قتل واغتيال جرائم مستمرة في المدينة أبطالها ملثمون تعرف السلطات أماكنهم لكنها تتجاهل ردعهم..

تعز.. ساحة للفوضى الأمنية وصراع الفصائل

2018-08-12 04:08:39 أخبار اليوم / تقرير - خاص


لا تزال الفوضى الأمنية، ومشكلات الحفاظ على الأمن في مدينة تعز، المحررة من مليشيا الحوثي الإنقلابية، مستمرة، فلا يكاد يخلو يوم إلاَ وتشهد فيه المدينة مزيدا من جرائم القتل والاقتتال بين فصائل مسلحة كلها تستند إلى ظهر الدولة التي تقف عاجزة عن وضع حدا لهذه الجرائم، وإيقاف نزيف الدم المستمر الذي بات يروي تربة المدينة.
جرائم مستمرة ومتكررة بات يصحو، ويغفو، المواطنون في تعز، على سماعها إن لم يكن مشاهدتها، يذهب ضحيتها جنود ضحايا وأبرياء مدنيون، تتنوع هذه الجرائم بحسب ما يقول مواطنين لـ"أخبار اليوم" بين اغتيالات، واشتباكات مسلحة، وفوضى أمنية، واختطافات لمواطنين وجنود وتعذيبهم حتى الموت.
يقول المواطنون، نحن على مدى السنوات الماضية ونحن ننشد التحرير من مليشيا الحوثي الإنقلابية التي قتلت ودمرت وعاثت الدمار في المدينة، ليأتي هذا التحرير ليس كما ننشده متوجا بالسلام والأمن، بل ملطخا بالكثير من الدماء والاقتتال بين جماعات مسلحة أدعت تحريرنا من المليشيا لتصبح هي المليشيا.
حوادث قتل واغتيال يومية، تشهدها المدينة، وينفذها أطراف تهدف إلى إقلاق السكينة العامة، دائما ما تسجل هذه الحوادث في سجلات القوات الأمنية ضد مجهول، وسط حالة من الانفلات الأمني تعيشها المدينة، وفق ما قالت المصادر التي تؤكد ان هذه الفوضى لن تنتهي في ظل تقاعس السلطة المحلية في دعم الأجهزة الأمنية.
ولأيام على التوالي، تتواصل الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش الوطني في محور تعز من جهة وبين مسلحي كتائب أبو العباس، من جهة أخرى، وسط المدينة، حيث تتركز أماكن هذه الاشتباكات- وفق ما تقول المصادر لـ"أخبار اليوم"- في باب موسى، وشوارع المصلى، والعواضي، والتحرير الأسفل، والمغتربين، وفي قلعة القاهرة، ومنتزه زائد، الواقع في جبل صبر، جنوبي المدينة.
تؤكد مصادر مطلعة، أن كتائب أبو العباس، الذي يقودها القيادي السلفي، العقيد/ عادل عبده فارع، المعروف بـ"أبي العباس" السبب خلف كل هذه الفوضى المتراكمة التي تشهدها المدينة، وأدت إلى اتساع فجوة الاختلالات الأمنية، وانتشار الجريمة.
اغتيال عشرات الجنود في مدينة تعز، لم تقم بها عناصر مجهولة وغير معروفة كما تقول مصادر محلية، بل يقوم بها وينفذها عناصر المدعو "أبو العباس" على مرأى ومسمع من الجميع، علاوة على ما يحدثه من فوضى أمنية واشتباكات مسلحة من حين إلى آخر، تتزامن مع هجمات عدة على مقرات وجهات حكومية، آخرها الهجوم على مستشفى الثورة العام، وطرد حراسته، اليوميين الماضيين.
ومع اشتداد وتيرة القلق الأمني في المحافظة، حملت مصادر محلية وأخرى مطلعة ومراقبة قيادة السلطة المحلية والقيادة الامنية والعسكرية بمحافظة تعز، استمرار جرائم الاغتيالات في المحافظة، والتصعيد المسلح للعنف.
موضحة المصادر أن فشل قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية بتعز، في التعاطي مع المشكلة الأمنية وعجزها في القضاء على الجماعات الإرهابية والملثمين، رغم معرفتهم بأسماء وأوكار الإرهابيين في المدينة، هو أحد أسباب تدهور الأوضاع الأمنية داخل المحافظة.
في غضون ذلك، تواصل اللجنة الأمنية في محافظة تعز، بموازاة الاشتباكات المسلحة، ملاحقة العناصر الخارجة عن القانون.
وتمكنت اللجنة الأمنية بعد أحداث، مساء الخميس، من استعادة السيطرة على عدة أحياء شرقي المدينة من قبضة العناصر المتطرفة الخارجة عن القانون، موضحة مصادر أمنية إن الحملة الأمنية وبعملية خاطفة، تمكنت من استعادة السيطرة على حارات عقبة، مع مدرسه عقبة، الجحملية الوسطى، حارة جامع الحميري، حارة قناة السعيدة، حارة المدرسة الباكستانية، حارة الخزانات.
وأشارت إلى أن ذلك جاء ردا على عمليات الاغتيال لأبطال الجيش الوطني والهجوم المكثف والمستمر من قبل الجماعات الإرهابية والملثمين على مواقع الجيش الوطني وقطع خطوط الإمداد لمواقع التماس مع المليشيا الحوثية الإنقلابية.
ويعلق الناشط الإعلامي/ محمد مهيوب، على الأحداث الجارية في تعز، بقوله: كالعادة تحدث اشتباكات وتتعدد الروايات لذكر أطرافها الحقيقين مع أول قارح.
يضيف "يغيب الإعلام الأمني بتوضيح الحقائق ويترك المجال للافتراءات، وتختفي اللجنة الأمنية والمسؤولين، وتستمر الاشتباكات ويقتل المدنيين الذين ليس لهم ذنب سوى أنهم كانوا متواجدين في الشارع أو أمام محلاتهم".
يتابع "تنتهي الاشتباكات بتدخل في الوقت الضائع ولجنة تهدئة ووساطة لتعود مرة أخرى وفي أي وقت وتضيع حقوق القتلى المدنيين".
ويؤكد أن المسؤولية مسؤولية قيادة السلطة المحلية واللجنة الامنية والقيادات العسكرية وعليهم توقيف هذا العبث وتوضيح المتسبب وتحديد الأطراف والضرب بيد من حديد، وغير ذلك ما هو إلا تأجيل لدوامة صراع جديدة ستكون أشد وسيكون كل هؤلاء القادة هم المسؤولون على ما حدث ويحدث وسيحدث ولن يفتلوا من العقاب والدماء لا تضيع.
يأتي ذلك، بعد قرابة العام تقريبا من إدراج المملكة العربية السعودية القيادي السلفي "أبو العباس" ضمن قائمة إرهاب مطلوبة في اليمن، تضم 11 شخصية.
وكانت حينها، أكدت مصادر سياسية مقربة من القيادي السلفي "أبو العباس" أنه التقى بقيادة قوات التحالف في العاصمة المؤقتة عدن، قبل ساعات من إعلان المملكة السعودية إدراجها له و10 آخرين ضمن قائمة الإرهاب.
وأكدت المصادر حينها أن القيادي السلفي "أبو العباس" التقى ذلك الوقت بقيادة قوات التحالف العربي في العاصمة عدن، غير أنها لم تكشف عن أسباب اللقاء وما دار خلاله، مرجحة- في الوقت ذاته- أن تكون قيادة التحالف هي من استدعت "أبو العباس" بهدف إبلاغه بالقرار قبل أن يتم إعلانه عبر الوسائل الإعلامية.
لم يستطع القيادي السلفي "أبو العباس" وقتها الصبر كثيراً، ليقوم بتوجيه الرد على إدراج السعودية لاسمه في قوائم الارهاب، ببيان توعد فيه بالحرب على "القاصي والداني"، وهو الأمر الذي يؤكد المراقبون أن فوضى الأمن والاغتيالات والاقتتال في المدينة تنضوي تحت هذا التهديد.
أبو العباس، في بيانه الصادر، عبّر عن توعده بالفوضى الحاصلة التي يكشفها العائد إلى البيان الذي أكد بقوله "إن كتائب أبو العباس، قيادة وأفراداً يعشقون الموت كما تعشقون الحياة".
الصحفية رشا عبدالكافي، قالت- في منشور لها في صفحتها الشخصية "فيسبوك"-: تعز أسقطت نظام 33 عاماً بكل قوته العسكرية ورمت به إلى مزبلة التاريخ، فمتى ستنتفض تعز، ضد من يدعون أنهم جيش وطني؟ وهم مليشيا متطرفة أصولية تقتل المدنيين الذين لم يموتوا على يد مليشيا الحوثي الإنقلابية؟.
وتابعت: يموتون قنصا في شوارعها ممن يدعون حماية تعز، أنهم مليشيا تعبث مما تبقى من روح المدينة، مع العلم أن المتقاتلين في وسط المدينة، يحملون أرقام عسكرية، فلماذا تعز صامتة؟ اين ذهبت القوة الثورية؟ أين هم الوطنين مما يحدث للأبرياء في تعز؟.
وأكدت: لن أقول أين الحكومة الشرعية لأنهم ليس لديهم وقت، مشغولون يقبضون ثمن دمائنا ويشترون شقق فاخرة وعمائر يأمنوا مستقبل أطفالهم على حساب ضياع مستقبل بلاد بأكملها.
إلى ذلك، نفذت مبادرة "مع الدولة لأجل المجتمع" صباح السبت، وقفة احتجاجية للمطالبة بضبط ومحاسبة الخارجين عن القانون وضمان عدم تكرار الانفلات الأمني داخل مدينة تعز.
وفي بيان للوقفة، أكد المشاركون والمشاركات على توحد كافة الأحزاب السياسية لمواجهة العصابات المسلحة ومساندة السلطة المحلية والجيش الوطني للقضاء على بؤر الإجرام، داعيا البيان إلى ضرورة بسط سلطة الدولة وحكم القانون في تعز. مشددا على التأكيد بأن " أبناء تعز لم يضحوا بأرواحهم حتى يسلمونها لجماعات ترى نفسها فوق القانون الإنسان وحقوقه ".
واختتم البيان بدعوة الناشطين والإعلاميين إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات والانحياز لتعز ووحدتها وأمنها وسلامة مواطنيها، داعياً إياهم إلى توجيه أقلامهم للدفاع على الأمن والاستقرار والسلام وعدم توفير غطاء للقتلة ومن يستخدمون السلاح من أجل مصالحهم ،ضد أمن تعز.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد