انهيارات متسارعة للمليشيا في حجة وتحذيرات من تأخر الحسم

2018-11-13 07:05:40 أخبار اليوم/ تقرير خاص


أربكت تحركات الجيش الوطني مؤخراً في مختلف الجبهات صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية التي شهدت انهيارات متسارعة، وأصبحت عناصرها بين خيارات ثلاثة لا رابع لها " قتيل وجريح وأسير"، فيما تتقدم قوات الشرعية ميدانيا ضمن خطة عسكرية واسعة في اتجاه تحرير ما تبقى من المحافظات من سيطرة المتمردين.
جبهات محافظة حجة واحدة من أهم الجبهات التي شهدت انتصارات متتالية لقوات الشرعية مؤخراً، من خلال سيطرتها على مناطق عديدة أهمها " مثلث عاهم " الذي يربط بين حيران وحرض ومستبأ ومناطق حجور، إلى جانب تحرير سلسلة واسعة من قرى حرض والتوغل في إطراف مستبأ الغربية، والتي تكتسب أهمية لدى الحوثيين كونها أول مديرية في الجمهورية يتم السيطرة عليها بعد صعدة .
هذه الانتصارات جعلت قيادات الميليشيات بالمحافظة تعيش حالة من الإرباك والاستنفار وسط خلافات حادة بينهم زادت من حدة التوتر بينها، في الوقت الذي هي بحاجة إلى لم صفوفها غير أنها عزت عن ذلك أيضا، "أخبار اليوم" سلطت الضوء على حقيقة ما تروج له الميليشيات من انتصارات وهمية، ومستجدات الساحة العسكرية والمحلية فيها... إلى التفاصيل :
• خلافات المصالح..
مع مطلع الشهر الجاري شهد مركز المحافظة توترا امنيا بين محافظ الميليشيات في حجة المدعو/ هلال الصوفي، والقيادي المدعو/ عصام العربجي- مسؤول ضريبة القات بالمدينة- إثر خلاف على إيرادات ضريبة القات التي تصل شهريا لأكثر من خمسة عشر مليون ريال، فيما لا يورد منها إلى الخزينة العامة إلا القليل جدا لا يزيد عن المليون ريال وتذهب بقية الإيرادات لجيوب نافذين.
التوتر المسلح بين الطرفين أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الطرفين نتيجة الاشتباكات التي تكررت لعدة أيام، ولم تنته حتى لحظة كتابة التقرير، إلا أنها تعيش حالة هدنة اثر تدخل لجنة مركزية من صنعاء ولم تتمكن من حل الخلاف.
كما أحالت الميليشيات الحوثية احد وكلاء المحافظة المعين من قبلهم المدعو/ نبيل الجرب - رئيس فرع المؤتمر في عبس، للتحقيق وشكلت لجنة بهذا الخصوص، والتي تؤكد حدة الخلافات التي تعانيها قيادات الحوثي في حجة، فيما تؤكد المصادر وجود خلافات كثيرة ومتعددة على كافة المستويات تشير في مجملها إلى مستوى الانهيار الداخلي الذي تعيشه عصابات التمرد بالمحافظة.
• فرار وتهرب..
وبحسب مصادر خاصة ب"أخبار اليوم" فإن الميليشيات لجأت مؤخرا للدفع بما يسمى بالأمنيات - وهي لجان خاصة بالأمن تتبع الميليشيات- للنزول إلى الجبهات نتيجة التناقص الحاد في مقاتليهم وتراجع عمليات التحشيد، إلا أن تلك العناصر فرت قبل أن تصل إلى عبس، حيث تدفع بمقاتليها.
كما أفادت المصادر بأن توجيهات قيادة الميليشيات لمشرفيها بالمديريات للنزول إلى الجبهات لم تلق استجابة، وللتهرب من المشاركة في المعارك فقد عمد غالبية المشرفين الحوثيين لافتعال مشاكل وهمية للتعلل بانشغالهم بها فيما تظاهر آخرون بالمرض، الأمر الذي زاد من حدة الانهيار والارتباك في ان واحد.
• تهاوي متسارع..


وعن جبهات القتال في حيران وحرض ومستبأ شهدت صفوف الميليشيات منذ بداية نوفمبر الجاري انهيارات متسارعة، وسط تقدم لقوات الجيش الوطني ميدانياً التي تمكنت من السيطرة على مثلث عاهم الاستراتيجي وعدد من قرى حرض ومستبأ وبدأت تتوغل في أطراف عبس الشمالية.
فيما تكبدت الميليشيات خسائر باهظة في الأرواح قدر عدد القتلى والجرحى بأكثر من ثلاثمائة عنصر، فيما تم أسر ما يزيد عن عشرين من مقاتليهم بينهم أطفال، وبحسب مصادر مطلعة فقد عجزت مستشفيات المحافظة من استيعاب ضحاياهم، لتزايد أعدادهم، في الوقت الذي تعاني جبهاتهم من نقص في المقاتلين وسط إحجام غالبية المواطنين بالدفع بمزيد من المقاتلين في صفوفهم.
• تفكك وإرباك..
تلك الأحداث التي تعيشها الميليشيات في حجة جعلتها تعيش حالة من الإرباك والتفكك خاصة مع التحرك الميداني لقوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي، الذي تحاول الميليشيات عرقلة أي تقدم لها إلا أنها باءت بالفشل، ما يشير إلى أنها تعيش لحظاتها الأخيرة.
• تأخير الحسم..
ويبقى السؤال، لصالح من تأخير حسم معركة تحرير ما تبقى من المحافظة وباقي المحافظات القابعة تحت سلطة المتمردين؟ خاصة وأن الظروف الحالية تهيئ الأجواء أكثر من ذي قبل لحسم المعركة وإنهاء التمرد وعودة الشرعية و النظام والقانون.
وبحسب مراقبين فإن فترة الحرب خلال السنوات الماضية أثبتت أن أي توقف للمعارك عادة ما كان يصب في صالح الميليشيات الانقلابية التي كانت شارفت على الإنهاك يتم إنقاذها باسم المشاورات ودعوات السلام والحوار أو تحت نداءات إنسانية.
ما يؤكد ضرورة استمرار وتيرة الضغط العسكري الميداني حتى تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في إنهاء الانقلاب لما فيه إنقاذ للمواطنين من تسلط الميليشيات وظلمهم وعبثهم بمقدرات الدولة والمجتمع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد