضاعفة معاناة السكان، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد .
"محافظة حجة" واحدة من المحافظات التي عانت ولا زالت تعاني من ويلات سياسات المتمردين الهمجية، وفي هذا التقرير نسلط الضوء في صحيفة "أخبار اليوم" على قطاع الصحة فيها وكيف عملت معاول الميليشيات على تدميره منذ الوهلة الأولى، حين أعلنت بعد بضعة أشهر من انقلابها عن توقف الخدمات الصحية فيها، الأمر الذي مثل بداية مأساة الإنسان فيها الذي أغرقته في وحل الأوبئة والأمراض التي اعترفت قيادات التمرد مطلع الشهر الجاري بانتشارها... إلى التفاصيل :
• اعتراف بالفشل..
مع مطلع يوليو الجاري اعترفت ميليشيات الحوثي الانقلابية في حجة- في اجتماع لها مع ممثلي المنظمات- بانتشار الأوبئة والأمراض بين سكان المحافظة بشكل كبير وفي مقدمتها الكوليرا والحصبة والدفيتريا والضنك، والتي تسببت فيها سياساتهم الهمجية وعبثهم بمقدرات الدولة .
واستعرض الاجتماع الوضع الوبائي بالمحافظة، وتزايد الأوبئة فيها بالتزامن مع توقف الخدمات الصحية الذي أعلنت عنه الميليشيات بداية انقلابهم على الشرعية .
• استجداء للمنظمات..
الاجتماع مع المنظمات العاملة في القطاع الصحي ركزت فيه الميليشيات على مطالبتها المنظمات بزيادة دعمها القطاع الصحي وتوسيع تدخلاتها لاحتواء الأوبئة التي قالت بأنها تفتك بالمواطنين .
• مرافق خالية من الخدمات..

وفي حديثها عن وضع المرافق الصحية قالت قيادات الميليشيات بأنها "تعاني من قصور شديد ويفتقر معظمها للأدوية وابسط الاحتياجات الضرورية" متناسية إعلانها عن إيقاف الخدمات الصحية عن المحافظة قبل ٤ سنوات وحولت موارد الدولة و منها الصحة لصالح حروبها .
ورغم ما قدمته المنظمات الإنسانية من خدمات طبية خلال الفترة الماضية إلا أن الميليشيات اتهمتها بالقصور في عملها الميداني، كونها- أي الميليشيات- لم تستحوذ كليا على دعمها الذي يستفيد منه بعض المواطنين .
• عجز في استيعاب الضحايا..
ومع تزايد أعداد ضحايا الميليشيات فقد عجزت عن استيعابهم في المشافي التي أصبحت خدماتها مخصصة لهم منذ سنوات، عجزها هذا دفعها إلى مطالبة المنظمات الدولية بتوسيع نشاطها الصحي و مضاعفة دعمها، كما حولت قيادة الانقلابيين مؤخراً المجمع الحكومي للمحافظة إلى مستشفى بعد أن ضمته إلى مباني هيئة المستشفى الجمهوري الذي اكتظت مرافقه بمئات الجرحى وجثث القتلى .
وبحسب مراقبين محليين فإن الحوثيين يعيشون وضعاً مادياً صعباً دفعها للتوسل إلى المنظمات لزيادة دعمها لهذا القطاع، وحتى تتمكن من علاج ضحاياها، في الوقت الذي حرمت منها أبناء المحافظة .
• المواطن ضحية..
الميليشيات الحوثية- وفي وقت سابق- قامت بمنع عدد من المنظمات العاملة في القطاع الصحي من ممارسة نشاطها تحت مبرر احترازات أمنية، كما عرقلت أعمال منظمات أخرى عبر تدخلاتها في شؤون تلك المنظمات، ما أدى إلى انسحابها، متجاهلة معاناة المواطنين الذين انتشرت بينهم ألوان الأوبئة الفتاكة، بسبب توقف المرافق الصحية التي نهبت مخصصاتها .
• إنقاذ السكان..

وأمام هكذا وضع مأساوي يتداول غالبية أبناء المحافظة فيما بينهم بصمت وهدوء آمالهم في قرب تحرير المحافظة من سلطة المتمردين، ويؤكدون في الوقت ذاته بأن هذه الأوبئة والأمراض التي أصابتهم لم تكن إلا بسبب وباء الانقلاب المشئوم ولن تزول إلا بدحر الانقلابيين .
و يطالب أبناء حجة قيادة الشرعية بسرعة اتخاذ قرار حسم تحريرهم من بطش وتسلط الحوثيين، إنقاذا للإنسان قبل الأرض ..