يد الحوثي تطال مركز تطوير الإدارة العامة ودعمه الهولندي

2018-10-23 03:08:41 أخبار اليوم/ صنعاء


في عام 2007م تأسس مركز تطوير الإدارة العامة بكلية التجارة بجامعة صنعاء، بمنحة هولندية ضخمة قدمت ضمن برامج الإصلاح الإداري الخاصة بوزارة الخدمة المدنية وبموظفي الجهاز الإداري للدولة آنذاك.
وخلال السنوات الماضية خرج المركز عددا كبيرا من القيادات الإدارية العليا على مستوى الوزراء والوكلاء والعاملين بمنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية.
بيد أن ميليشيا الحوثي وضعت يدها على المركز كغيره من الجهات التعليمية والتخصصية، خلال السنوات الأخيرة، بتغيير إدارته بإدارة الأكاديمية والوظيفية بعناصر موالية للجماعة، بدءاً من وظيفة رئيس المركز إلى وظيفة أمين المركز ومديره المالي.
وعملت إدارة المركز المعينة من ميليشيا الحوثي، على تصفير حسابات المركز المالية والعبث بها من خلال تحويلها لأشخاص وجهات بحجة "دعم الجبهات ضد العدوان"، بالإضافة إلى إهمال أي تحديث أو تطوير للمركز ومناهجه والتي كانت تسعى إليه إدارة المركز السابقة.
واستمرت إدارة المركز الجديدة بالتشهير والتطاول على شخصيات أكاديمية وإدارية كان لها الفضل بتأسيس هذا المركز والتواصل مع الهولنديين وجذبهم لتمويل إنشاء هذا المركز كونه سيسهم في تحقيق برامج الإصلاح الإداري لأهدافها ولتطوير القيادات الإدارية عبر برنامج الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة في مختلف المجالات الخاصة بإدارة شئون الدولة والمجتمع.
كما أن رئيس المركز يحيى مطهر، ونائبه أحمد الماوري، افتعلا الكثير من الأزمات والمشاكل مع الأساتذة الأكاديميين المدرسين بالمركز لينسحب عدد منهم من التدريس ويتولوا هم تدريس المواد التي تركوها.
وحولت الإدارة الحوثية عدداً كبيراً من البحوث التكميلية النهائية الخاصة بالتخرج لتكون تحت إشرافهم وتتم مناقشتها من قبلهم، قاصدين بذلك السيطرة على كل المصادر المالية لتكون لهم وتصل مرتبات رئيس المركز ونائبه إلى 2500 دولار شهريا، فيما هم إلى اليوم موقفين أي عمليات لتحديث المناهج الدراسية.
وفيما تتحدث إدارة المركز المعينة من قبل سلطات الحوثي عن استلامها للمركز بدون ميزانية تذكر، تؤكد الإدارة القديمة وجود مبالغ كبيرة بالدولار الأمريكي وبالريال اليمني حافظت عليها من أي هدر وسلمتها للإدارة الجديدة ومحاضر التسليم تثبت ذلك.
ويدر المركز دخلاً ماليا ممتازا، إذ تبلغ تكلفة الرسوم الخاصة بالانتساب والدراسة به 4600 دولار تقريبا لعامين دراسيين، ويعتمد المركز على إيراداته الذاتية ولا يوجد له أي تمويل حكومي، وحتى مع توقف عدد من المنح الدراسية الخاصة بموظفين مرسلين من قبل الجهات الحكومية، فقد استمرت تسديد هذه المبالغ من قبل الطلاب والطالبات بشكل شهري ودائم.وتحدث طالب في المركز لـ"نيوزيمن"، قائلا: "كان هذا المركز من أفضل البرامج التعليمية الموجودة في اليمن، وتميز بمناهج دراسية نوعية تفيد جميع التخصصات الإدارية سواء بالجانب الحكومي أو الخاص أو منظمات المجتمع المدني"، مضيفا: "اليوم نذهب للمركز لنكمل بعض المعاملات ونفاجأ بالحال المزري الذي وصله إليه".
طالبة في المركز تقول بدورها: "كل يوم يتراجع أداء المركز، إننا حتى لانجد رئيس المركز أو نائبه للحديث معهم وحل مشكلاتنا، لا يحضرون لا يتواجدون، وحتى عند اتصالنا لا يردون يتحدثون وينظرون عن فساد النظام السابق وفساد الإدارة السابقة وهم يمارسون الفساد بطرق عدة".
وتضيف: "تخرجنا ولليوم حتى لم يكملوا لنا محاضر مناقشة أبحاثنا وحصولنا على التخرج ونتعرض للابتزاز من موظفي الدراسات العليا ورئاسة الجامعة والتعليم العالي، ونخبرهم وهم لا يحركون ساكنا، يتعاملون بمزاجية كبيرة بحسب توجه الطالب وابن من هو".
طالب آخر تحدث قائلا: "رعى الله أيام ماكنا نذهب للدكتور خالد الأكوع أو الدكتور عبدالعزيز المخلافي وقت إدارتهما للمركز، لنخبرهما عن وقف الدراسات العليا لشهاداتنا أو أي من معاملاتنا ويذهبان معنا بنفسيهما وينجزان لنا ما تعثر"، ويتابع: "نعم أكيد كانت هناك سلبيات ولكنها السلبيات الروتينية التي ترافق أي أداء لمثل هذه المراكز التخصصية في الماجستير التنفيذي".
وقال مصدر طلابي إن "رئيس المركز حتى مع مرضه المزمن الذي يبقيه متغيبا لشهور طويلة إلا أنه يشرف من منزله على أي اجراءات تخص المبالغ المالية حتى لا تظل معاملات الطلاب ووثائق تخرجهم أو مناقشتهم عالقة بدون الالتفات لها"، لافتا إلى أن رئيس المركز المعين من الحوثيين معروف عنه تطاوله بالشتيمة والألفاظ السيئة على الطلاب والطالبات وحتى الأساتذة المدرسين بالمركز.
وأشار الى أن عدد الطلاب المقبولين بكل دفعة لا يقل عادة عن المائة طالب ويتم توزيعهم على ثلاث مجموعات، بينما لم يتجاوز عدد الطلاب بالدفعة الأخيرة المقبولة بشهر مايو 2018 أربعين طالبا، وغالبية الأسماء هم أبناء أو متنفذون لقيادات حوثية هاشمية، وهو أيضاً نفس الامر في الدفعة التي سبقتها والتي تميزت بأسماء كبيرة لقيادات حوثية بصنعاء".
وتميز المركز خلال سنوات نشاطاته السابقة بعقد شراكات كبيرة مع عدد من المنظمات الدولية والمحلية وإدارته للعديد من الأنشطة وبرامج تدريبية وورش عمل متعددة أسهمت في عمليات التطوير والتأهيل للكادر البشري العامل بالمنظمات الحكومية وغير الحكومية"

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد