النقاط الحوثية.. مراكز للاعتقال والابتزاز

2018-09-16 00:28:41 أخبار اليوم- متابعات


حولت مليشيا الحوثي النقاط التي تستحدثها إلى مراكز اعتقال وابتزاز واستغلال بشع للمواطنين الذين يمرون عبرها بمبررات شتى..
مهند موظف في إحدى الشركات التجارية في صنعاء دفعه الحنين لرؤية والدته المريضة في مدينة تعز فقرر زيارتها، كان ذلك قرب عيد الأضحى المبارك فهو مناسبا لزيارة والدته إضافة إلى اخذ إجازة من الشركة التي يعمل بها ليستريح قليلا من ضغوط العمل المستمرة.
استقل حافلة ركاب مع عدد من المسافرين وعند وصوله إلى نقطة الحوبان قام عناصر مليشيات الحوثي بتفتيش هواتف جميع المسافرين في المركبة التي كانت تقلهم على نحو دقيق للغاية.
عند وصول المفتش إليه طلب هاتفه كما جرت العادة ثم قام بإدخال كلمات البحث السيئة " الحوثي، السيد، المليشيات" لتظهر محادثة لم ينتبه لحذفها تحتوي على كلمات وصف فيها عناصر المليشيات الحوثية "بأنهم عبارة عن كلاب شاردة ليس لها وظيفة سوى إيذاء الناس وقتلهم".
• تباشير الابتزاز..
عندما قرأ مشرف النقطة تلك العبارات تهللت أساريره، لأن ذلك سيكون مصدرا للابتزاز وجلب الأموال له ولأفراد العصابة التي يعمل معها وفقا للتقرير الذي نشرته وكالة 2 ديسمبر الإخبارية.
بدأ بتوجيه أسئلة مستفزة متصنعا الغضب" مع من تعمل؟ ولصالح من تشتغل؟ مضيفا بنبرة تهديد "سيتم إحالتك لمدينة الصالح وسيتم حبسك على نحو غير لائق لأنك تعمل ضد الدولة".
استمر المشرف الحوثي في هذيانه "سيتم تعذيبك ثم قتلك فأنت تخطئ علينا، فيما عنصر آخر أعطى أوامره لبقية أفراد النقطة " هذا الشخص مطلوب ومسجل ضده بلاغ.. لا تطلقوا سراحه".
كان الهدف من تلك العبارات هو إرهابه ودفعه للاستسلام وهي مقدمة لإرغامه على دفع المبلغ الذي يطلب منه وحدد بـ 30 ألف ريال.
رد مهند على المشرف الحوثي" سأقضي إجازة العيد هنا معكم ولن أذهب إلى أي مكان آخر، ليست لدي أي قضية وكل ما تقومون به هو خطأ وغير صحيح، العبارة التي كتبتها كنت في مزاج سيئ ولم أقصد الإساءة لأحد".
أثناء الحوار تدخل عنصر آخر موجها النصح له" خارج نفسك في إشارة إلى دفع المبلغ المالي حتى يسمح لي بالعبور" في عملية تبادل الأدوار بين أفراد العصابة بحيث يقوم الأول بعملية اعتقال الشخص، فيما يقوم الآخر بدور المصلح على أن يتم تقاسم المبالغ المالية المحصلة فيما بينهم مناصفة.
أخرج مهند عشرة آلاف ريال وسلمها للمشرف الحوثي قائلا" هذا كل ما أملك" فما كان من المشرف الحوثي إلا خطف المبلغ المالي منه والسماح له بالمغادرة في عملية ابتزاز وقحة.
أثناء صعوده الباص شاهد المشرف الحوثي وهو يجري اتصالا هاتفيا قائلا "في الباص رقم كذا فيه شخص اسمه مهند" وهي مكالمة تشير إلى احتمال تعرضه لعملية ابتزاز جديدة.
كان الاتصال مرعبا فهو حتما سيعرضه لعملية ابتزاز جديدة، ولكي يتجنب ذلك نزل من الحافلة واستأجر دراجة نارية توصله إلى ما بعد النقطة الحوثية الأخرى.
• وقاحة في التفتيش..

أما بدر ناصر فقد جرى توقيفه في نقطة أمنية في رداع أثناء سفره من عدن للعمل في إحدى العيادات الطبية.
تحتوي ذاكرة هاتف ناصر على صور عائلية عدة، وهو يرفض بالطبع الاطلاع عليها من قبل أشخاص آخرين ولكي يتجنب قيام مليشيات الحوثي بالاطلاع عليها، قام بطريقة ساذجة بإغلاق هاتفه والادعاء بانتهاء طاقته الكهربائية.
عند وصوله إلى نقطة رداع طلب منه فتح الهاتف، وعندما رفض لاحتوائه على صور عائلية لا يرغب في الاطلاع عليها أحد رأت مليشيات الحوثي في ذلك سببا لاعتقاله وسجنه ومقدمة لابتزاز عائلته.
وجهت له تهمة التعامل مع الجيش الوطني والتحالف العربي، وتم اقتياده إلى مبنى التوقيف الخاص بالنقطة، وهناك رفضت مليشيات الحوثي كل الجهود التي بذلت لإطلاق سراحه.
بعد شهر من الاحتجاز التعسفي، بدأت عناصر المليشيات في طرح فكرة دفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحه وحدد المبلغ ب 300 ألف ريال.
أجرى والده مفاوضات شاقة مع مشرف النقطة الحوثية استمرت لأيام كي يتم تخفيض المبلغ فهو كبير للغاية ولا يستطيع دفعه.
وبعد انقضاء خمسة أيام تفاجأ بالمشرف الحوثي وهو يطالبه بسداد 80 ألف ريال على أن تدفع في الحال.
اقترض الأب الذي خشي تعرض ابنه لمكروه المبلغ من أحد أقاربه وقام بدفعه ليطلق ابنه بعد شهر من الاعتقال التعسفي والحجز غير القانوني.
وهكذا تستمر مليشيات الحوثي في سرقة الناس، وهناك بالطبع المئات وربما الآلاف من القصص التي تعرض خلالها مسافرون لعمليات مماثلة وجرى ابتزازهم على نحو وقح في نقاط التفتيش الحوثية.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد