الأمم المتحدة تجلي 50 جريحاً حوثياً إلى عمان وغريفيث يرافق وفد الانقلاب..

الرضوخ لإملاءات الحوثيين وتجاهل إجراءات بناء الثقة يهدد بنسف مشاورات السويد

2018-12-04 03:41:04 أخبار اليوم/ خاص


من المقرر أن تبدأ المشاورات بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي في السويد الأربعاء بعد أن خضعت الأمم المتحدة لإملاءات مليشيا الحوثي بإجلاء جرحاها الى سلطنة عمان.
وتتأهب الأطراف لبدء المشاورات برعاية أممية دون أن يتم تنفيذ أي من إجراءات بناء الثقة التي يفترض أن تنفذها مليشيا الحوثي هي الأخرى..
وتقتصر المشاورات على إجراءات بناء الثقة، وثلاثة محاور رئيسية وأخرى فرعية على طاولة هذه المشاورات.
وحسب مصادر أممية، يتعلق المحور الأول بإجراءات بناء الثقة التي تشمل التوقيع على اتفاقات لتبادل الأسرى والمعتقلين، واعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق أمام الرحلات التجارية منذ عامين، وتخفيف الحصار عن مدينة تعز، وتوحيد المصرف المركزي، ودعم الاقتصاد، فضلا عن المقاربة الممكنة لازمة الحديدة.
وفي المسار الثاني ينظر الأطراف بخفض التصعيد، والتوتر العسكري في مناطق جغرافية، وفي المقدمة وقف الهجوم نحو مدينة الحديدة، وموانئها الحيوية للمساعدات الانسانية، في مقابل توقف الحوثيين عن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي السعودية.
أما المسار الثالث والأهم، فيتعلق بالتوافق حول الإطار العام للمفاوضات المقبلة والقضايا ذات الأولوية على طاولة حل الأزمة اليمنية .
ولاتزال التباينات والخلافات عميقة بين الطرفين في وجهات النظر حول أجندة المفاوضات وأولويات الحل السياسي والعسكري في البلاد.
وفي السياق قالت مصادر ملاحية إن الأمم المتحدة أجلت أمس الاثنين، 50 جريحاً حوثياً يرافقهم 50 آخرين، من مطار العاصمة صنعاء عبر طائرة مدنية استأجرتها من الخطوط الإثيوبية رضوخا لإملاءات مليشيا الحوثي.
وذكرت المصادر أن طائرة الجرحى أقلعت من المطار مساء أمس إلى سلطنة عمان.
وجاءت عملية الإجلاء بعد وساطة قادتها الأمم المتحدة، من أجل التهيئة لانعقاد مشاورات السويد، حيث أصر الحوثيون على أن يتم إجلاء جرحاهم لتلقي العلاج.
ويأتي رضوخ الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص باليمن غريفيث لإملاءات مليشيا الحوثيين بنقل جرحاها في وقت يتم اتخاذ أي خطوة بحق الإفراج عن المختطفين والمعتقلين أو صفقة لتبادل الأسرى وإجراءات بناء الثقة وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على الفشل المبكر للمشاورات التي ستستغلها المليشيا لإعادة ترتيب صفوفها وتصعيد سقف إملاءاتها على طاولة الحوار..
وكانت مليشيا الحوثي قد أفشلت أربع جولات من المشاورات بسبب تعنتها ورفع سقف مطالبها كان آخرها مشاورات جنيف مطلع سبتمبر الماضي، حيث رفضت الحضور بعد أن كان وفد الحكومة الشرعية قد وصل المدينة للمشاركة في المشاورات المتفق على انعقادها هناك حينها..
وملف جرحى الحوثيين، كان السبب من أسباب فشل مشاورات جنيف في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، حين رفض الحوثيون التوجه إلى جنيف للمشاركة في المشاورات.
ووصف وزير الخارجية البريطاني جريمي هانت، نقل 50 من جرحى الحوثيين للعلاج بخطوة أولى لتسهيل محادثات السلام التي تجريها الأمم المتحدة في السويد".
ولفت- في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"- إلى أنه يشجع رؤية خطوات عملية أخرى بحثها مع القادة السعوديين والإماراتيين والإيرانيين خلال زيارته الأخيرة.
وكان التحالف أعلن- في وقت مبكر من صباح الاثنين- تسهيله لعملية نقل جرحى الحوثيين مع مرافقيهم إلى مسقط عبر طائرة تابعة للأمم المتحدة، وذلك بطلب من المبعوث الأممي وبتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية.
وقال المتحدث باسم التحالف "تركي المالكي"، إن قيادة القوات المشتركة للتحالف قد تلقت طلب المبعوث الخاص "مارتن غريفث" بتسهيل إجراءات إخلاء عدد (50) من الجرحى المقاتلين من جماعة الحوثي المسلّحة إلى (مسقط) لدواعي إنسانية وضمن إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد.
وأشار "المالكي" إلى أن طائرة تجارية تتبع للأمم المتحدة ستجلي الجرحى المقاتلين يرافقهم عدد (50) مرافق وعدد (3) أطباء يمنيين وطبيب يتبع للأمم المتحدة من (صنعاء) إلى (مسقط) بعد استكمال كافة الإجراءات والتنسيقات الخاصة بذلك.
وأكد على استمرار التحالف في تقديم كافة التسهيلات والجهود لدعم مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى حل سياسي وتقديم كافة التسهيلات للحالات الإنسانية وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
ووصل أمس الاثنين إلى صنعاء مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص اليمن، لمرافقة وفد ميلشيات الحوثي الانقلابية أثناء مغادرتهم إلى السويد لحضور المشاورات، في ثاني زيارة خلال أقل من أسبوعين لضمان حضور مفاوضي ميلشيات الحوثي خلال الأسبوع الجاري برعاية الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدران مطلعان إن المحادثات قد تبدأ الأربعاء بعد أن قام مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن جريفيث بزيارات مكوكية بين الطرفين بهدف تلافي ما حدث في الجولة السابقة التي انهارت في سبتمبر أيلول بعدما لم يحضر الحوثيون.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد