حجة.. آثار جرائم الحوثي تمتد لأجيال قادمة ومستقبل اليمن مرهون بإنهاء الانقلاب

2018-07-28 07:20:00 أخبار اليوم/ تقرير خاص


مع مرور الأيام والسنين تمكنت ميليشيات الحوثي من هدم العديد من القيم والثقافات المجتمعية ذات الطابع السلمي والتكافلي والأخوي بين أبناء الشعب خاصة في المناطق التي لا تزال تفرض سيطرتها عليها، بالمقابل زرعت بدلا عنها ثقافة العنف والصراع وحب الحروب والفساد بشتى ألوانه.
تلك نتائج طبيعية لأي جماعة إرهابية تنشأ وتتوسع في أي مجتمع، وما قامت به ميليشيات الحوثي من جرائم في حق الشعب اليمني لا تقتصر آثارها على الحاضر فقط وإنما تمتد للأجيال القادمة، والتي بدأت ملامحها في الظهور على ثقافة الأطفال ومستوى علاقة المواطنين ببعضهم البعض.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء في صحيفة "أخبار اليوم" على ما خلفته الميليشيات الحوثية من آثار سلبية وثقافات العنف والعنصرية بين أبناء محافظة حجة، الذين عانوا كثيراً من ويلات تسلطهم وعبثهم.. إلى التفاصيل :
• لعبة الحرب..
نعم.. فقد أصبحت لعبة الحرب المفضلة لدى الأطفال، والأسواق مليئة بألعاب الأسلحة المختلفة الأنواع والأحجام، وإذا ما قدر لك أن تجوب قرى ومدن المحافظ لا تكاد تجد لعبة للأطفال غيرها، حيث ينقسمون إلى فريقين ويبدأ كل فريق بملاحقة الآخر وقنصه وتنتهي اللعبة بسيطرة فريق على الآخر بعد إعلان قتل أغلبية خصمه، كل ذلك في محاكاة للواقع المرير الذي تعيشه البلاد.
كما عملت الميليشيات الحوثية عبر مشرفيها وسماسرتها بمختلف المديريات على تعزيز ثقافة الحرب بين المواطنين خاصة الأطفال والشباب الذين ذهب منهم الآلاف ضحية لحروبهم العبثية ولم تتورع الميليشيات عن الزج بمئات الأطفال دون العاشرة من العمر في الجبهات لتعود بهم جثثا هامدة إلى أسرهم بل وتتباهى بهذه الجرائم عبر وسائل إعلامها وتشييعها العلني لهم، في صورة تعكس مدى الإجرام الذي وصلت اليه جماعة الحوثي الإرهابية.
• مدن خالية من السلام..
و مع بروز ثقافة الحرب والعاب العنف بين الأطفال، غابت ثقافات التراث والعاب الفكاهة والسلام، كنتيجة طبيعة لما قامت به الميليشيات من حملات تشجيع وتحفيز للحروب.
فقد أصبحت القرى والمدن خالية من السلام ومعانيه السامية، وأصبحت ألعاب التراث رغم كثرتها جزءاً من ثقافة "العيب"، فبعد أن شاهد الأطفال زميلهم أو صديقهم "الطفل" بات يحمل قطعة سلاح وقائدا أو جنديا في أي نقطة مسلحة للميليشيات أو مشاركا في أي جبهة، يبدأ البعض منهم بمحاولة التقليد خاصة من لا يجد أسرة تحذره أو تتابع تحركاته، الأمر الذي دفع بعشرات الضحايا للانخراط في صفوف الميليشيات عبر التغرير به دون علم أسرته.
• الطفولة ضحية..


وتمعن الميليشيات الحوثية في تهديد مستقبل الأجيال باستهدافها الأطفال بشتى ألوان السموم الفكرية والانتهاكات التي يجرمها القانون الدولي، من خلال فتح مئات المراكز التثقيفية لمناهجها العنصرية بمختلف المديريات، كان للأطفال النصيب الأكبر منها، والتي من خلالها عملت على الدفع بمئات الأطفال من أبناء حجة إلى جبهات القتال.
وفي تأكيد لجرائم الحوثيين بحق الأطفال فقد أكدت تقارير أممية سابقة تسبب الميليشيات في مقتل أكثر من 1500 طفل في الحرب التي يقودونها، إضافة إلى إصابة أكثر من 2500 بتشوهات في عدد من المحافظات.
فيما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن "مليونين و200 ألف طفل مهددون بالأمراض بسبب سوء التغذية، مشيرة إلى أن طفلاً واحداً على الأقل يموت كل 10 دقائق بأمراض يمكن الوقاية منها" بعد أن عملت الميليشيات على تعطيل القطاع الصحي وجعلته حكراً لعناصرها.
• بديل التعليم..
ومنذ الوهلة الأولى لانقلاب الميليشيات على مؤسسات الدولة بدأت معاولها في هدم قطاع التعليم وتبديد مقدراته وتهميش هذا القطاع المهم، وتركيز اهتمامها بالجبهات والحرب دون غيرها.
وبسبب سياسات الحوثيين الهمجية فقد أكدت تقارير أممية إغلاق أكثر من 3600 مدرسة، ما زاد من أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى أكثر من 3 ملايين طفل، وبحسب تلك التقارير فإن ملايين الطلاب لا يزالون محرومين من التعليم جراء ما تعرض له التعليم من إيقاف المرتبات و إضراب المدرسين في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
• الفساد.. معول آخر..
كان اليمنيون فيما قبل الانقلاب يشكون الفساد المستشري في مؤسسات الدولة غير أن الفساد الذي جلبه الحوثي فاق كل ألوان الفساد، فقد أصبح النهب وانتهاك الحقوق وتبديد مقدرات الدولة لصالح عناصرها ممارسة يومية عادية لا أحد يجرؤ على الاعتراض طالما والأمر جاء من المشرف الحوثي "فهو القانون والقانون في توجيهاته".
و بهذه الممارسات يمكن القول بأن الفساد والنهب للحقوق العامة والخاصة بات ثقافة لدى من انخرطوا في جماعة الحوثي الإجرامية، ومع الأيام بدأت سموم هذه الممارسات تتسرب في أوساط المجتمع الذي بات لا يحرك ساكنا تجاهها خوفاً من القمع الحوثي، الذي لا يخفى على أحد.
• هدم للنسيج الاجتماع..
وبفعل ثقافة العنف التي زرعتها الميليشيات بين المجتمعات فقد عملت على تمزيق النسيج الاجتماعي من خلال أفكارها العنصرية والطائفية التي تنطلق من قاعدة "من ليس معي فهو ضدي"، فقد أوصلت الميليشيات المجتمعات لدرجة الترصد ببعضهم البعض، والتقرب إليها بالوشاية بآخرين لأغراض ذاتية انتقامية، خاصة في ظل غياب جانب التوجيه الديني الوسطي وتغييب دور مؤسسات الدولة واستبدال النظام والقانون بهمجية الغاب ينفذها مشرفيها الإرهابيين.
• مستقبل قاتم..

 

أمام هذا الوضع القاتم يبقى المستقبل مرهوناً بمدى جدية الشرعية ودول التحالف العربي المساندة لها وقرارات المجتمع الدولي الداعمة، للقضاء على الميليشيات وإنهاء التمرد في وقت قياسي، بما يكفل إنقاذ الشعب اليمني حاضرا ومستقبلا.
كما أن الآثار السلبية التي خلفتها الميليشيات الحوثية في حياة اليمنيين طيلة السنوات الماضية بحاجة إلى إضعافها من السنوات لمعالجتها، من اجل ضمان مستقبل آمن للأجيال وحياة تعمها الأمن والاستقرار والتلاحم والإخاء..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد