هكذا تفخخ جماعة الحوثي المستقبل اليمني وتزرع قنابلها الموقوتة في المدارس والجامعات

2018-10-13 02:46:20 أخبار اليوم- تقرير

 

تعمد جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها على نشر فكر دخيل على المجتمع اليمني معبئ بالأفكار الخمينية المنحرفة.

  • تمزيق النسيج الاجتماعي..

ولعل إثارة النعرات الطائفية لأي شعب من الشعوب تمثل خطراً على تماسك النسيج الاجتماعي، وتوظيفها بقضايا لا تخدم وحدة الوطن، لذا ظهر الصراع المذهبي إلى الوجود كحالة من حالات الصراع على السلطة، أدى إلى خلق ثقافة وقناعة ومشروع طائفي ومناطقي أشد خطراً، وراهنت القوى السياسية على استخدام الورقة المذهبية لتحقيق مكاسب سياسية، الأمر الذي عزز من حالة الفرز المذهبي التصادمي، وظهور «الميليشيات»، واحتلال مؤسسات الدولة، والترويج الإعلامي السياسي لثقافة وإثارة الصراع المذهبي، وسيادة روح الحقد والكراهية التي تقود جماعة الحوثي الإرهابية إلى تفتيت النسيج الاجتماعي، وتمزيق الوحدة الوطنية، وإشاعة الفوضى في ظل ضعف وغياب الدولة.

  • نسف قيم التعايش..

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني- في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي" تويتر"- "ما تلقنه المليشيا الحوثية الإيرانية لأطفالنا مع صباح كل يوم دراسي جديد من أفكار إيرانية ضآلة ومنحرفة ودخيلة على ثقافة وهوية المجتمع اليمني يعد أخطر الوسائل التي تزرعها المليشيا في مستقبل اليمن لتدمير النسيج الاجتماعي ونسف قيم العيش المشترك بين اليمنيين".

وحذر وزير الإعلام من استمرار سيطرة المليشيا الحوثية الإيرانية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات وفرض أفكارها المستوردة من طهران وتلاعبها بالمناهج الدراسية سيفرز جيل من المؤدلجين والمعبئين بالأفكار الخمينية المنحرفة وهي كارثة سيدفع ثمنها اليمن والمنطقة والعالم لعقود قادمة

  • روح التعايش..

وعاش اليمنيون منسجمين فيما بينهم عبر قرون من الزمن، ويرجع هذا التعايش إلى طبيعة المذهبين السائدين في اليمن اللذين يميلان إلى التعايش والقبول بالآخر(الزيدية- السنية)، حيث بلغ التعايش إلى حد أن بعض الفقهاء والمؤرخين وصفوا الزيدية في اليمن بـ «سنة الشيعة»، لقربهم من المذهب السني، إضافة إلى أن المذهب الشافعي معروف عنه الوسطية والاعتدال.

وساد- عبر عقود من الزمن- ما يمكن وصفة بتقاسم غير مكتوب للأدوار، حيث كان هرم السلطة السياسية والعسكرية في يد الأقلية الزيدية، بينما انصرفت الأغلبية من الشوافع إلى مجالات التجارة والمال والأعمال، لكنهم كانوا موجودين بشكل كبير ـ بحكم أنهم كانوا أكثر تعليماً وثقافة وخبرة ـ في الجهاز البيروقراطي للدولة.

ومنذ أن برزت إلى السطح «الظاهرة الحوثية» الإرهابية من رحم الزيدية في تسعينيات القرن الماضي وتحولها إلى حركة عسكرية ـ سياسية في العقد الأول من هذا القرن، بدأ المشهد اليمني يتغير، وبرزت ملامح صراع كان في الأساس صراعاً داخل الطائفة الزيدية نفسها، حيث وكما هو معروف انبثقت الحوثية عن الزيدية.

  • تقويض التغيير السلمي..

الحوثيون لهم طموحات أكبر من حجمهم الفعلي في البلاد، وهي طموحات مرتبطة بأمجاد إمامية قديمة حكم فيها أجدادهم أجزاء من اليمن لمئات السنين، وكذلك قناعتهم -مثل نظام الملالي في إيران- بأن الإمام هو أعلى سلطة من رئيس الدولة، وهو الذي يملك حق الفصل في القرارات السيادية.

أفعال الحركة الحوثية تهدد تقويض حلم الدولة الديمقراطية المدنية الحاضنة لكل مواطنيها بجميع مذاهبهم الدينية وتوجهاتهم السياسية، ومما ساعد ذلك هو ما تتلقاه الجماعة من دعم طائفي خارجي إيراني بالدرجة الرئيسة.

الدستور هو عبدالملك..

ولجأت مليشيا الحوثي إلى استخدام أسلوب التحشيد للأكاديميين من جميع الكليات والجامعات اليمنية لطمس ما تبقى من ملامح الدولة والمؤسسات وتحويله إلى عمل مناطقي وشيعي في المقام الأول.

وتحاول الجماعة الانقلابية فرض بلورة لهوية جديدة لليمنيين، تعتمد على الطائفة كأساس للإدارة والسلطة والتعامل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

مؤخرا قامت دائرة التعليم الجامعي بالمكتب التنفيذي لجماعة الحوثي بإطلاق "المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي في ضوء عهد الإمام علي لمالك الأشتر"، بعد توقف العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية بحضور الأكاديميين من جميع الجامعات اليمنية والوزارات والمؤسسات بصنعاء.

وتطرقت محاور المؤتمر إلى إعادة الهوية، تحت عنوان المحور الأخلاقي والتربوي وتطوير العلاقة بين المؤسسات التربوية والإدارية من جهة والمؤسسات الدينية من جهة لإعادة بناء هوية المجتمع في ضوء عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الاشتر.. وكيفية الدمج في مناهج المؤسسات التربوية بهدف إعادة بناء الذات في ضوء ما تضمنه العهد من قيم للفرد.

ونقلت وسائل إعلامية " كلمة عبدالله محمد الشامي- نائب وزير التعليم العالي التابع لجماعة الحوثي- في افتتاح هذا المؤتمر قائلاً: إن هذا المؤتمر يأتي في سياق مشروع كبير نسعى من خلاله إلى إعادة قراءة التاريخ الإسلامي والتحيز في معرفة المرجعيات المعرفية.

وفي المؤتمر التي دعت إليه كافة الجامعات والوزارات والمؤسسات للمشاركة فيه قال الشامي: من المعيب أن ينخرط الباحثون اليمنيون في استيراد النظريات الوافدة من ثقافة الآخر دون وعي. وسنعمل بالفكر المستنير -يقصد فكر الجماعة- الجديد على إسقاطه على واقعنا، ووفق منهج علمي سنسلط الضوء على رموزنا وقاداتنا من منظور أكاديمي وتكليف الباحثين بإعداد بدراسة مشوارهم السياسي والديني - في إشارة إلى حسين بدرالدين الحوثي ورموز جماعة الحوثي.

واتهم الشامي دول التحالف العربي باستهداف هوية الشعب اليمني واختراقها كجزء من حالة "الانسلاخ والضياع ولا يمكن مواجهة هذه الاختراقات إلا بالعودة إلى مصادر الهدى"، ويقصد بمصادر الهدى ما يطلق عليهم في الطائفة الشيعية/الزيدية بأعلام الهدى، والذي تضم في ذيل القائمة والد زعيم الجماعة وشقيقه (حسين بدر الدين الحوثي).

واختتم حديثه قائلاً: "من أسباب انعقاد هذا المؤتمر العلمي الأول هو الانحراف التي نتجت عن تطبيق النظم الوضعية والتي تجاهلت القيم الإسلامية وما ترتبت عليه النفعية والانتهازية، واعتماد عهد الإمام علي كمصدر للتشريع وهو ما يرى سيدنا عبدالملك الحوثي دستور للدولة".

وفي المؤتمر ردد عدد من الأكاديميين شعار الصرخة الخاص بجماعة الحوثي ..

وقام المؤتمر على ستة محاور رئيسية حسب خطة عمل المؤتمر في كل من المحاور التالية (الإدارية، والاقتصادية، القضائية والرقابية، والتربوية والاجتماعية، والمحور السياسي) تسهم في مجملها إلى إعادة العمل في مؤسسات الدولة التي تشهد عزوفاً كبيراً بعد انقطاع المرتبات ومصادر العيش فيها.

وقال مصدر مسؤول في مليشيا الحوثي لـ"يمن مونيتور": إن ما سيحدث هو إعادة صياغة القوانين والدستور والمبادئ الأساسية للدولة بناء على ذلك العهد.

وأضاف "سيجري على إعادة هيكلة شاملة لمفاصل الدولة والعمل المؤسسة منها إعادة بناء سياسات الاختيار والتعيين وإعادة بناء الموارد البشرية وإعادة بناء النظم الإدارية في مختل المؤسسات وإعادة بناء المنظومة الاقتصادية وبناء المنظومة الاقتصادية وتطوير القطاع الزراعي وبناء الثقافة المالية وتنمية الموارد في ضوء العهد".

ولفت إلى أن ذلك سيشمل "إعادة بناء الهوية للمجتمع ودمج القيم التي وردت في عهد الإمام علي في مناهج المؤسسات التربوية بهدف إعادة بناء الذات في ضوء ما تضمنه العهد من قيم للفرد".

من جانبه هاجم أحمد عقبات- وزير العدل في مليشيا الحوثي-: حكم بني أمية، قائلاً: من هذه الثورة فقط - أي ثورة 21 سبتمبر - نعود للإسلام الحقيق ورجعنا إلى هذا الرجل علي بن أبي طالب الذي لا يبغضه إلا منافق نعود بعد 14 قرن".

وأمهلت مليشيا الحوثي الأكاديميين الحاضرين من جميع الجامعات اليمنية (جامعة صنعاء، وجامعة عمران، جامعة إب، جامعة ذمار، وجامعة الحديدة وجامعة عمران وجامعة اقرأ) ثلاثة أيام-تنتهي اليوم الأربعاء- لإيجاد مخرج لانهيار مؤسسات الدولة والعمل على الارتقاء بالعمل المؤسسي ونشر فكر الإمام علي بن أبي طالب ودراسة مضامين العهد والاستفادة منها في إدارة الدولة وتوضيح الأسس والمعايير اللازم توافرها فيمن يتولى المسؤولية منها في واقعنا الحالي.

  •    صعدة مركز أهل الكهف..

وبالعودة للخلفية التاريخية لجماعة الحوثي، فتعتبر مدينة صعدة هي معقل الزيدية ومركز الإمامة لمدة تزيد على ألف عام منذ سكنها الإمام الهادي يحيى بن الحسين عام 896. وعندما انتهت الحرب الأهلية بعد إعلان النظام الجمهوري وإسقاط الإمامة في عام 1969 تم تسليم صعده للنظام الجمهوري.

اعتاد اليمنيون تسمية الحوثيين بأهل الكهف في كناية ذات دلالة كثيفة على طبيعة الجماعة وكيفية نشوئها، فمن رحم صعدة وجبالها مران وضحيان التي تعد أكثر معاقل الزيدية تشدداً وعزلة، ظهرت جماعة الحوثي كحركة إحيائية للمذهب الزيدي ممثلة بمخيمات منتدى الشباب المؤمن التي تأسست عام 1990.

تحوّلت الفكرة من مجرد محاولة لتدريس مناهج تبسيطية للمذهب الزيدي إلى نشوء جماعة ذات طابع سياسي بسبب الطموح الشخصي لحسين الحوثي ابن العلامة الزيدي المتشدد بدر الدين الحوثي الذي كان يمنح اعتماده لمناهج منتديات الشباب المؤمن. كان حسين الحوثي قد زار إيران في ثمانينيات القرن الماضي، ثم السودان، ليعود إلى اليمن عام 1993 متأثراً بشعارات الثورة الإيرانية وأدبياتها السياسية، وكان يمتلك شخصية كاريزمية مؤثرة وقدرة خطابية متميزة.

بدأ حسين الحوثي بإلقاء خطبه في المساجد، وهي خطب سياسية عن المسلمين الذين تشتتوا وتدهور بهم الحال حتى أصبحوا عرضةً للعدوان الأميركي ــ الإسرائيلي. تتسم هذه الخطب بالطابع العاطفي وتصوّراتها السياسية السطحية والساذجة، حيث تدعو إلى العودة للماضي، وترفض جميع المفاهيم الحديثة بحجة أنها دسائس غربية لإفساد المسلمين، مثل الديمقراطية القائمة على فكرة المواطنة، أو الهجوم على فكرة الهوية الوطنية التي تتباهى بتاريخ ما قبل الإسلام.

  • الجولة الأولى ومصرع الحسين..

اتخذت الجماعة الطابع العسكري عندما انطلقت أولى جولات حروب صعدة في يونيو عام 2004، إثر محاولة قوات الأمن اليمنية إلقاء القبض على حسين الحوثي لقيادته تنظيماً مسلّحاً متمرّداً على الدولة. وأدّت محاولة القبض هذه إلى اشتباكات في منطقة ذات طابع قبلي ــ ديني محافظ وبعيدة عن سيطرة الحكومة المركزية، وانتهت الجولة الأولى من القتال في سبتمبر 2004 بقتل حسين الحوثي.

استؤنفت جولات القتال سريعاً في مارس 2005، وبدءاً من الجولة الثالثة من القتال، في فبراير 2006، تولّى عبدالملك الحوثي قيادة المجموعة، وهو الأخ الأصغر، من غير الأشقاء، لحسين الحوثي.. لا يمكن معرفة كيف وقع الاختيار عليه أو لماذا؟، لكن الواضح أنّ طبيعة الصراع العسكرية كانت مناسبة للشاب الذي كان في أواخر العشرينيات من العمر حينها، ولم يسبق له الخروج من صعدة، وكل حصيلته من التعليم بعض التعليم الديني الذي تلقاه عن والده، بعكس أخيه الذي سبق له السفر والعمل السياسي وتلقّى التعليم الحديث.

هذا الانتقال من حالة مذهبية إلى حالة سياسية ثم عسكرية، متّسق مع المذهب الزيدي، فما يميّزه عن بقية المذاهب ــ والسنية تحديداً ــ تشريعه للخروج عن الحاكم الظالم، ونصه صريح على مسألة الإمامة وشروطها، لذا كان من البديهي أن تتطور الزيدية، وبالتالي الحوثية، إلى مرحلة التمرد العسكري على الدولة.

  • حالة العزلة..

ليست العزلة التي تمثلها الجماعة عزلة مكانية فقط، بل هي زمنية أيضاً، حيث تنتمي أفكار الجماعة وقياداتها إلى زمن مضى، وهذا يظهر واضحاً من محاضرات حسين الحوثي التي تتبنّى فكرة الإمامة المحصورة ببني هاشم ضمن فكرة الخروج على الحاكم الظالم، ويستمدّ حينها الإمام شرعيته من التمكين الإلهي أي من خلال انتصار الإمام على الحاكم الظالم.

وعانى المذهب الزيدي حالة جمود طويلة ولم يعرف محاولات تجديد تُذكر منذ عشرات السنين، وبقيام النظام الجمهوري، أصبحت أفكار المذهب السياسية لا تتناسب مع الزمن. لذا سرعان ما تحوّلت عملية إحياء المذهب إلى حركة سياسية وعسكرية متمرّدة على النظام. إذاً، هي ليست عملية إحيائية نابعة من تطوّر ثقافي وديني داخل المذهب، فهذا في الغالب يعكس تطوراً سياسياً واجتماعياً لم تشهده اليمن، بدليل أن العلماء الزيديين الذين أشرفوا على هذه المعاهد كانوا ضمن الأكثر تشدداً مثل الشيخ بدر الدين الحوثي، ويميلون إلى تيار الجارودية داخل المذهب الزيدي الذي يتجه لتكفير المخالفين عموماً.

وبسبب من إرث عزلة طويل ارتبط بالإمامة، انحصر المذهب الزيدي في أقصى شمال اليمن، حيث الجبال الجرداء، فقيرة الموارد، الأمر الذي أكسب قبائل هذه المناطق باعاً قتالياً طويلاً، يتغذّى بمبدأ «الخروج» المتضمن في المذهب، ولذا ارتبطت الزيدية بالقبائل وبالمناطق الجبلية المفقرة، حيث البيئة تناسب مزاجها القتالي.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد